إنها مصر

الصعايدة

كرم جبر
كرم جبر

رأى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الصعايدة الذى قاله فى حديث تليفزيوني، أنه عندما تعامل معهم فى الجيش، أرجل ناس وأجدع ناس، وأكثر الناس كرامة وكبرياء، ويُعتمد عليهم وتثق فيهم، "كنت بشوف ناس تقريباً لا تأكل ولكن بتشتغل، وبعد عشر سنين يصبح لهم كيان، ميقبلوش حد يقول لهم خد، لكن يقفوا جنب بعضهم".


وأرجل ناس وأجدع ناس، استبشروا خيراً بأسبوع الافتتاحات الكُبرى، الطرق الواسعة التى سوف تتحول إلى مجتمعات عمرانية حضارية، والمستشفيات التى تحفظ حق المواطن فى الرعاية الصحية الكريمة، والمناطق الصناعية العملاقة على غرار مصنع سامسونج، والمدن الجديدة التى سيتم افتتاحها قريباً، والأراضى الزراعية ومحطات البترول والكهرباء.


الصعيد متعطش إلى التنمية وإزاحة كابوس الفقر والتطلع إلى المستقبل بثقة وتفاؤل.. ويزيد تفاؤلهم أن الدولة لا تسوق الوهم ولا تروج وعوداً لا تتحقق، وإذا تعهدت أوفت فى زمن قياسي.
الصعيد، من الصعود أو الأرض المرتفعة، له حكايات مع حكام مصر، فلم يهتم به الملك فاروق، إلا عندما اجتاح وباء الملاريا قنا وأسوان، وحصد أكثر من 25 ألف شخص، فقرر جلالة الملك إلغاء الاحتفالات بعيد ميلاده سنة 1942، وزار الأسر المنكوبة ووزع عليها الإعانات بنفسه، أما محمد نجيب فقد ذكرت رواية غير موثقة، أنه تم نقله إلى مدينة طما أثناء العدوان الثلاثى على مصر، بعد أن ثارت إشاعة قوية بأن الإنجليز سيسقطون مظلات على فيلته بالمرج، لإعادته للرئاسة مرة ثانية.


جمال عبد الناصر ابن "بنى مر" ومعشوق الفقراء، اعتذر للصعايدة فى بداية حكمه - سنة 1954 - عن التقصير فى الزيارة، ووعدهم بزيارات متتالية بعد شهر رمضان، وتعهد خلال اجتماعه بوفد من الصعايدة، أن يكون محافظاً على شرف أهل الصعيد، وممثلاً للرجولة التى يشتهر بها الصعايدة، فلا يخدعه المال ولا تغره السلطة أو السلطان، وسيبقى دائماً ابن "بنى مر"، ابن الصعيد.
ما علينا ..


الذكريات كثيرة، ولا تتسع لها هذه المساحة الصغيرة، ولكنها أفكار جالت بخاطري، أثناء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لعدد كبير من المشروعات، وقد تزيل مشاعر الظلم التى يشعر بها الصعايدة من الإهمال، وعدم الحصول على نصيبهم العادل من التنمية، والمُطالبة بالدخول السريع فى حزام المشروعات الكبرى.