نسرين العسال تكتب : الفضيلة الكاذبة والسير وراء القطيع !!

نسرين العسال
نسرين العسال

مؤخرا زاد الهجوم بشكل مبالغ فيه ، حول بعض الأعمال الفنية ، و الأعمال الدرامية المقدمة ، الغريبة أننى لا أرى كلمات ثناء ، أو شكر تجاه تلك الأعمال بل ما أراه هو التجنى فقط !! خاصة وأن هناك أعمال فنية ، قُدمت الفترة الأخيرة ،بالفعل أراها جديرة بالاحترام ، والذوق الفنى ، بالاخص الأعمال الدرامية ، التى تحتوى على حلقات منفصلة متصلة .
 أيضا أصبح هناك بالفعل ارتقاء فى أختيار موضوعات الحلقات ، بشكل ملحوظ ، والسؤال الذى يطرح نفسة لماذا إهدار حق كل ما يستحق الشكر ؟؟ لماذا نحن فى حالة تنمر طوال الوقت ؟ حديثى هنا ليس المقصود به عمل فنى بعينه ، إنما أتحدث عن وضع بالفعل أصبح ظاهرة ، فالجميع يسير وراء القطيع دون أن يتبين الصواب ، من الخطأ وهذا يحدث كثيرا ، عندما يتعلق العمل الفنى ، بقيم أخلاقية ،أو الإساءة مثلا لبعض العادات ، والتقاليد .
فاسرعان ، ماتصوب المدافع ، نحو هذة الأعمال ، ليتشدق الشخص بالفضيلة ، والتى أصفها ، من وجهة نظرى بالفضيلة الكاذبة، فالذى أعرفه ،من حقيقة مؤكدة  ،أن الشخص عليه حين يحكم على عمل ما ، فلابد و أن يكون قد شاهده أكثر من  مرة ،حتى يستطيع، أن يبنى رؤية ثاقبة ،وواضحة يحترمها الجميع ، إنما مايحدث ،على العكس تماما .!!
قد يقوم  شخص ما ، بالتعليق على عمل دون مشاهدته، ثم يأتى آخر مقتبسا هذا التعليق، الذى فى حقيقة الأمر ، لايمثل الحقيقة بشكل أو بآخر  ، ومن هنا تصبح الإساءة على نطاق واسع حتى تنتشر فى النار كالهشيم .
مع العلم أننا اذا بحثنا ،عن ما ترويه قصة ما ،  قد لانجد أى شىء يُذكر ، يستحق كل هذة الضجة ، وللأسف هذا لايقف عند هذا الحد ، بل أحيانا يصل الأمر ، إلى الحياة الشخصية للفنان ، والإساءة إلى أسرته ،دون مراعاة أدنى ،المعايير الأخلاقية على الرغم، من أن الممثل ليس إلا هو أداء من أدوات العمل الفنى، وأن الشخصية التى يقوم بها لاتمت له بأى صلة نهائيا بل تمثل واقعا يجسده الممثل.
 كما أننا دائما ،ما نتهم الأعمال الفنية ، بالتطرق إلى موضوعات ، قد تكون جريئة  بعض الشىء ،  ونغفل بل ونتناسى ، أن الفن مرآة المجتمع ، وأن فى خبايا المجتمع ما خفى كان أعظم ، أظن جميعنا ، قرأنا فى الفترة الأخيرة  عن بعض الحوادث، والجرائم المخلة بالشرف ، والخيانة ، جميعها جرائم ، يشيب لها شعر الرأس ، من بينها زنا المحارم ، وقتل الاصدقاء ،وتجارة أعضاء البشر ، وغيرها من الحوادث ، التى يعجز اللسان عن وصفها.
 لماذا إذن هذا الكم الهائل، من الاستغراب ،والدهشة ، عند مشاهدة عمل فنى ، يعبر عن تلك الجرائم ، أو يتحدث عن سلبيات المجتمع ؟ علما بأننى لست بصدى الدفاع ، عن الأعمال الخادشة للحياء ،أو  ذات  الانحدار الاخلاقى، أو غيرها ، إنما مااعنيه أن لا نحكم ، على الأشياء بعلتها ،فقد يكون الذى وضع تعليقا، دون دراية بالابعاد الفنية للعمل ، أو قد يعبر العمل الفنى ، عن إسقاط معين لشىء ما لايستطيع هذا الشخص إستيعابه ،ثم ياتى شخص آخر ليتبنى ، هذا الرأى السطحي ليصبح فريسة لأمثاله ، ثم أن الفن ليس له سقف ، وعلى الفنان أن يترك العنان لابداعه ، شريطة أن العمل فى حد ذاته إذا تعرض على سبيل المثال ، إلى  قضية ما أو مشكلة ، فلابد أن يعطى العمل لنا فى النهاية ،  الحلول و طرق العلاج وإلا سيصبح العمل ، بوصلة لتغيير معتقدات وأخلاقيات المجتمع إلى الأسوأ .
فأنا لا اسلب حقك فى الإنتقاد لكن لابد وأن يكون على أساس بناء وليس هدام وحتى إذا كان انتقادك لاذع فلابد أيضا أن يكون على أسس ودراسة وليس مجرد سيرا وراء القطيع .