منى ربيع
..”لولا ان مصطفى متأكد أنه داخل مصلحة الأحوال المدنية إحدى قطاعات وزارة الداخلية .. لظن أنه وقع ضحية مقلب من مقالب الكاميرا الخفية لما وقع على مسامعه من صدمة كبرى قلبت حياة أسرته رأسًا على عقب.
بدأت الحكاية بدخوله على الموظف المختص لاستخراج شهادة قيد عائلى، لتقديمها لإدارة التجنيد بالقوات المسلحة، حتى يثبت أنه ليس لديه أشقاء من الذكور.
فهو لم يعرف منذ مولده سوى شقيقته الصغرى فقط، وأثناء انتظاره لطبع الشهادة، كان في انتظاره مفاجأة من العيار الثقيل أثناء إعطائه الشهادة وهي أن له شقيق اكبر منه يدعى محمد، حاول كثيرًا أن يخبر الموظف ان هناك شيئًا خطأ لكن الموظف أكد له بأن تلك البيانات هي الموضحة أمامه، ليتصل بأبيه ويخبره بما حدث لكنها كانت الحقيقة الواقعة أمامه
هذا ماحدث بالفعل لمصطفى ووالده سعيد حيث اكتشفا وجود ابن ليس له وجود في الحياة إلا على الاوراق فقط، لم يجد الاب سوى اللجوء إلى محكمة باب شرقى بالإسكندرية لرفع دعوى يطلب فيها بإلغاء القيد العائلي ومحو ابنه الوهمي من الأوراق
تفاصيل القضية ترويها السطور التالية”
لم يصدق مصطفى الشهادة وأخذ يقول للموظف أن ليس لديه اشقاء سوى شقيقته الصغرى، فمن أين أتى هذا الشقيق؟
ليرد الموظف أن له شقيقا من زوجة أخرى لوالده، وعليه أن يرحل لان وراءه عمل كثير وأن الأمر ليس بيده.
خرج مصطفى من مصلحة الأحوال المدنية لايعرف ماذا يفعل؟ هل فعلا والده متزوج من أخرى دون أن يخبرهم؟ كيف سيقول له ولوالدته وهو معه الدليل؟
اسئلة كثيرة كانت تدور برأس مصطفى ولا يعرف كيف يتعامل معها؟ لكن في النهاية قرر أن يخبر والده بما عرف، اتصل بوالده وطلب منه ان يقابله لأمر هام وعليه أن يعود للمنزل في التو واللحظة.
ظن الاب أن هناك مكروها قد وقع لابنه أو لأسرته الصغيرة وعاد فورًا إلى المنزل ليجد الابن ينتظره وفي يده ورقة يعطيها لها ويطلب منه تفسيرًا لما فيها، واخذ يتهمه بخيانة أسرتهما الصغيرة وكيف يفعل ذلك من ورائهما؟
الأب من هول الصدمة صمت للحظات ولم يعرف كيف يرد على ابنه ففي يديه شهادة مختومة بختم النسر وصادرة من جهة هامة في الدولة تقول أن له ابنا من طليقته السابقة والتى تزوجها قبل زوجته الحالية.
اخذ الأب يلملم نفسه من هول ما قرأ وأخذ يقول لابنه أن تلك الشهادة غير صحيحة وانه ليس له ابناء سواه هو وشقيقته وأن زواجه الاول لم يكن إلا سوى عقد قران فقط ولم تكن هناك علاقة شرعية وطلق زوجته قبل حفل الزفاف.
وتزوج بعدها من والدته، دخلت الام على الاب وهو ينكر شهادة القيد, وهو منفعل تماما، لتبدأ تسأل عما حدث، ليروي لها الابن خاصة وان الام كانت تعرف أن زوجها كان يعقد قرانه على غيرها، حاول الوصول إلى طليقته لكنها تهربت منه.
لم يجد الاب امامه سوى اللجوء لمحاميه الدكتور ايهاب ماهر والذى رفع دعوى امام محكمة اسرة باب شرقي بالإسكندرية يطالب فيها بشطب ذلك الابن الوهمي واختصم في الدعوى كلا من وزير العدل ووزير الداخلية ومطلقته السابقة ورئيس مصلحة الأحوال المدنية بالإسكندرية وامين عام محكمة أسرة باب شرقي.
وقال في دعواه إنه يطالب بإبطال ذلك الابن ومحوه من السجلات وذلك لاستحالة حدوث الواقعة وعدم وجود ذلك الابن الوهمي من الأساس فضلا عن أن تاريخ شهادة الميلاد تعقب طلاقه من مطلقته بعام كامل وهو مايؤكد حديثه فضلا أيضًا عن اعتراف مطلقته بأنها لم يتم زفافها من موكله وأنهما عقدا قرانهما فقط وتم الطلاق.
ومازالت الدعوى أمام المحكمة وينتظر سعيد وأسرته بالكامل حكمها برد الحقوق إلى اصحابها مؤكدين انهم يثقون في العدالة والقضاء المصرى.