نهار

معرفة الإسكندرية

عبلة الروينى
عبلة الروينى

فى روايته «متاهة الإسكندرية» الصادرة حديثاً عن دارالشروق ... يقدم الشاعرعلاء خالد سؤاله الجمالى حول الإسكندرية سنوات السبعينيات والثمانينيات بالقرن الماضي .. لحظات التحول العنيفة خلال هذه السنوات، لا تلقى ربما بظلالها واضحة علي النص الروائي، لكن ثمة مساحات خاسرة يمكن ملامستها...لا يقدم علاء خالد حكاية بالمعنى..

لا سرد قصصيا، لا شخوص ولا حتي أبطال نتابع حياتهم ومصائرهم...

لا نقطة بداية،ولا أيضاً نقطة نهاية..

ليست هناك رسالة ولا هدف، ولا نقطة وصول يسعي الكاتب إليها (فى مجمل أعمال علاء خالد الشعرية والسردية، يطل دائماً السؤال  الجمالي سؤالاً مستقلاً في ذاته، وهو المعني والرسالة)....

فى»متاهة الإسكندرية» تتقاطع اللوحة التشكيلية مع الصورة الفوتوغرافية، وتتشابك أسئلة الفن مع ثقافة المكان...

نتابع أسئلة الفن من خلال مجموعة من الشباب، أعضاء جماعة الحمير (جماعة تعني بالفن التشكيلي)...

وعبر رحلة السير علي الأقدام في شوارع وميادين الإسكندرية ،ومن خلال كاميرا صديقة من أعضاء جماعة الحمير، يقدم الكتاب صورة أخري للإسكندرية  الذاكرة والتاريخ والمكان...

المقاهي، البنايات، المقابر، المعارض، الأسواق، البارات، المطاعم، المتاحف..

كل شيء في المدينة يعاد اكتشافه من خلال ثقافة المكان ومفهومه..وكما تخلق الرحلة متعتها عبر السير واكتشاف حيوات المكان، تخلق بالضرورة أيضاً هدفها ومعناها.


ورغم أن الكتاب يحدد(المتاهة) عنواناً لرحلة البحث فى الإسكندرية...

فإن سؤال المدينة الجمالي، ورحلة الكشف والمعرفة علي امتداد الكتاب، هي أبعد ما يكون عن مفهوم المتاهة المغلق...

حيث المعرفة أفق رحب ومسارات مفتوحة..وعى وبصيرة واكتشاف.