قريبا.. السيارة الكهربائية المصرية فى الشوارع

السيارة الكهربائية
السيارة الكهربائية

مروة أنور - ياسين صبرى

خلال جلسة "الطريق من "جلاسكو إلى شرم الشيخ" لمواجهة التغير المناخي، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه اعتبارا من 2023 سيتم إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية، مضيفًا أن مصر تحركت بسرعة فى مجال السيارات الكهربائية وبدأنا فى العمل بمبادرة إحلال السيارات.

والآن باتت السيارات الكهربائية تشق طريقها نحو شوارع مصر، حيث تم بالفعل البدء فى الخطوات التنفيذية للمشروع، وتوطين صناعة السيارات الكهربائية فى مصر باعتبارها وسائل نقل حضارية وصديقة للبيئة.

"آخرساعة" أجرت معايشة لرصد تجربة استخدام "السيارة الكهربائية" فى مصر منذ شرائها وأسعارها مرورا باستخدامها وصولا إلى محطات الشحن الكهربائى بالإضافة إلى رصد حركة البيع والشراء فى سوق قطع الغيار الخاصة بها.

عشنا تجربة الدكتورة سها الويشى، فى استخدام السيارة الكهربائية من المنزل إلى محطات الشحن والسير فى شوارع القاهرة، فقالت: إن قرار شراء السيارة الكهربائية لم يكن أمرا سهلا، خاصة أن لدى العديد من التجارب مع السيارات التقليدية التى تسببت فى عقدة نفسية من السيارات، ومن كثرة الذهاب إلى الميكانيكية والسمكرية وتكلفة غيار الزيت، بخلاف تكلفة البنزين لهذا كان قرار التفكير فى شراء السيارة الكهربائية، صحيح هى مخاطرة ومغامرة منى فى ظل محدودية سوق هذا النوع من السيارات، ولكنها إن أصابت فهى مربحة.

أضافت: "بداية رحلتى فى البحث عن سيارة كهربائية لم تكن سهلة لأننى كنت منتظرة تواجدها فى مصر وبمجرد معرفتى الخبر ذهبت إلى المعرض وعندما وقعت عينى عليها لم أصدق نفسى من كثرة المميزات التى بدأ المهندس المسئول فى شرحها وكان الجميع فى انبهار فكيف لسيدة أن تقدم على شراء سيارة كهربائية ولم تخف من التجربة؟ ولهذا السبب لم يبخل المهندس بأى معلومة طلبتها منه فكنت كثيرة الاستفسار، وعلى الرغم من أننى لدى مهارة كبيرة بالسواقة إلا أننى بمجرد أن وضعت قدمى بها وشعرت أننى اتعلم السواقة من جديد ولكنها تجربة جميلة وبالاستمرار يحدث التعود مثل أى شىء جديد".

تابعت: "كان أول سؤال للمهندس عن هاجس الشحن وكيف سيتم وكيف التصرف إذا نفدت البطارية؟ كانت الإجابة إن جميع معارض السيارات التى تقدم السيارات الكهربائية يقومون بعمل جروبات على الواتس آب لتجميع أصحاب السيارات الكهربائية ومعرفتهم بأقرب الأماكن التى يتواجد بها شحن لهم فى أى مكان تنفد فيه البطارية، وكذلك ضرورة مراعاة بعض الأشياء حتى لا تنفد البطارية فنحن نتعامل مع جهاز مثل أى جهاز، فعندما نعود إلى المنزل نقوم بشحن الموبايل فيجب أيضا أن تضع السيارة على الشاحن من خلال كابل الشحن الخاص بها وهناك واحد سريع وواحد بطىء والسيارة الكهربائية يوجد لديها ميزة كبيرة وهو إمكانية شحنها على عداد المنزل العادى، كما تعد أخف أنواع الاستهلاك فى الكهرباء مقارنة بالسخان والكاتيل وغيره".

وأشارت إلى أن هناك محطات بعينها يتوافر فيها الشحن الكهربائى وجارٍ تزويد جميع المحطات كما علمت بها، كما أنها بها ميزة كبيرة وهى أن تقف وتستأذن أى محل تجارى أو كافيه الشحن من خلال كبس الكهرباء العادى، وأهم ميزة بها أن حسب عدد الكيلوات فى السيارات التقليدية نقوم بتغيير الزيت ولكن السيارة الكهرباء نقوم بتغيير تيل الفرامل كل عام فقط وفلتر التكييف والكاوتش والعجلات بمبلغ لايتعدى 3200 لهذا المعرض يوفر على مواقع التواصل والجروبات الخاصة مراكز الصيانة الخاصة بها منافذ قطع الغيار إلى جانب خريطة توضيحية موثقة بالمناطق التى تتواجد بها محطات الشحن.

