كيف يعيش الناس وسط الثلوج وتحت الصفر؟، هل تتوقف الحياة من شدة البرد؟، هل يحبس الناس أنفسهم داخل البيوت من أجل الدفء؟، لقد عاشت أسرة مجلة «آخر ساعة» هذه التجربة مع الناس في قطعة من أوروبا عام 1968، فكيف كانت التجربة؟
تعرضت مصر في عام 1968 لعواصف شديدة ووصلت درجة الحرارة إلى 5 فوق الصفر، وكانت الصحف والإذاعات تتحدث عن هذه الموجة شديدة البرودة، والمطارات أغلقت والناس في البيوت ترتعد والشوارع خالية من أي مظهر للحياة، ولا حديث في أي مكان إلا عن هذا الجو غير الطبيعي الذي تعرضت له مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
والصحفي الكبير جلال دويدار قرأ كل هذا وهو في الفندق الذي كان يقيم فيه بمدينة برلين الغربية التي تحولت إلى ثلاجة بلغت درجة الحرارة فيها إلى 15 درجة تحت الصفر، وقد وصل كل شيء إلى درجة التجمد وكان الثلج ينهمر من السماء على شكل أمطار غزيرة ملأت الشوارع إلى أن بلغ سمك طبقات الثلوج إلى 30 سنتيمترًا.
اقرأ أيضا| المصرية منيرة مرقص.. أول حكمة دولية لليد في العالم
وانطلق جلال، إلى شوارع المدينة ووجد أن كل شيء يسير بشكل طبيعي في الشوارع التي ازدحمت بالناس وبالسيارات وبالحياة، وأن الثلوج ليست عائقًا أمام الناس في كل أوروبا، لقد أصبحت جزءًا من حياتهم.
الناس في ألمانيا تعودوا على العيش وسط الثلوج وفي البرد، ويمارسون أعمالهم وهواياتهم في نفس الوقت، ومن أحب هذه الهوايات لهم هي التزحلق على الثلج سواء كانوا أطفالاً أو كبارًا.
ورغم أن الحياة وسط هذا الجو لها متاعبها حتى بالنسبة لهؤلاء الذين تعودوا عليها، إلا أن العقل البشري اخترع الكثير من الوسائل التي توفر للإنسان الاندماج الكامل في هذه البيئة، وحماية الناس من هذا الجو.
وملابس الناس وتصميمها تساعد على إيجاد هذه الحماية، ومنها البالطو الثقيل فوق البدلة، والحذاء المبطن من الداخل الذي لا ينفذ إليه المياه، وفي البيوت ووسائل المواصلات توجد أجهزة التدفئة التي تعمل بالبترول و الفحم والكهرباء.
ولتتغلب السيارات على السير وسط الثلوج تم إنتاج نوع من الإطارات تساعد على عدم تزحلق العجلات أثناء السير، كما أن هناك نوعًا من «الجنازير» توضع حول العجل طوال فترة الشتاء للمساعدة على السير إلا أنها تعوق سرعة السيارة وتحدث كثيرًا من الضوضاء، ولكن هذه الجنازير لا تستخدم إلا عند الذهاب إلى الجبل لممارسة رياضة التزحلق.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
