موسكو تنشر منظومة «إس-400» فى بيلاروسيا.. وكييف تجرى مناورات بالقرب من القرم الروسية

تصعيد خطير على الحدود الأوكرانية.. وموسكو تنشر منظومة «إس-400» في بيلاروسيا

منظومة الدفاع الروسية «اس - ٤٠٠» التى نشرتها موسكو فى بيلاروسيا
منظومة الدفاع الروسية «اس - ٤٠٠» التى نشرتها موسكو فى بيلاروسيا

كتبت : ماجدة طنطاوى منى العزب


تصاعد التوتر على الحدود الروسية - الأوكرانية وسط تحذيرات أمريكية وغربية من امكانية اشتعال الوضع والانزلاق نحو الحرب فى هذه المنطقة المتوترة، خاصة فى ظل اطلاق روسيا لعمليات بحرية فى كل الاتجاهات من المحيط الهادئ إلى الأطلنطى مرورا بالمتوسط تشمل 140 سفينة حربية وعشرة آلاف عنصر.

وكشفت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، عن إرسالها كتيبتين من منظومات الدفاع الجوى «إس-400» من الشرق الأقصى إلى بيلاروسيا المتاخمة لأوكرانيا. وقالت الوزارة فى بيان إنه تم تحميل المنظومات الصاروخية على منصات السكك الحديدية.


ومن جانبه قال نائب وزير الدفاع الروسى، ألكسندر فومين، إنه فى إطار اختبار قوات رد الفعل التابعة لدولة حليفة، سيتم إرسال 12 طائرة من طراز «سو-35»، إلى جانب الكتيبتين من أنظمة الدفاع الجوى «إس-400»، وكتيبة منظومات الدفاع الجوى «بانتسير».


وفى المقابل أجرت القوات الأوكرانية مناورات تكتيكية لحماية الساحل البحرى ومناطق برية مهددة بتقدم الدبابات فيها أثناء صد عملية هجومية وذلك بالقرب من الحدود مع شبه جزيرة القرم الروسية.


فى الوقت نفسه أفادت وسائل إعلام بأن المملكة المتحدة نشرت فى أوكرانيا حوالى 30 جنديا من لواء العمليات الخاصة للجيش البريطانى الذى تم إنشاؤه حديثا. وسيقوم العسكريون البريطانيون الذين ينتمون إلى الحرس الخاص بتدريب القوات المسلحة الأوكرانية على استخدام الأسلحة الجديدة المضادة للدبابات التى تبرعت بها المملكة المتحدة. وكان نائب وزير دفاع بريطانيا، جيمس هيبى، قد قال إن المملكة المتحدة زودت أوكرانيا بعدة آلاف من الصواريخ الخفيفة المضادة للدبابات.


يأتى هذا التصعيد فى وقت حذرت واشنطن فيه موسكو من إحياء الحرب الباردة، فيما أصدرت عدة عواصم غربية تصريحات مماثلة لإظهار موقف غربى موحد تجاه الأزمة الأوكرانية، واستبقت تلك التصريحات محادثات أجراها بلينكن مع نظيره الروسى سيرجى لافروف فى محاولة لنزع فتيل الأزمة.


وفى هذا السياق جدد الرئيس بايدن تحذيراته لروسيا من اى محاولة لإختراق الأراضى الأوكرانية. وقال بايدن: «لقد كنت واضحاً تماماً مع الرئيس بوتين، وإنه لا يجب أن يكون هناك أى سوء فهم، وأى وحدة روسية تتحرك عبر الحدود الأوكرانية فهذا سيكون غزواً، وسيقابَل برد اقتصادى شديد ومنسق، وهو ما تم إيضاحه بشدة للرئيس بوتين».


 وأضاف : «يجب ألا يكون هناك شك على الإطلاق، فإذا اتخذ بوتين هذا الخيار فإن روسيا ستدفع ثمناً باهظا».


وأقر بايدن بأن روسيا يمكن أن تقوم بإجراءات أخرى غير العمليات العسكرية العلنية بما فى ذلك التكتيكات شبه العسكرية وغيرها من أساليب الحرب. وفى إشارة إلى احتمالات توغل فى منطقة دونباس عبر عملاء روس وحذر الرئيس من هجمات على المنطقة الرمادية التى يقوم بها جنود روس لا يرتدون الزى العسكرى الروسى، وقال: «علينا أن نكون مستعدين للرد على هذا أيضاً بطريقة حاسمة وموحدة مع مجموعة من الأدوات المتاحة لنا». واختتم ملاحظاته بتوجيه رسالة لكييف قائلا: من حق أوكرانيا أن تكون واثقة من الدعم الأمريكى.


من جانبه حذر رئيس الوزراء بوريس جونسون من أن أى توغل روسى فى أوكرانيا سيكون «كارثة على العالم». كما دعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس روسيا إلى «خفض التصعيد» وإجراء «محادثات بناءة» حول الأزمة الأوكرانية، محذرة من أن غزو هذا البلد سيقود إلى «مستنقع رهيب».


وبدورها أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يترددوا فى التحرك رغم أنّ الردّ ستكون له تداعيات اقتصادية على أوروبا.
كما حذر وزير الخارجية الفرنسى جان ايف لودريان، الروس من أى رغبة لإقامة «يالطا 2»، أى تقاسم جديد لدوائر نفوذ بين الغرب والشرق بعد 77 عاما على المؤتمر الذى رسم حدود أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.


وعلى الجانب الآخر، أعلنت الخارجية الروسية ان العلاقات الروسية - الأمريكية وصلت إلى مرحلة خطرة وحرجة. وأعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن مبادرة الضمانات الأمنية التى طرحتها موسكو تقضى بانسحاب القوات والأسلحة والمعدات العسكرية الأجنبية من بلغاريا ورومانيا. كما ندد الكرملين بتصريحات بايدن، معتبراً أنها مزعزعة للوضع.