تابعت: "وفى الطريق للشحن بأقرب محطة وقود وجدنا هناك مكاناً مخصصاً للسيارات الكهربائية ومحطاتها، والجدير بالذكر لا تتوافر خدمة الشحن الكهربائى فى الوقت الحالى سوى فى محطات "الوطنية وشيل أوت" وعن طريق كارت دون أى رسوم ولابد من تسجيل الاسم وأن يكون هناك حساب بنكى لتوفير الخدمة فى البداية وإذا لم يتوفر حساب بنكى فيجب الانتظار من 3 إلى 4 شهور وذلك عن طريق شركة ريفولتا العاملة فى مجال البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية فى مصر".

وقالت إن هناك نوعين من الشواحن وهم "AC" و"DC"  وشحن السيارات الكهربائية من محطات الشحن مجانى فى بداية التجربة وسيظل هذا الوضع مؤقتا حتى يتم تقنين الوضع وإلى أن يحدث ذلك الشركة تمنح توصيل السيارات بالشحن داخل المحطة والاستمتاع بالكهرباء المجانية تماما بدون أدنى نوع من أنواع التكاليف، والشحن عبر "AC"  يحتاج فقط إلى كابل لشحن سيارتك، أما الشحن عن طريق الشواحن السريعة اDCب لايحتاج إلا مجرد التسجيل فى موقع الشركة وطلب كارت الشحن بدون أى مصاريف، كما أشارت إلى أن السيارات الكهربائية لا تقدر" بالـC.C" ، وانما تقدر بعدد الكيلوات التى تسير بها، فعلى سبيل المثال سيارتى الخاصة 180 كيلو وتحتاج من نصف إلى ساعة شحن وليس أكثر.

ويعلق المهندس أيمن محمد، مدير الأعمال بإحدى المنصات الإلكترونية التى تقدم خدمات بيع وشراء السيارات الكهربائية، بقوله: إن المستهلك المصرى عندما يبحث عن شراء سيارة فإنه ينظر إلى الفوائد التى ستعود عليه من ورائها مثل الأداء المرتفع وتوفير المصروفات وسهولة تزويدها بالطاقة، وعند بدء طرح السيارات الكهربائية فى مصر قام العديد من المصريين بشرائها من باب التجربة ليتضح لهم إمكانية الاعتماد عليها بصورة كلية، وعندما شاركوا تجربتهم الناجحة مع الآخرين كان لهذا الأمر مساهمة ملموسة فى زيادة مبيعات السيارات الكهربائية داخل السوق المحلى من 300 سيارة إلى 2000 سيارة فى الوقت الحالى ومن المتوقع ارتفاع نسبة المبيعات بصورة أكبر مع دخول الدولة والتوكيلات التجارية لدعم هذا القطاع.

أما عن أسعار السيارات الكهربائية فتبدأ من 350 و400 ألف جنيه لأنواع مثل الفولكس فاجن وهى الأكثر مبيعا ونحن نطمح إلى زيادة عدد التوكيلات التى تطرح سيارات فى مثل هذه الفئة السعرية فى السوق المصرى كونها تستهدف الفئة الأكبر من المشترين، وهناك بعض التوكيلات التى تطرح سيارات بقيمة مرتفعة مثل بى إم دبليو يصل سعرها إلى 850 ألف جنيه، وعلى رأس هذه القائمة تأتى سيارة تسلا الأكثر شهرة فى عالم السيارات الكهربائية ويصل سعرها إلى مليون ونصف المليون جنيه. وينوه أيمن إلى تجربته الشخصية مع استخدام السيارة الكهربائية حيث قطع بعربته مايقرب من 60 ألف كيلومتر وخلال هذه المسافة لم يقم بأى صيانة سوى لفلتر التكييف وتغيير كاوتش العجلات بمبلغ لا يتعدى 3200 جنيه.

من جانبه، قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية: إن خطوة تصنيع السيارات الكهربائية محليا والتوسع فى تحويل السيارات إلى استخدام الغاز وتوفير الخدمات اللوجستية الخاصة بها خطوة حضارية وتضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة خاصة بعد تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر قادرة أن تصنع بنية تحتية للسيارات الكهربائية وبتصنيع مصرى عام 2023 وهذا التصريح الذى يسير على أرض الواقع والعمل به على قدم وساق سيجعل العالم كله ينظر إلى مصر بشكل مختلف، ومن الناحية الاقتصادية كما أننا نتحدث عن 100 مليار دولار إذا التزمت مصر بخفض حجم التلوث فى الإنتاج لتصبح من الدول التى تستحق جزءا من 100 مليار دولار وهو الشرط الذى وضعته قمة الجلاسكو على الدول الغنية الصناعية الكبرى التى تتسبب فى انبعاثات تلوث عالية جدا تصل إلى 80% لهذا مبادرة إحلال السيارات للغاز ثم الكهرباء تساهم فى إنعاش سوق السيارات كما أن تصنيع مصر للسيارات الكهربائية يجعل هناك بنية تحتية قوية فى مجال صناعة السيارات وبهذا يعود قطاع الأعمال مرة أخرى إلى أرض الواقع.