خواطر مواطن من حزب الكنبة 

في ٢٥ يناير ٢٠١١  كنت عضوا بارزا في حزب الكنبه رغما عني.. كنت ارقب الاحداث في هدوء ودهشه وحسره .. لم تمكنني الغربه من الاطلاع علي كواليس الاحداث  وخلفيات مايجري او المشاركه الفعليه فيها لكوني وقتها اقيم واعمل خارج حدود الوطن .. 
كنت اراقب مصر التي لا اعرفها عبر شاشات مصريه واجنبيه وبداخلي حزن عميق .. اري ميدان التحرير مليئا بوجوه قندهاريه غريبه لم اراها من قبل تفترش الارصفه بالجلباب الترواكار والصندل الممزق والذقون المتدلاه للخصر والشعر الاشعث الاغبر .. ولهجات شاميه وفلسطينيه تتحدث ببجاحه عن مشاكلنا وحلولها وكأنها مصريه .. اطفال دون العاشره مشردون يقذفون الشرطه والمواطنين بالحجاره والمولوتوف .. وملثمون يلقون بالناس من فوق اسطح المنازل ومجرمون وقتله يحتلون الصفوف الاماميه في احتفالات ٦ اكتوبر ورئيس مهزوز يطالب بالحرص علي سلامه الخاطفين والمخطوفين في اشاره واضحه لتعاطفه مع الارهاب في سيناء ووجوه اخري انتهازيه تركب الموجه وترتدي ثوب الرياده بلا اي مؤهلات او خلفيات ثقافيه تحتل شاشات التحليل بشعارات لا معني لها .. قنوات تدعي انها دينيه بوجوه وافكار وفتاوي لاعلاقه لها بالدين الذي اعرفه وعشت طوال عمري اعبد به ربي واسير علي نهج رسوله وقرآنه تنهال بالسباب علينا وتتهمنا بالكفر والجهل والزندقه .
ومذيعات ترتدين النقاب الاسود ربما لتضفي حزنا اكثر سوادا علي المشهد. 
عام ونصف عشت فيهم حياه الاموات .. اتواري خجلا حينما يشير احد زملاء العمل من الاشقاء العرب لصوره الاخواني المتصدر المشهد ويقول لي والحزن يكسو وجهه هل هذا رئيسكم وبرلمانكم ؟؟ ماذا فعلتم ب ام الدنيا التي نعشقها جميعا ؟؟ 
هل ترضي حضاره الاهرامات القديمه وارواح طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ واحمد زويل  وام كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم من القمم ان يؤول بكم الحال لهذا المشهد العبثي؟؟ 
ثار قلمي وقتها كثيرا علي صفحات التواصل الاجتماعي رافضا ما يحدث في بلادي  .. وتلقيت تهديدات بالقتل من اتباع حازمون ومتخلفون اخرون ولم اهدأ .. كان كابوسا قاتلا لم تنزاح تبعاته الا بالثوره الحقيقيه في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ..فكانت عوده الروح .. وكانت فرحه مصر بذهاب الغمه واستعاده الحياه والوطن . ليعود يوم ٢٥ يناير عيدا للشرطه و٣٠ يونيو عيدا للمصريين جميعا وتقديرا وعرفانا لدور جيشنا العظيم في الحفاظ علي هويتنا ومستقبلنا وانقاذنا من براثن الوهابيه واهل الشر .
ايام وذكريات كئيبه اتمني نسيانها واعتذر لتذكيركم بها .. وتحيا مصر