ابن بالصدفة بعد 30 سنة l أب يطالب بشطب ابنه الوهمي من سجلات الحكومة

ابن بالصدفة بعد 30 سنة
ابن بالصدفة بعد 30 سنة

منى‭ ‬ربيع

‭..‬”لولا‭ ‬ان‭ ‬مصطفى‭ ‬متأكد‭ ‬أنه‭ ‬داخل‭ ‬مصلحة‭ ‬الأحوال‭ ‬المدنية‭ ‬إحدى‭ ‬قطاعات‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ .. ‬لظن‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬ضحية‭ ‬مقلب‭ ‬من‭ ‬مقالب‭ ‬الكاميرا‭ ‬الخفية‭ ‬لما‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬مسامعه‭ ‬من‭ ‬صدمة‭ ‬كبرى‭ ‬قلبت‭ ‬حياة‭ ‬أسرته‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب‭.‬

بدأت‭ ‬الحكاية‭ ‬بدخوله‭ ‬على‭ ‬الموظف‭ ‬المختص‭ ‬لاستخراج‭ ‬شهادة‭ ‬قيد‭ ‬عائلى،‭ ‬لتقديمها‭ ‬لإدارة‭ ‬التجنيد‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة،‭  ‬حتى‭ ‬يثبت‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬أشقاء‭ ‬من‭ ‬الذكور‭.‬

فهو‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬منذ‭ ‬مولده‭ ‬سوى‭ ‬شقيقته‭ ‬الصغرى‭ ‬فقط،‭ ‬وأثناء‭ ‬انتظاره‭ ‬لطبع‭ ‬الشهادة،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬انتظاره‭ ‬مفاجأة‭ ‬من‭ ‬العيار‭ ‬الثقيل‭ ‬أثناء‭ ‬إعطائه‭ ‬الشهادة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬شقيق‭ ‬اكبر‭ ‬منه‭ ‬يدعى‭ ‬محمد،‭ ‬حاول‭ ‬كثيرًا‭ ‬أن‭ ‬يخبر‭ ‬الموظف‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬شيئًا‭ ‬خطأ‭ ‬لكن‭ ‬الموظف‭ ‬أكد‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬البيانات‭ ‬هي‭ ‬الموضحة‭ ‬أمامه،‭ ‬ليتصل‭ ‬بأبيه‭ ‬ويخبره‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬الحقيقة‭ ‬الواقعة‭ ‬أمامه

هذا‭ ‬ماحدث‭ ‬بالفعل‭ ‬لمصطفى‭ ‬ووالده‭ ‬سعيد‭ ‬حيث‭ ‬اكتشفا‭ ‬وجود‭ ‬ابن‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬وجود‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الاوراق‭ ‬فقط،‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬الاب‭ ‬سوى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭  ‬محكمة‭ ‬باب‭ ‬شرقى‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬لرفع‭ ‬دعوى‭ ‬يطلب‭ ‬فيها‭ ‬بإلغاء‭ ‬القيد‭ ‬العائلي‭ ‬ومحو‭ ‬ابنه‭ ‬الوهمي‭ ‬من‭ ‬الأوراق

تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬ترويها‭ ‬السطور‭ ‬التالية”‭ ‬

لم‭ ‬يصدق‭ ‬مصطفى‭ ‬الشهادة‭ ‬وأخذ‭ ‬يقول‭ ‬للموظف‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬اشقاء‭ ‬سوى‭ ‬شقيقته‭ ‬الصغرى،‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬أتى‭ ‬هذا‭ ‬الشقيق؟

ليرد‭ ‬الموظف‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬شقيقا‭ ‬من‭ ‬زوجة‭ ‬أخرى‭ ‬لوالده،‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يرحل‭ ‬لان‭ ‬وراءه‭ ‬عمل‭ ‬كثير‭ ‬وأن‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬بيده‭.‬

خرج‭ ‬مصطفى‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الأحوال‭ ‬المدنية‭ ‬لايعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل؟‭ ‬هل‭ ‬فعلا‭ ‬والده‭ ‬متزوج‭ ‬من‭ ‬أخرى‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يخبرهم؟‭ ‬كيف‭ ‬سيقول‭ ‬له‭ ‬ولوالدته‭ ‬وهو‭ ‬معه‭ ‬الدليل؟

اسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬كانت‭ ‬تدور‭ ‬برأس‭ ‬مصطفى‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يتعامل‭ ‬معها؟‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يخبر‭ ‬والده‭ ‬بما‭ ‬عرف،‭ ‬اتصل‭ ‬بوالده‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬ان‭ ‬يقابله‭ ‬لأمر‭ ‬هام‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬للمنزل‭ ‬في‭ ‬التو‭ ‬واللحظة‭.‬

