< قال رودس انه اضطر قبل عرض الاتفاق النووي الايراني الامريكي علي الكونجرس ان يشكل ما اطلق عليه اسم «غرفة صدي» <

تحرص واشنطون علي التأكيد بمناسبة وبغير مناسبة علي حرية الصحافة وعلي ضرورة تمكين كل العاملين في وسائل الاعلام من الوصول الي الحقائق كاملة غير منقوصة.. ولكن ما حدث في الأسابيع الماضية أثار تساؤلات كثيرة حول مصداقية الإدارة الامريكية وكل ما يعلن رسميا عن كيفية التعامل مع التحديات والأزمات الراهنة.
وكان بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي وأكثر العاملين في البيت الابيض قرباً من أذن الرئيس أوباما قد أجري حديثا مع صحفي بجريدة النيويورك تايمز تناول باستفاضة السياسة الخارجية الامريكية.. وأوضح رودس في هذا الحديث علاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي وكيف ان هناك تفاهما بينهما.
وأشار رودس الي ان الرئيس أوباما يجد صعوبة في توصيل أفكاره بشأن الشئون الدولية وذلك لأن المراقبين ورجال الاعلام متمسكون بأفكار قديمة تتعلق بقوة الولايات المتحدة ويغفلون تماما التداعيات الكارثية لحرب العراق.
وفي إطار الحديث قال رودس انه اضطر قبل عرض الاتفاق النووي الايراني الامريكي علي الكونجرس ان يشكل ما اطلق عليه اسم «غرفة صدي» فيما بين خبراء السياسة الخارجية للتأثير علي الكونجرس للموافقة علي الاتفاق. وكان يقصد تشكيل رأي عام ضاغط بتقديم معلومات تساند موقف الإدارة من هذا الاتفاق والترويج له وذكر رودس ان المناقشة المنطقية مع الكونجرس أمر مستحيل وبالتالي كان لابد من استخدام هذا الاسلوب.
وقد أثار ما ذكره رودس غضبا في أوساط الجمهوريين من أعضاء الكونجرس وكذلك من جانب الاعلاميين حيث انه اعطي انطباعا بأنهم خدعوا..
وقد بادرت لجنة مراقبة وتطوير الحكومة في مجلس النواب إلي دعوة رودس للمثول أمامها غالبا في الاسبوع القادم لاستجوابه حول الاسلوب الملتوي الذي استخدم وهل هناك خديعة للكونجرس؟
وفي الوقت الذي استنكر عدد من الديموقراطيين من أنصار الإدارة استدعاء رودس بدعوي انها محاولة رخيصة لجذب الانتباه رأي عدد من اعضاء الحزب الجمهوري ان القضية لابد وأن تثار حيث ان هناك مخاوف وخلافات حول قضية رفع العقوبات عن ايران.
واذا كان رودس قد لجأ للمناورة للتأثير علي الكونجرس فقد دفع هذا الموقف أحد مقدمي البرامج بشبكة فوكس الاخبارية بالعودة الي الدفاتر القديمة حيث كان جيمس روزن قد تعرض لمناورة مماثلة من جانب وزارة الخارجية الامريكية حيث كان قد استفسر في ديسمبر من عام 2013 عن الموعد الذي بدأت فيه المفاوضات الامريكية الايرانية بشأن البرنامج النووي وكانت الاجابة أن هذه المفاوضات قد بدأت في شهر يونيو من عام 2013 بعد تولي حسن روحاني الاكثر اعتدالا رئاسة حكومة طهران..
وعندما تحري هذا المذيع النشط وبحث اكتشف ان معلومات الخارجية الامريكية غير صحيحة واثناء المؤتمر الصحفي اليومي للخارجية في ذلك الوقت كرر استفساره وهنا قالت المتحدثة الرسمية للخارجية أن احراز التقدم الدبلوماسي يتطلب احيانا بعض السرية وهنا ذكر المذيع ان الكذب علي الاعلام مسموح مادام يكون لتحقيق الهدف وهو ما صادقت عليه الخارجية.. المهم ان الشريط المسجل لهذه المناقشة تم إعادة صياغته ولكن المذيع استطاع ان يحصل عليه هذا الاسبوع وقدمه وربما كان ذلك لاضفاء مزيد من الشكوك في الاسلوب الامريكي لتقديم المعلومات.
ويدل ما جري مؤخرا علي ان استخدام المغالطة والمراوغة بل حتي الكذب أمر مقبول لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الامريكية.
ومن الجدير بالذكر ان أغلب وسائل الاعلام الامريكية قد تجاهلت تماما الخوض في هذا الاسلوب الذي يتم به التعامل مع وسائل الاعلام الامريكية.. وهل ستكشف جلسة الاستماع التي سيعقدها الكونجرس عن المزيد؟ اما اللجنة المعنية بحماية الصحفيين فقد تفادت التعليق ربما لاعتقادها بأن الكذب أمر غير مؤذ.
الديموقراطية الأمريكية
يتابع الشعب الامريكي باهتمام بالغ ما يجري علي الساحة الداخلية والصراع الجاري بين مرشحي الرئاسة الامريكية للوصول إلي البيت الأبيض.
وقد تمكن المرشح الجمهوري دونالد ترامب المثير للجدل أن يتغلب علي منافسيه الجمهوريين والذين بلغ عددهم 16 شخصا في بداية الجولة الأولي للانتخابات الأولية.. ومن المعروف أن ترامب لم يتغلب علي منافسيه بسبب خبرته أو معرفته الحقيقية بالمسرح السياسي الامريكي حيث ان كل أفكاره تتميز بالتطرف إلي جانب استخدامه لاسلوب غير محترم في عرض هذه الأفكار والهجوم علي منافسيه.. وقد تمكن ترامب حتي هذه اللحظة من الاستحواذ علي شعبية قطاع عريض من الشعب الامريكي حيث استغل خوف هذا القطاع وقلقه من الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
وقد أدي تقدم ترامب وتوليه الصدارة الي غضب قيادات الحزب الجمهوري ودفعهم إلي عقد اجتماعات علنية وسرية للتفاوض حول كيفية التآمر لابعاد ترامب.. ولم يخجل بعضهم من طرح اسماء بديلة.. بل أقدم بعضهم ومنهم آل بوش الي الإعلان بأنهم لن يشاركوا في اجتماع اللجنة القومية للحزب الجمهوري التي ستعقد في شهر يوليو القادم للإعلان عن المرشح الجمهورية لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية.
ومازالت الحملة المعادية لترامب جارية مما دفع رئيس اللجنة القومية للحزب الجمهوري إلي الاعراب عن قلقه واستيائه في عدة أحاديث مع وسائل الاعلام الامريكية من الممارسات والمحاولات الجارية بصورة غير قانونية لابعاد ترامب وطرح بديل له أو تشجيع مرشح بعيد عن الحزبين الجمهوري والديموقراطي.
وأوضح ان هذا التصرف من شأنه تدمير الحزب الجمهوري ولكنه لم يتطرق الي حقيقة واضحة ومثيرة وهي ان اصوات الناخبين ليس لها أي اعتبار.. فأين هي الديموقراطية؟ سؤال لابد ان يطرح علي اللجان الامريكية التي تتجول حول العالم لمراقبة الانتخابات والممارسة السليمة للديموقراطية.
سايكس بيكو
علي مدي الاسابيع الماضية كان هناك اهتمام من جانب الاعلام والمراقبين السياسيين والمهتمين بالتاريخ السياسي بتناول اتفاق سايكس بيكو بمناسبة مرور مائة عام عليه.. ولكن ما اغفلته التقارير هو التأثير السياسي لواحد من أبرز علماء التاريخ السياسي وهو برنارد لويس الذي سيبلغ من قبيل المصادفة مائة عام بنهاية الشهر الجاري.
وبرنارد لويس يهودي الديانة ولد في بريطانيا وخدم بالجيش البريطاني ثم عمل كاستاذ للعلوم السياسية بعدد من أكبر الجامعات الأمريكية ولكنه لم يتقدم للحصول علي الجنسية الامريكية إلا عندما بلغ 62 عاما.
واعتقد ان أشارة بعض المراقبين الي ان سايكس بيكو كانت وراء خراب منطقة الشرق الاوسط وربطهم بين تنظيم داعش الإرهابي واعلان قيادات هذا التنظيم انهم قادمون لإلغاء اتفاق سايكس بيكو وتوحيد الأراضي العربية والإسلامية إنما هو اسلوب عقيم ومخالف لكل الحقائق بل ان فيه استهانة واجحافا للقوي العربية في المنطقة.
وقد اردت الأشارة في هذه الفقرة الي برنارد لويس باعتباره لديه خبرة بالشئون العربية والاسلامية فان هناك اختلافا حول تقييم مواقفه فهل هو حليف يطرح خبرته أم هو صديق ماكر ولكن المؤكد هو انه من خلال ارائه يجيد خلط السم بالعسل.
