سوريا.. فى ذيل الاهتمامات الأمريكية

سوريا.. فى ذيل الاهتمامات الأمريكية
سوريا.. فى ذيل الاهتمامات الأمريكية

الساحة السورية تئن، فالأزمة المستمرة منذ مارس ٢٠١١ وحتى الآن تمثل نموذجا للتراجع الأمريكى فى الاهتمام بقضايا المنطقة رغم كثرة اللاعبين عليها وكثيرا منهم من اعداء واشنطن مثل إيران وحزب الله ومنافسين لها مثل روسيا ودورهما الكبير فى انتصارات الحكومة ناهيك عن تركيا وهى ليست على وفاق تام مع امريكا يضاف الى ذلك انها كانت ساحة عمليات لتنظيم داعش الذى شكلت الادارة تحالفا دوليا للقضاء عليه

ومع ذلك فهى فى ذيل قائمة القضايا التى تحظى بأهمية لدى الادارة ولا تدخل ضمن اولوياتها خاصة فى عهد بايدن والتى تتعامل معه على انه ليس من اولوياتها رغم تداعيات الازمة على اكثر من صعيد منها صعود تنظيم داعش الذى مازال يمثل خطرا رغم الهجمات عليه من قبل قوات التحالف والدولى والقدرة على محاصرته.

وكذلك نشر صواريخ ايرانية فى سوريا دقيقة تستهدف اسرائيل يضاف الى ذلك تدفقات اللاجئين السوريين والتى تمثل تهديدا يزعزع استقرار دول الجوار واوربا مع استهداف مقاتلين مدعومين من ايران فى اكتوبر الماضى للقاعدة العسكرية الأمريكية فى التنف دون رد امريكى ملحوظ تاركة اسرائيل تقوم بمهمة مهاجمة قواعد واهداف ايرانية ولهذا لم يكن هناك أى مفاجأة فى عدم وجود اى تغيير فى سياستها تجاه سوريا والتى تقتضى على ضرورة تنفيذ الانتقال السياسى الذى نص عليه قرار أصدره مجلس الأمن الدولى رقم ٢٢٥٤ والذى تم اقراره فى ديسمبر ٢٠١٥ وينص على حق الشعب السورى فى تقرير مصيره بإجراء انتخابات حرة وبرعاية دولية مع وقف اطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية مع استمرار العقوبات الأمريكية بمقتضى ما يسمى قانون قيصر الذى بدأ سريانه العام الماضى بهدف زيادة الضغوط على الأسد التى تستهدف حصار النظام رغم ان الشعب هو من يدفع الثمن ،

والتى تم تشديدها فى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، تمثل عقبة كبيرة أمام حركة التجارة الا ان الملاحظة المهمة ان ادارة بايدن لم تطبق حتى الآن عقوبات بل سعت الى استثناء خطة تزويد لبنان بالغاز المصرى عبورا بالاردن وسوريا .


وقد حفل هذا العام بحدثين مهمين الاول ارتفاع وتيرة الحوار حول الملف السورى بين واشنطن وموسكو وظهر هذا من خلال اللقاء الذى تم بين الرئيسين بايدن وبوتين فى يونيو الماضى حيث سادها لغة مشتركة بشأن القضايا الخلافية المتعلقة بالعقوبات الاقتصادية على سوريا والمعابر الانسانية واللقاء الذى تم بين مبعوثى الرئيسين بعد اعلان روسيا التهدئة فى درعا والحدث الثانى هو زيادة وتيرة الرغبة العربية فى إعادة تأهيل النظام السورى عربيا.

وكان هذا واضحا فى التحرك الأردنى والموقف الإماراتى بزيارة الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الى دمشق ولقائه مع الرئيس بشار والذى ترافق مع عتب امريكى وتحفظ على تلك التحركات دون أى مواقف حاسمة لمنع ذلك .

 

اقرأ ايضا | بارزاني ومسؤولة أمريكية يناقشان الحريات الدينية والوضع في سوريا