أكاذيب وجنون الدجالين تنتهي بالسجن مدى الحياة

أشهر 7 من مدعى النبوة حول العالم

مدعى النبوة الامريكي صموئيل شافير
مدعى النبوة الامريكي صموئيل شافير

كتبت : دينا جلال 

سلسلة من الأكاذيب والاوهام تتكرر وتجوب تفاصيلها العالم بأكمله، مروجو تلك الاكاذيب دجالون يدّعون النبوة أو إمتلاك قوى إلهية خارقة فى تحد جرئ للعقول والاديان، تلقى قصصهم تهكم وسخرية من الجميع ولكن على الجانب الآخر يتحول بعض متابعيهم والمقربين منهم الى مريدين لهم بل ومروجين لأكاذيبهم لتنتهي تلك المسرحية بوقوع ضحايا لحوادث متنوعة يدفعون ثمن تغييب عقولهم ومنحها لمستغليهم.

 

تحمل الصحف ومواقع الاخبار العالمية قصصا متنوعة تبدأ بظهور اشخاص يدعون النبوة ويبنون مستعمرات خاصة يعتبرونها مكانا خاصا للترويج لأفكارهم ومعتقداتهم المضلة، وتصل اكاذيبهم الى ادعاء تلقيهم اوامر الهية عليا دون سواهم وبإزدياد اتباعهم وخلق حالة من الجدل حولهم لا يمر وقت طويل حتى يتم القاء القبض عليهم دون ان تنفعهم قواهم الخارقة في الهرب من السجن او حتى تخفيف العقوبات  ضدهم.


جرائمهم
لا تتوقف اكاذيب مدعي النبوة فى العالم عند تلك الادعاءات وانما ترتبط في العادة بسلسلة من الحوادث التي يرتكبونها تحت غطاء اكاذيبهم وقصصهم الوهمية، ففي ولاية يوتا الامريكية ترصد الصحف قصة اصغر مدعي نبوة وهو صموئيل شافير -35 عاما- او شافير الوسيم وحسن المظهر كما اطلق عليه الاعلام الامريكي، وتعرض اسوشيتدبرس قصته التي اوصلته الى المحكمة بعد ان قاد جماعة اطلق عليها اسم «فرسان الكريستال» في مجمع صحراوي يروج فيه لافكار غامضة ادعى فيها الاستعداد ليوم القيامة وخلال قيادة دعوته المزيفة أحل لنفسه وللمقربين منه الزواج من فتيات قاصرات او اطفال قام بخطفهن واعمارهن 4 و 8 سنوات وهى جريمة كبرى يعاقب عليها القانون الامريكي وتسبب الامر فى منحه اقصى عقوبة وهى السجن المؤبد وحين طلب شافير إعادة محاكمته تهكم الجميع بسبب عجزه عن الخلاص من السجن وهو يتعهد بالاستعداد لنهاية العالم والغريب فى الامر ان اعادة محاكمته انتهت بإضافة 15 سنة سجنا على الحكم السابق بسبب الكشف عن المزيد من الحوادث التي ارتكبها شافير بالاضافة الى اتهامه بالنصب وخداع مريديه.


 يبدو ان أكاذيب مدعي النبوة الجدد ترتبط بتجاوزاتهم المادية والاخلاقية حيث وجهت السلطات الامريكية في لاس فيجاس ما يصل الى 27 تهمة لمدعي النبوة «بينيتو كاتيلو» 75 عاما، الذى تم اتهامه بتعذيب ضحايا والاعتداء عليهم وتربحه من جلسات طرد الارواح الشريرة من اجسادهم وكان لبينيتو كنيسة خاصة تضم عدد من العائلات والاتباع الذين كانوا يعيشون برفقته فى لاس فيجاس وينادونه بالاب ويمنحونه المزيد من الدعم والعطايا.


وفي واقعة اخرى جرت محاكمة المتهم الامريكي «دونالد كابلن» مدعي النبوة الذي شهدت سنوات دعوته الكاذبة اعتداءات على اطفال قصر وتعدد زيجاته لإستغلال النساء والاطفال، وانتهي الامر بمحاكمته ليحصل على 87 سنة سجنا مما يعني قضائه باقي حياته فى السجن وكذلك شهدت المحاكم البريطانية عدد من تلك الحالات، ومنها القضية التي نظرتها المحكمة العليا فى برمنجهام حول محاكمة رجل الدين ادعى امتلاكه قدرات خاصة وهو مايكل أولورونبي بالتعاون مع زوجته جوليانا أولورونبي  وواجها عدة اتهامات منها تعذيب مريديهم واستغلال اموالهم  في جلسات طرد الارواح الشريرة والقت المحكمة حكما بسجنهما 34 سنة. 