وقد حظي برنارد لويس دائما بعلاقة خاصة مع صناع القرار في الادارة الامريكية وتؤكد كل المصادر المطلعة انه كان وراء اقناع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بغزو العراق.. وقد كتب لويس قبل غزو العراق مقالا بجريدة الوول ستريت للتحريض علي الاطاحة بنظام صدام حسين وقال: «أن تغيير النظام قد يكون أمرا خطيرا إلا أن مخاطر عدم التصرف واتخاذ القرار يصبح احيانا أكثر خطرا من اتخاذ القرار» وأشار إلي ان غزو العراق سيكون بمثابة صدمة كهربائية تؤدي الي تحديث الأوضاع في المنطقه وليس هناك شك في ان افكار لويس ومنطقة كانت وراء سياسة «الفوضي الخلاقة» التي سعت إليها الادارة الامريكية.
الإعدام في أمريكا
اصيبت شركة فايزر الأمريكية فجأة بصحوة انسانية وأعلنت وقف وتوزيع بعض منتجاتها الدوائية التي تستخدم في عمليات اعدام المجرمين بالولايات المتحدة.
وقد جاء قرار شركة فايزر بالتضامن مع كبريات شركات الأدوية العالمية وليضع السلطات الأمنية الامريكية في ورطة بحثا عن بدائل.. وقد صادرت السلطات المختصة كميات من الادوية السامة التي تستخدم لحقن المحكوم عليهم بالاعدام حصلت عليها الجهات المختصة من السوق السوداء.
وتحاول بعض الولايات الامريكية حاليا تعديل أسلوب الاعدام بدلا من الحقن بمواد سامة باستخدام الكرسي الكهربائي أو الرمي بالرصاص.. وذلك لتفادي القضايا التي ترفع من قبل جماعات حقوق الانسان التي تعارض ما يتعرض له بعض المحكوم عليهم بالاعدام من آلام وطول وقت لعدم تأثير المواد السامة المخدرة عليهم وبصفة خاصة مدمني المخدرات.
وفي سياق الحديث عن الأمور الصحية ندوة دعت إليها جمعية اطباء الامراض العصبية وذلك بعد ان تم الاعلان عن القيام بأول عملية جراحية من نوعها في العالم.. والعملية باختصار هي استبدال رأس المريض برأس سليم لشخص توفي في حادث.
ومن المعروف ان سوق الاعضاء البشرية قد اصبحت تجارة رائجة حول العالم حيث تتم عمليات نقل الكلي والاطراف وقرنية العين وغيرها.
ويقوم أغلب الامريكيين عند استخراج رخص قيادة السيارات بالرد علي سؤال مطروح وهو هل تريد التبرع ببعض اعضاء جسدك في حالة حدوث حادث سيارة يؤدي الي وفاتك وفي حالة الموافقة يتم اعداد ملف كامل بحالة الشخص أي نوع الدم واخبار القلب والكلي والعين والأذن والكبد وتوضع معلومات هذا الملف في شظية إلكترونية رقيقة للغاية يتم ادخالها تحت جلد صاحب الأمر.
وإذا حدث لاقدر الله حادث فإن طائرة الإسعاف تنتقل بسرعة لفحص المتوفي ونقل معلومات عما يوجد في جسده من قطع غيار صالحة وكثيرا ما يكون هناك جراح متخصص موجود ضمن طاقم الطائرة لنقل قطعة الغيار في ثلاجة خاصة مع اخطار الفريق الذي سيتولي عملية النقل للمريض في المستشفي.
أما عن عملية نقل الرأس فقد تم العثور علي شاب روسي مصاب بمرض عصبي لاشفاء منه ويعيش حاليا علي جهاز تنفس صناعي وبالتالي فإن تركيب رأس جديد له ليتعامل مع جهازه العصبي أمر قد يكون مجرد خيال علمي إلا ان الاستعدادات جارية لعملية ستستغرق 48 ساعة.
ولكن ماذا لو نجحت العملية ولكن صاحب الأمر لا يعجبه هذا الرأس الجديد.
حادث مروري
التعرض لحادث مرور يؤثر نفسيا علي طرفي الحادث مهما كانت القواعد والقوانين التي تحكم قيادة السيارات.. والولايات المتحدة في مقدمة الدول التي تحرص وتضمن حصول المتهم والضحية في أي حادث مرور علي حقوقهما.
