حكايات| ممرض وميكانيكي وفني.. كفاح خلف بوابات السد العالي

السد العالي  أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين
السد العالي أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين

يعتبر السد العالي أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين والذي أعطي إشارة بدء العمل فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 9 يناير 1960 والذي تناسب مع حفر قناة تحويل مجري نهر النيل ووصلت تكلفته الانشائية 415 مليون جنيه مصري ، وعمل فيه 400 خبير روسي ونحو 35 ألف مهندس وفني وعامل من المصريين والخبراء الروس.


يقول إبراهيم حامد، صاحب الـ 82 سنة، من مركز دراو: "التحقت بالعمل فى السد العالى منذ عام 1963، وكنت أعمل ممرضا فى المشروع ، بعد أن تدربنا على الإسعافات الطبية كاملة وكنا ننقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات القريبة وقتها وكان هناك مستشفيان بنتهما وزارة السد العالي آنذاك شرق المشروع وغربه".

اقرأ أيضا| حكايات| «أبو اللبايش» يا قصب.. «قنا» كلمة سر مزاج المصريين


وأضاف: "كان العمل في السد العالي لا يتوقف على مدار اليوم لإنجاز المشروع، وكانت أغلب الحالات التي كنت أتعامل معها بناء على تكليف الطبيب الموجود في مشروع السد العالى وقتها هي حالات انخفاض نسبة الأملاح الموجودة في أجسام العمال نتيجة خروج الأملاح فى صورة عرق ونواصل العمل ليلاً ونهاراً حتى ارتوت الجبال من عرقنا وكانت الأضواء الكاشفة تعمل بالليل لتسهيل الرؤية للعاملين".


ويحكي أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يزور المشروع باستمرار لحرصه على الانتهاء منه ،مشيراً إلى أن السد العالى كان يعتبر بمثابة معجزة القرن العشرين التى لا تتكرر فى ذلك الوقت بشهادة الاتحاد السوفيتي والدول الكبرى، مضيفاً: "الله يرحم عبد الناصر عمل لنا مشروعا قوميا ولأولادنا بعد أن كنا تعبانين بسبب الفيضان".


أما محمد نوبي علي،66 سنة،أحد أبناء بناة السد العالي، وكان يعمل فني لاسلكي، فيروي أن التجهيزات في يوم الاحتفالية تم ردم هذه الفتحة بالكامل وتحويل مجرى النيل عقب تفجير السد الرملى أمام وخلف السد العالى .


ويضيف النوبي بأن تحويل مجرى نهر النيل بدأ فى الساعة الثانية إلا الثلث ظهراً حيث تم إغلاق المجرى نهائياً وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالى بطول 1950 متر مروراً بستة أنفاق رئيسية بطول 282 متراً وقطر 15 متراً للنفق الواحد ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل ، ولتنتهى المرحلة الأولى من إنشاء السد العالى والتى بدأت فى 9 يناير 1960 حتى 15 مايو 1964 .


ويحكي فراج أبو الحسن أحمد من نجع حمادى، بقنا، أنه كان يعمل ميكانيكيا، ويقيم بمنطقة السد العالي من بناء إنشاء السد، وتم تعيينه في سنة 1962 وأحيل للمعاش في عام 1995. 


ويحكي: "وكنت أتقاضي 12 جنية في الشهر.. مكنتش باخد إجازات حياتى كلها كانت شغل وكان بعض العمال يستخدمون مكن دركيشن، وكان يتم حفر الأحجار لتثبيت الديناميت بها، وكانوا يعطوا إنذار للعاملين بأنه سيتم انفجار اللغم عقب وضعه في الحفر بأعماق مختلفة، وكان العمال يقومون بأخذ سواتر حتي لا يصابوا بأي مكروه".