حدث في مصر.. عصابات تخطف الموتى وتساعد المحتاجين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عندما كانت تميل الشمس نحو الغروب، وأخذت الأشعة الحمراء في التسلل من وراء أعواد القصب، وفي هذه الأثناء تكون قد هدأت العيون وعم القرى سكون المقابر؛ حيث يسارع الأهالي بغلق أبواب بيوتهم ومتاجرهم ويكف الجميع عن الهمسات حتى لا يسمعها رجال العصابات، البيوت محاصرة بزراعات القصب من كل اتجاه، وفي كل ساعة يتوقع الأهالي اختطاف أحدهم، بعدما أصبحت هذه العصابات رمزا للغارات الجريئة.

 

وبحسب مجلة آخر ساعة في عام 1950 فإن هذه العصابات التي كانت موجودة بنجع حمادي بمحافظة قنا، كان لهم عادات وتقاليد عجيبة، وغريبة في نفس الوقت، حيث أنهم إذا اقتحموا أحد المنازل وجدوا أمامهم (خبزا)، تشائموا وانسحبوا، وإذا وجدوا في المنزل امرأة حامل انسحبوا أيضا، وإذا لم يجدوا في البيت شيئا يسرقونه فإنهم يتركون لأهله مساعدة مالية.

 

وأصبح أهالي نجع حمادي يعيشون في كل يوم قصة مع هذه العصابات، وارتكاب الجرائم وعندما ينتهي محصول القصب يخرجون إلى أوكارهم في الجبال، ويهبطون إلى المقابر يسرقون جثث الموتى ومطالبة ذويهم بمبالغ مالية.

 

وفي آخر حادث سرقة، أخبر أحد رجال العصابة زوجة رجل توفي حديثا بانهم سرقوا جثته، وهرولت مسرعة إلى المدفن وبالفعل لم تجد الجثة، ولكنها بلباقة سألتهم، إذا دفعت لكم الدية هل يعود حيا أو ميتا، وطلبوا منها ١٠٠ جنيه.

 

وفي واقعة أخرى كان أحد الأشخاص ويعمل (تمرجي) بالمستشفى الأميري متوجها إلى عمله بينما كانت المستشفى يبعد حوالي كيلو مترين عن المساكن، وفجأة خرج عليه رجال العصابات، وقادوه أمامهم إلى زراعات القصب بعد أن وجد نفسه محاصرا بأكثر من ١٥ شخصا ملثمين، ومدججون بالأسلحة، وقاموا بتفتيشه فلم يجدوا معه سوى ١٥٠ قرشا،  بصوت يشوبه رعب وهلع أخذ التمرجي يوضح لهم بأنه من محافظة الشرقية وأنه غريب عن الصعيد، وأتى منقول للعمل بالمستشفى، فأخذوا منه ٥٠ قرشا وتركوا له الباقي وسأله أحدهم مسامحنا فيهم؟!

 

فما كان منه وبصوت مرتعش يقول: مسامحكم، وأن كنتم عايزين الباقي خدوه، وماإن أفرجت عنه العصابة، سابقت قدماه الرياح.

 

ومع مرور الأيام تمكن ضابط المباحث آنذاك والقوة المرافقة له ويدعى محمود مرارة، وعبد المعطي موسى  وبمساعدة رجال الهجانة من القبض على عدد كبير من هذه العصابات.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم