خبراء: التكنولوجيا تسببت في ظاهرة الشباب فى سن الشيخوخة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 


أصبح الكثير من الشباب يراوده الشعور بتقدم العمر رغم صغر سنه، ولكن لم تكن ظاهرة فقط منتشرة فى مجتمعنا، بل أصبحت ظاهرة تجتاح العالم، وأفادت دراسة حديثة عن موقع «هيلث لاين» البريطانى بعمل اختبار لـ 4482 شخصاً من الشباب أسفرت النتائج عن شعور الأغلبية بأنهم يعيشون عمر غير عمرهم الحقيقي.

 

وأكد باحثان من جامعة «كوليدج بلندن» والمركز الدولي لطول العمر بالمملكة المتحدة حيث قاموا بتحليل بيانات ما يقرب من 6500 من البالغين الإنجليز، ووجدوا أن أولئك الذين شعروا بأن عمرهم أكبر بسنة واحدة على الأقل من عمرهم الفعلي، كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 41٪ في غضون ثماني سنوات من أولئك الذين شعروا بأنهم أصغر بثلاث سنوات على الأقل من العمر المذكور عند ولادتهم الشهادات.

 

«بوابة أخبار اليوم» تحاور المختصين حول هذه الظاهرة التى تؤكدها الأبحاث العلمية والدراسات الموثقة لمعرفة أسباب شعور الشباب بالشيخوخة...

 

في البداية أشارت الدكتورة إيمان عبدالله استشارى العلاج الأسرى وتعديل السلوك إلى أن التكنولوجيا جعلت الشباب أقل حركة وأكثر مكوثاً فى المنزل أمام الوسائل الإلكترونية، وهو ما يتنافى مع طبيعتهم المفعمة بالحيوية والنشاط، ما جعلهم يشعرون وكأنهم فى سن الشيخوخة، وأصبحت أكثر الأوقات الممتعة لديهم تلك التى يقضونها أمام الشاشات الذكية، وذلك لحدوث إدمان لديهم وشعورهم بالسعادة المؤقتة الناتجة عن إفراز هرمون "الدوبامين" الذي يصبح في أعلى مستوياته، وعند سحب تلك الوسائل الذكية أو حدوث عطل بها يشعر بنوبات من الإكتئاب والحزن، نظراً لشعوره بأنه ليس له دور فعلى يؤديه دونها وحدوث ازدواجية في المعايير وصراع بين العالم الإفتراضي والواقع  وأصبح التعامل الواقعي يسبب له مشاكل نتيجة لفقدانه التعايش الاجتماعي الجيد مع البيئة المحيطة، وأصبح يتقلص دوره فى الإنعزال والجلوس وحيداً فى غرفته والبعد كل البعد عن الأنشطة الاجتماعية كممارسة الرياضة والهوايات المفضلة، والمساهمة فى الأعمال الخيرية التي تعزز من إرثاء القيم الإنسانية والمشاركات الاجتماعية.

 

جيل المتقاعدين
وتابعت قائلة: «يصبح الشخص غير فعال، مثله مثل كبار السن قعيد غرفته»، ومنذ سبعة أعوام ظهرت العديد من الدراسات التى تشير أن هذا الجيل هو جيل المتقاعدين مثلهم مثل المتقاعدين فى سن المعاش، وأسفرت الدراسات عن أن هذا الجيل يقضى ثلث وقته وعمره فى الأسبوع فى أشياء غير مفيدة وهادفة له وللمجتمع، وكثرة أعراض التقزم أو قصر القامة ومشاكل بصرية يعانى منها الشباب والآم فى العمود الفقرى والفقرات، وقلة الرغبة في بذل المجهود والكسل الشديد والإكثار من العمليات الشرائية «الأون لاين» عبر الإنترنت جميعها من الأسباب الناتجة عن الجلوس فترة طويلة أمام الشاشات الذكية.

 

وأكدت عبد الله على ضرورة أن يكون هناك تقسيم للوقت، بحيث لا يصبح أغلب الوقت ضائعاً هباء، لذا يشعر أغلب الشباب أنهم رغم صغر سنهم إلا أنه يراودهم الشعور بأنهم فى سن الشيخوخة، فضاع الكثير من عمرهم بين جدران غرفتهم لم يتمتعوا بمشاركة كل لحظة من عمرهم على أرض الواقع، بل أصبحت مشاركتهم خلال عالم افتراضي من الأصدقاء يهدرون أوقات كثيرة فى اللعب الأونلاين، مما جعلهم يشعرون وأن العمر سرق منهم لحظات لم يعيشوها سواء مع الأهل أو الأقارب.

 

اقرأ أيضا: بمشاركة 50 فنانًا من 15 دولة.. الغردقة تستضيف منتدى فنون شباب العالم غدًا 

 

الشعور بالعمر
وخلف هذا التقاعد مشكلة السمنة المفرطة والتى أصبحت ظاهرة واضحة فى المجتمع لشباب تعانى منها، وكثرة الجرائم فى المجتمع نتجت من عدم معرفة الأشخاص كيف يتعاملون مع بعضهم البعض، وأصبحوا يطبقون مشاهد العنف خلال العالم الإفتراضي على أرض الواقع.

 

وقالت عبد الله: «أصبحوا شباب ويعانوا من أعراض ومظاهر الشيخوخة، نفسياً وجسدياً"، هناك أبحاث تشير إلى أن كلما شعر الإنسان بعمر معين  كلما شعر معه بالأعراض التي تتوافق معه، أى أنه كلما أحس الشباب أنه فى عمر الشيخوخة سيجد أنه يعانى من أعراض الشيخوخة، والعكس صحيح، ونجد أحد كبار السن مفعم بالحيوية والنشاط مما ينعكس على أدائه وكأنه شاب فى سن العشرين» .

 

الأطعمة الجاهزة
وأضافت إيمان أن أغلب الشباب فى الوقت الحالى يفضلون الأطعمة الجاهزة والسريعة فى التحضير عن الوجبات المنزلية الصحية، فيصبح أغلب غذائهم معتمداً على مكسبات طعم وألوان صناعية لتعزيز النكهات، وبالتالى فان الطعام الذى لا يساهم فى بناء جسم الإنسان يتسبب فى هدمه.

 

وأكدت عبد الله أنه ليس هذا فقط بل تخلو الأجيال الحالية من البناء النفسى والاجتماعى والرياضى، لذا يشعرون أنهم بدأو من حيث انتهى كبار السن لذا ترتفع لديهم الشعور بالإكتئاب فهم يفتقرون لمشاعر تعزيز الذات وتنظيم الوقت وما هو مألوف أصبح غير مألوف.

 

 أمراض نفسية وعضوية
وقال الدكتور جمال فيرويز استشارى الطب النفسى إن هناك عدة أسباب لهذا الشعور لدى الشباب وقد تكون أحد الأسباب تتعلق بمشكلة عضوية أو إضطراب الهرمونات، أو مشكلة نفسية، قد يرى البعض أن هناك مشكلة بخصوص بعض الضغوط المادية أو العاطفية أو النفسية والتى تعطى الشعور بالعجز أحياناً، وهناك بعض الأمراض الأخرى التى تشعر الإنسان بالعجز أو الهدم والعجز وكذلك الوسواس القهري.

 

اقرأ أيضا: محافظ أسوان لشباب «اعرف بلدك»: الجمهورية الجديدة تهتم بكافة فئات المجتمع