كيف حسم «السيسى» المعركة لصالحنا؟

د. فاطمة سيد أحمد تكشف: كيف حسم «السيسى» المعركة لصالحنا؟

كيف حسم «السيسى» المعركة لصالحنا؟
كيف حسم «السيسى» المعركة لصالحنا؟

هناك أحداث تصنع التاريخ، وتغير مجراه، فمثلا الحرب العالمية الثانية هى حدث فارق فى تاريخ الإنسانية قسمت العالم إلى فريقين، وهو وضع ناتج عن تناحر الكتلتين المتصارعتين: الشرقية والغربية، وكذلك ما حدث فى غزو العراق وأحداث الحادى والعشرين من سبتمبر، أو ثورة الثلاثين من يونيو التى غيرت مجرى التاريخ، ليس فى منطقتنا، وإقليمنا فحسب وإنما على المستوى الدولى أيضا، ومن أهم ثمارها الناضجة تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية فى مصر لتكون مفتاح استقرار الشرق الأوسط بأكمله.

 

إنفوجراف| استعدادات نقل الزوار من وإلى معرض القاهرة الدولي للكتاب

 

 

الكاتبة الصحفية الكبيرة د. فاطمة سيد أحمد، تتصدى فى أحدث مؤلفاتها الصادرة على مشارف معرض الكتاب لتوثيق العديد من ملامح هذه الأحداث الفارقة التى عاشتها مصر، وهى تقاوم الارتداد إلى الخلف والأطماع الخارجية ومؤامرات الفوضى المهلكة، وتحاول صاحبة القلم الجرىء أن تجيب -فى عمق- عن أسئلة المشهد الحيوى الذى تخلصت من خلاله مصرنا العزيزة من أخطار كادت تعصف ليس باستقرارها فقط، ولكن أيضا هددت وحدتها وتماسك نسيجها عبر صفحات كتابها الجديد «كيف ولماذا حكم السيسى مصر؟»، حيث تتوغل المؤلفة التى تعد أول باحثة فى «الأنثروبولوجيا» العسكرية بالوطن العربى فى أسرار الفترة الفاصلة فى تاريخنا المعاصر التى شهدت الإطاحة بحكم الإخوان الأسود، وتسلم بطل مصر القومى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى بلادنا ذات العراقة والمكانة والتاريخ، فاستطاع فى سنوات قليلة معدودات أن يصعد بها درجات المجد محققا طفرات فى شتى المجالات وتكشف لنا رحلة البحث عن إجابات لعدد من الأسئلة أسرار الكفاح ضد القوى الشريرة التى أرادت طمس هوية هذا الوطن وتركيعه، والزج به فى مهاوى التأخر والضياع ومن هذه الأسئلة: كيف جاء السيسى إلى حكم مصر، ولماذا حكم السيسى مصر؟ وما الذى جرى فى كواليس الأحداث وخلف الستار، ويضم الجزء الأول من الكتاب الإجابة عن السؤال الأول وهو كيف وصل بطل مصر القومى عبدالفتاح السيسى إلى سدة الحكم؟، وتشرح المؤلفة الكاتبة الصحفية د. فاطمة سيد أحمد عميدة المراسلين العسكريين بالصحافة المصرية ملامح كتابها وهى تقدم له قائلة: «هذا الكتاب جزء من شهادتى للتاريخ وهو واجب أصيل لكل صحفى يتواجد فى قلب الأحداث، وفى 25 يناير 2011 كان قدرى يسوقنى إلى ما هو أبعد من حقيقة الحدث فى ثلاثية «التحليل والمقارنة والاستشراف» لأعيش أحداثا متكاملة بكل مناحيها، وفى هذا التاريخ كنت قد تجاوزت العام الثلاثين فى محراب المؤسسة العسكرية كمراسلة عسكرية عتيدة ممارسة لعملى بجدية وتحد، حتى صرت مميزة فى هذا المجال بعون الله، وفى العام نفسه أيضا كنت قد قاربت على العشر سنوات مندوبة لمجلتى «روز اليوسف» لمتابعة نشاط مجلس الوزراء، كنت أقوم بالعملين بكل الإتقان معا حتى صرت معلومة المكانة فيهم، وأذكر التواريخ لأعطى للقارئ لماذا كان لى باع فى التواجد عن قرب لمتابعة متخذى القرار فى هذه الأماكن التى كانت تدار الدولة من خلالها فى أحلك ظروف قابلت بلدنا مصر مع بداية العشرينية من القرن الحادى والعشرين، وعندما يكون الصحفى فى ميدان معركة مجسدة أمام عينيه يتعرض لها الوطن الحبيب يتجرد من كل شىء إلا قلمه وأوراقه، هى أسلحته الجبارة التى لها دوران، الأول الدفاع «الوقتى» الذى يتزامن مع الحدث شاهرا رأيه فى وجه الطاغى والخائن والجبان وذى المصلحة، ومع هؤلاء الانتهازية المتأسلمة فى تبرج ليس له مثيل فى تاريخها الدموى، إنها «الجماعة» المحظورة دوما فى المجتمع المصرى بكل فئاته، والغريب أنها تطلق على نفسها «جماعة الإخوان المسلمين» والإسلام برىء من كل أفعالها وسلوكياتها وتقيتها وتزييفها للحقائق، هذا الدور «الوقتى» للصحفى ليس هو كل شىء رغم مشقته وضغوطه، إلا أن الدور الأهم هو «تسجيل الحدث» من أجل التاريخ والأجيال وحماية الأوطان، وهذا الكتاب هو الجزء الأول من «دورى الثانى» فى تسجيل «الحدث» بكل أمانة لنقله للأجيال لتكون بين يديه حقائق التاريخ بكل شفافية وتجرد من أى غرض كان، نعم قمت بدورى الوقتى، ولكن مسرح عملياتى فى معركة الوطن كان له بقية عشتها مع المحنة التى اجتازها الشعب المصرى بقيادة الجيش بكل صبر واقتدار، وأضيف إلى الناموس التاريخى لهذا الشعب وذاك الجيش الذين تربطهم روابط كثر كونهم من رحم وطن واحد فدمهم مشترك، وإحساسهم متوحد فى حب الوطن، هذا المزيج المتجانس كان العامل الأهم لعبور الوطن من تحديات وأزمات ومؤامرات وفوضى، وللأسف أربابها من الداخل وضعوا أيديهم مع متآمرى الخارج بكل دم بارد واستغناء عن سيادة الوطن ومكتسبات شعب سطرها بدمه طوال تاريخ ممتد لآلاف السنين».


يجدر بالذكر أن المؤلفة التى رأست تحرير صحيفة «روز اليوسف» فى فترة مهمة من تاريخها أثرت المكتبة العربية من قبل بعدد من المؤلفات المهمة ومنها: «ماذا لو حكم الإخوان؟»، و«الأنثى فى الجيش المصرى» و«الانثروبولوجيا العسكرية».