إنها مصر

اليقظة !

كرم جبر
كرم جبر

شهدت مصر فى سنوات قليلة أحداثاً تحتاج قروناً، وتغيرت الأمزجة وتعددت الولاءات، وتجمع الحصاد المر فى أحداث 25 يناير، حيث قفزت جماعة الشر فوق المشاعر الوطنية، واختارت لها علم غير العلم ونشيداً غير النشيد، واختلطت الدفوف الصاخبة بالإيقاعات الحالمة.. وظهر بيننا من يدعى أن حب الأوطان ضد الأديان، ومن يصوب رصاص الغدر فى صدر أخيه المصرى المسلم والمسيحي، ومن يقتل صائماً، ويحرق مسجداً وكنيسة.


واستدعت قوى الشر مخزون الوقيعة، لتفتيت الكتلة الصلبة على أساس دينى وطائفي، دون أن يدركوا أن مصر ليست قبائل تتنازع على آبار المياه فى الصحراء، ولكنها نيل عظيم يفيض خيراً فى المشاعر والوجدان، ولا يمكن لرياح الصحراء الساخنة، أن تقهر نسائم الأرض الطيبة.


●●●
نحتاج إيقاظ الحماس القادم من أعماق الأغانى الوطنية الخالدة، فمازلنا نشعر بالحنين للألحان التى أوقدت فى النفوس القوة.. ليس مهماً أن نستدعيها فى أيام الذكرى، ولكن أن نؤمن أننا شعب كان يتوج أفراحه بالألحان، وكلمات ليست كالكلمات، ونجوم عاشوا فى زمن الإبداع.
●●●
آلاف المشروعات التى يصعب حصرها، وما لا يتم الإعلان عنه كثير، ومن أراد أن يعرف مستقبل مصر، ينظر إلى المشروعات العملاقة التى تنشق عنها الأرض فى كل المجالات، إنها دولة جديدة تغير وجه الحياة، وتفتح آفاقاً واسعة أمام أجيال المستقبل، ليدركوا أن وطنهم دخل سباقا مع الزمن، ولم يضيع دقيقة واحدة، فالشعوب لا تعيش بالوعود وإنما بالإنجازات، وسوف يذكر التاريخ للرئيس والشعب أنهم كانوا أعظم البنائين.


ينتقد أهل الشر المشروعات الكبرى، بينما تتحارب شعوب أخرى فى صراعات مسلحة، فتهدم ما كان موجوداً ولا تبنى طوبة واحدة، فأيهما أفضل: نبنى ونتحاور، أم نهدم ونتعارك؟
●●●
الحرب ضد الإرهاب تبدأ من إيقاظ العقول ضد التطرف وتطهيرها من الأفكار الأشد خطورة من الألغام والقنابل والمتفجرات، وإنقاذ المؤهلين للإرهاب من الوقوع فى براثنه، والظروف الراهنة لا تتطلب النوم فى بلهنية ظناً بأن الخطر قد زال، أو فى طريقه إلى الزوال، فمعروف عن الإرهاب وجماعته، أنهم يلجأون إلى الكمون، والاختباء تحت الأرض، إذا كانت قبضة الدولة شديدة.
المتطرفون يختبئون فى الجحور، أملاً فى الخروج ولو من خرم إبرة، مما يتطلب اليقظة التامة، وتجديد الدعوة إلى إحياء خطاب دينى وقائي، يحمى الواقفين على أبواب الإرهاب من الدخول، ويستعيد الوعى والضمير، ويوقف الخطر الداهم الذى يتسلل كخيوط العنكبوت.