وكنت قد تعرضت في الاسبوع الماضي لحادث حيث قامت شابة لا يتعدي عمرها 18 عاما بالاصطدام بمؤخرة سيارتي بعنف وقوة علي الرغم من ان حركة المرور كانت بطيئة.. وبطبيعة الحال اصبت بحالة فزع رهيبة وخشيت ان يؤثر الحادث علي ظهري الذي تعرض لحادث مماثل منذ 10 سنوات واستغرق العلاج بأساليب مختلفة عامين.. واحمد الله ان سيارتي المرسيدس القديمة تمكنت من حمايتي في الوقت الذي تحولت فيه سيارة الشابة وهي سيارة سوبارو إلي حطام.
وقفزت الشابة لتقف إلي جانبي وتسألني : «هل انت بخير؟ هل تريدين مساعدة؟ أنا آسفة.. آسفة.. آسفة» وهرع سكان منزل مجاور للطريق يسألون عما اذا كنت بحاجة لسيارة إسعاف وبادروا بالاتصال بالشرطة والإسعاف.. وبعد دقائق رأيت والد ووالدة الشابة يحضران علي عجل وقال الوالد: أنا آسفة لقد بدأت ابنتي قيادة السيارة منذ عدة أيام قليلة.. انها حديثة العهد بالقيادة.. وكان اهتمامه بالتأكد من أنني غير مصابة واضحا حيث ان اصابتي ستعني مثول ابنته امام المحكمة وقد يحكم عليها بعدم القيادة لسنوات وربما ايضا بالحبس.. ولا يستطيع اي شخص ان يقود سيارة إلا اذا كان هناك تأمين علي السيارة.. والتأمين حسب درجته يتولي اصلاح السيارة أو استبدالها بسيارة مثيلة كما يتولي دفع تكاليف علاج المصابين وركاب السيارة في حالة تعرضهم للاصابة ايضا.. والحصول علي رخصة قيادة يتطلب الخضوع لاختبار قيادة عملية الي جانب امتحان تحريري يتناول قواعد المرور.
وعند وقوع الحادث تتواجد الشرطة في أسرع وقت إلي موقع الحادث لسماع الاقوال وتحرير محضر يدرج به اسم طرفي الحادث الي جانب التأكد من صلاحية رخصة السيارة وبطاقة التأمين.
وتتولي الشرطة نقل السيارة أذا ثبت انها غير صالحة للقيادة كما تنظم المرور بمنطقة الحادث بما يضمن عدم ارتباك المرور.. ويقوم رجل الشرطة باعطاء طرفي الحادث رقم المحضر الذي تم تحريره للحصول علي نسخة منه أو الاعتراض علي بعض ما ورد به.
ولا تسمح الشرطة بمغادرة أي مصاب قبل التأكد من سلامته.
رخصة قيادة لأوباما
ولابد هنا ان اذكر حديث الرئيس أوباما عن رخصة المرور فقد اشار الي ذلك اثناء الحفل السنوي الذي يقيمه المراسلون الصحفيون المعنيون بنقل اخبار البيت الابيض وهو حفل يتناول فيه الرئيس أوباما والصحفيون تعليقات ساخرة ولكن هذه التعليقات تشير بصورة غير مباشرة لمواقف يتعرض لها أي من الجانبين.. وفي الحفل الاخير منذ عدة أسابيع قال الرئيس انه لابد ان يستخرج رخصة قيادة حتي يتمكن من قيادة سيارته عندما يغادر البيت الابيض بنهاية الاسبوع الثالث من شهر يناير القادم.. وذلك لان طاقم القيادة ستنتهي مهمتهم بتوصيله من البيت الابيض الي مقر اقامته الخاصة فيما بعد انتهاء ولايته.
وفي فاصل كوميدي يذهب الرئيس الي مكتب المرور وهنا تسأله الموظفة عن اسمه فيقول: باراك حسين أوباما وماذا تريد؟ فيقول الرئيس رخصة قيادة.. فتطلب منه الموظفة الاطلاع علي بطاقة التأمين الاجتماعي وهي ما يعادل الرقم القومي في مصر.. وهنا تطلب الموظفة شهادة الميلاد.
ويقدم أوباما شهادة الميلاد وكان تعليق الموظفة «هل هذه شهادة حقيقية وسليمة» وتضج القاعة بالضحك حيث ان ما قدمته الفقرة كان قد ذكرهم بما تعرض له اوباما من هجوم من جانب بعض الجهات التي شككت في انه امريكي الجنسية بدعوي انه ولد في كينيا وان والدته قد حصلت بعد ذلك علي شهادة ميلاد له من هاواي.. ويجدر بالإشارة هنا الي أن دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة حاليا كان في مقدمة من شنوا هذه الحملة التي تم نظرها أمام المحاكم الامريكية التي تحققت من شهادة ميلاد أوباما..!