ظن‭ ‬الاب‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مكروها‭ ‬قد‭ ‬وقع‭ ‬لابنه‭ ‬أو‭ ‬لأسرته‭ ‬الصغيرة‭ ‬وعاد‭ ‬فورًا‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬ليجد‭ ‬الابن‭ ‬ينتظره‭ ‬وفي‭ ‬يده‭ ‬ورقة‭ ‬يعطيها‭ ‬لها‭ ‬ويطلب‭ ‬منه‭ ‬تفسيرًا‭ ‬لما‭ ‬فيها،‭ ‬واخذ‭ ‬يتهمه‭ ‬بخيانة‭ ‬أسرتهما‭ ‬الصغيرة‭ ‬وكيف‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ورائهما؟

الأب‭ ‬من‭ ‬هول‭ ‬الصدمة‭ ‬صمت‭ ‬للحظات‭ ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬ابنه‭ ‬ففي‭ ‬يديه‭ ‬شهادة‭ ‬مختومة‭ ‬بختم‭ ‬النسر‭ ‬وصادرة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬تقول‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬ابنا‭ ‬من‭  ‬طليقته‭ ‬السابقة‭ ‬والتى‭ ‬تزوجها‭ ‬قبل‭ ‬زوجته‭ ‬الحالية‭.‬

اخذ‭ ‬الأب‭ ‬يلملم‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬هول‭ ‬ما‭ ‬قرأ‭ ‬وأخذ‭ ‬يقول‭ ‬لابنه‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الشهادة‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬وانه‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬ابناء‭ ‬سواه‭ ‬هو‭ ‬وشقيقته‭ ‬وأن‭ ‬زواجه‭ ‬الاول‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إلا‭ ‬سوى‭ ‬عقد‭ ‬قران‭ ‬فقط‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬شرعية‭ ‬وطلق‭ ‬زوجته‭ ‬قبل‭ ‬حفل‭ ‬الزفاف‭.‬

وتزوج‭ ‬بعدها‭ ‬من‭ ‬والدته،‭ ‬دخلت‭ ‬الام‭ ‬على‭ ‬الاب‭ ‬وهو‭ ‬ينكر‭ ‬شهادة‭ ‬القيد‭, ‬وهو‭ ‬منفعل‭ ‬تماما،‭ ‬لتبدأ‭ ‬تسأل‭ ‬عما‭ ‬حدث،‭ ‬ليروي‭ ‬لها‭ ‬الابن‭ ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬الام‭ ‬كانت‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬كان‭ ‬يعقد‭ ‬قرانه‭ ‬على‭ ‬غيرها،‭ ‬حاول‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬طليقته‭ ‬لكنها‭ ‬تهربت‭ ‬منه‭.‬

لم‭ ‬يجد‭ ‬الاب‭ ‬امامه‭ ‬سوى‭ ‬اللجوء‭ ‬لمحاميه‭ ‬الدكتور‭ ‬ايهاب‭ ‬ماهر‭ ‬والذى‭ ‬رفع‭ ‬دعوى‭ ‬امام‭ ‬محكمة‭ ‬اسرة‭ ‬باب‭ ‬شرقي‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬يطالب‭ ‬فيها‭ ‬بشطب‭ ‬ذلك‭ ‬الابن‭ ‬الوهمي‭ ‬واختصم‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ومطلقته‭ ‬السابقة‭ ‬ورئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الأحوال‭ ‬المدنية‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬وامين‭ ‬عام‭ ‬محكمة‭ ‬أسرة‭ ‬باب‭ ‬شرقي‭.‬

وقال‭ ‬في‭ ‬دعواه‭ ‬إنه‭ ‬يطالب‭ ‬بإبطال‭ ‬ذلك‭ ‬الابن‭ ‬ومحوه‭ ‬من‭ ‬السجلات‭ ‬وذلك‭ ‬لاستحالة‭ ‬حدوث‭ ‬الواقعة‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬ذلك‭ ‬الابن‭ ‬الوهمي‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬شهادة‭ ‬الميلاد‭ ‬تعقب‭ ‬طلاقه‭ ‬من‭ ‬مطلقته‭ ‬بعام‭ ‬كامل‭ ‬وهو‭ ‬مايؤكد‭ ‬حديثه‭ ‬فضلا ‭أ‬يضًا‭ ‬عن‭ ‬اعتراف‭ ‬مطلقته‭ ‬بأنها‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬زفافها‭ ‬من‭ ‬موكله‭ ‬وأنهما‭ ‬عقدا‭ ‬قرانهما‭ ‬فقط‭ ‬وتم‭ ‬الطلاق‭.‬

ومازالت‭ ‬الدعوى‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬وينتظر‭ ‬سعيد‭ ‬وأسرته‭ ‬بالكامل‭ ‬حكمها‭ ‬برد‭ ‬الحقوق‭ ‬إلى‭ ‬اصحابها‭ ‬مؤكدين‭ ‬انهم‭ ‬يثقون‭ ‬في‭ ‬العدالة‭ ‬والقضاء‭ ‬المصرى‭.‬