شهرة عالمية
يمتلك عدد من الدجالين ومدعي النبوة الافارقة قدرات هائلة في نشر دعواتهم الزائفة الى آلاف التابعين لهم في امريكا واوروبا والعديد من الدول عبر مواقعهم وصفحاتهم على الانترنت، وتتعدى شهرتهم حدود بلادهم حيث يذيع صيتهم فى مختلف انحاء العالم  ومنهم الملياردير النيجيري «تي بي جوشوا» الذي اعتاد زيارة انحاء مختلفة فى العالم واقامة شعائره، ويدعي جوشوا انه لم يكن جنينا طبيعيا وانما استغرق حمل والدته فيه 15 شهرا، وبعد ولادته بسبعة اشهر حاول الشيطان التخلص منه عن طريق دفنه تحت الجبال الا انه استكمل حياته مدعياً امتلاكه قدرات خاصة يحصل عليها اثناء خلوته فى الطبيعة، وكان يتوافد الآلاف على قداسه في بريطانيا واسرائيل وغيرها ليصل مريديه فى حفلاته الى 35 الف شخص من مختلف انحاء العالم  وسط اجراءات مشددة  بسبب إدعائه امتلاك معجزات وقدرته على  القيام  بمعجزات عديدة منها شفاء المرضى وطرد الشياطين وعلاج المكفوفين ومرضى الشلل وغيرها الا انه كان متهما في قضايا نصب دفعت عددا من الدول الى منع دخوله الى اراضيها وبالرغم من وفاة جوشوا منذ اشهر قليلة الا ان مازال مريدوه يصدقون دعواته ويلتزمون بتعليماته، ويشتهر ايضا مدعي النبوة النيجيري الفا باباتوندي الذي تلقى حكما بالسجن المؤبد بسبب خطفه طفل عمره عام واحد وعلق وقتها على الحكم لتستمر اكاذيبه مؤكدا انه تم سجنه في تهمة جنائية بعيدا عن دعوته.


تتجلى مشاهد مدعي النبوة المزيفين في الهند حيث ينجحون سريعا فى جذب آلاف المريدين من مواطنيهم سريعا واشهر هؤلاء هو «جورميب رام سينج» الذي تزعم طائفة «ساشا سودا» ويرتادها مئات آلاف من اتباعه بل ويزعم كونه نبي جديد مدعيا ان عدد اتباعه يصل لأكثر من 6 ملايين حول العالم بسبب تصديق قدراته الخارقة من شفاء الامراض والعلاج النفسي والصحي للضحايا، وتسبب جورميت فى حالة فوضى فى كافة انحاء البلاد اثناء محاكماته منذ عامين تقريبا  وصلت الى حد الجنون وخاصة فى ولايتي البنجاب وهاريانا الهندية، حيث تزامنت محاكمته مع قيام اتباعه بقطع الطرق والهجوم على محطات السكك الحديدية ومحطات الوقود بالاضافة الى الاعتداء على الصحفيين وحرق سياراتهم ليؤدي الامر الى مقتل عشرات الضحايا، واكتملت المحاكمة بسجن مدعى النبوة مدى الحياة بتهمتي الاعتداء على امرأتين من اتباعه.

 

محاكمة تل ابيب
من اشهر قضايا النبوة فى اسرائيل قضية «جويل راتزون» الذي تعدى اكاذيب النبوة ليصبح من مدعي الالوهية الا ان جرائمه انتهت بمثوله امام محكمة في تل ابيب حين وجهت له اتهامات باستعباد النساء وحبسهن وحوكم بتهمة تعدد الزوجات حيث تزوج 21 امرأة وانجب منهن 49 طفلا، وكشفت اوراق القضية ان المتهم الستيني اجبر زوجاته على حفر اسمه وصورته على اذرعهن ونجح فى اقناعهن بقدرته على الشفاء وانزال اللعنات على خصومه واقنعهن بقدرته على التحكم فى حياتهن وافكارهن وعزلهن برفقته فى مجمع سكني ليتحولن الى عبادته وقطع صلتهن بالعالم الخارجي، واستغل راتزون اموال زوجاته وعائدات الدعم الاجتماعي لهن ولأطفالهن للانفاق على نفسه.


إعدام امرأة
لا تخلو قضايا مدعى النبوة من المتهمات من النساء ممن اقدمن على إدعاء النبوة وزعم امتلاك قدرات خاصة وهو ما شهدته مدينة لاهور الباكستانية حيث قضت المحكمة بإعدام مديرة مدرسة  في الاربعينات من عمرها  وتدعى سلمى وهى ام لأربعة اطفال بعد إثبات التهمة ضدها وكشف توزيعها اوراق وكتيبات لنشر دعواتها الكاذبة الا ان محامي الدفاع طلب تأجيل محاكمة موكلته لعدم استقرارها عقليا وبالفعل تم تأجيل القضية لعامين الى ان خضعت المتهمة للفحص الطبي ومثلت للمحاكمة لتتلقى حكما بالاعدام شنقا في سبتمبر الماضي، وشهدت احدى محاكم شمال باكستان محاكمة مدعى نبوة آخر يدعى طاهر نسيم حيث ظل يروج لأكاذيبه بالرغم من سجنه في عام 2018 وحين بدأت محاكمته بعد عامين من سجنه تلقى المتهم طلقات رصاص في قاعة المحكمة بالرغم من مواجهته حكم الاعدام حيث تشدد السلطات الباكستانية عقوبات مدعى النبوة والمتهمين بالتطاول على الاديان.

اقرأ ايضا | أول تحرك من الإفتاء اللبنانية تجاه مدعي النبوة