محاربو الابتزاز الإلكتروني l «اتكلمي»..منصة على الفيس بوك لمساندة الضحايا

محاربو التحرش والابتزاز الإلكتروني
محاربو التحرش والابتزاز الإلكتروني

محمد عطية 

..الابتزاز الجنسي.. المساومة على الجسد لمنع انتشار الفضيحة.. التحرش وهتك العرض والاغتصاب.. لم تكن تلك الجرائم هي التى فجرتها صفحة «اسبيك اب» على موقع التواصل الاجتماعي فقط.. بل كانت المفاجأة عندما كشفت طبيب الاسنان المتحرش بالرجال الذي عاقبته محكمة الجنايات بالسجن المشدد 16 سنة العام الماضي، وغيرها من القضايا المثيرة.. أعضاء الصفحة اجتمعوا على مواجهة كل سلوك منحرف.. قرروا معًا أن يقفوا مع كل ضحية لمواجهة كل ذئب بشري دون الخوف من تهديد أو شيء يواجههم.. اتحدوا على أن يفضحوا المتحرشين والمبتزين إلكترونيًا.. ويسلمون كل ما لديهم من حقائق ومستندات لجهات التحقيق، ويساندون الضحايا حتى يصلوا للجهات المختصة لمباشرة التحقيق بالشكل القانوني.. «أخبار الحوادث» تحاور اصحاب صفحة «اسبيك اب» التى كشفت فى الفترة الأخيرة العديد من جرائم مخلة بالشرف.. كما يوضحون أساليب تهديد المجرمين لضحاياهم ويكشفون لنا عن مفاجآت تحملها السطور التالية.

 

لم تكن تلك القضايا فقط التي فجرتها الصفحة؛فمنذ أسبوعين تصدت لإحدى حملات الإعلانات التي تبين أنها تقيد حرية المرأة أو يظهر فيها الاعلان كنوع من أنواع التحرش بها، أو كونها تمثل عدم احترام الخصوصية، وبالفعل خلال أيام بسيطة اعتذرت الشركة عن الإعلان وتم حذفه، إلا أن الأسبوع الماضي تبنت الصفحة قضية جديدة، بعدما علمت قصة بسنت التي توفيت حزنًا نتيجة لتعرضها لابتزاز من قبل شابين حتى تم القبض عليهما من قبل الشرطة المصرية.

 

بدأت القصة بعدما انتشرت قصة بسنت خالد، سرعان وتبنت الصفحة القضية مثل كل قضية من أجل اخذ حق الفتاة، فوضعت الصفحة المنشور التالي: «بسنت خالد» بنت قاصر من قرية في الغربية اتعرضت للابتزاز بصور مش بتاعتها لفترة طويلة مقابل أنها تروح للشخص عشان ما يفضحهاش وسط قريتهم.. البنت رفضت والصور اتنشرت وأبوها عرف لكن المُبتز فضل مكمل في اللي بيعمله؛ بسنت ما استحملتش كلام أهل القرية عليها بعد نشر الصور وقررت تنهي حياتها بعد ما سابت رسالة لأهلها، نتمنى يتم القبض على المُبتز في أقرب وقت.. ونتمنى الناس تتعلم تلوم المبتز في أي جريـمة سواء الصور حقيقية أو لأ لأن التشهيـر بالناس ممكن ينهي حياتهم، والأهم أن الأهالي تقف بجوار ولادهم عشان ما يخافوش منهم. #حق_بسنت_خالد_لازم_يرجع».

 

لم يستمر المنشور ساعات بسيطة وبدأ اسم المجني عليها يهز السوشيال ميديا بأكملها وبدأ الجميع يتعاطف مع قصة بسنت بالإضافة إلى مطالب رواد مواقع التوصل الاجتماعي المختلفة بسرعة ضبط الجناه، وبالفعل استطاع رجال الأمن بمديرية أمن الغريبة القبض على كل من «ابراهيم» و»عبدالحميد» المتهمين بالتشهير والابتزاز.

تهديدات

تحدثت «أخبار الحوادث» مع مسئولي إحدى الصفحات لمعرفة ابرز القضايا وفكرة الصفحة.

 سألناه في البداية: ما هي فكرة صفحة  speak up ومتى بدأت؟ 

 بداية لابد أن نؤكد أن السكوت عن هذه الجريمة يزيدها من ناحية ومن ناحية أخرى يخلق بيئة آمنة للمتحرشين يمارسون فيها إجرامهم، فكرنا في هذه المنصة مع بداية قضية أحمد بسام زكي، شاهدنا وقرأنا، ناس كتير كانت بتتكلم عن ان ملابس البنات وأن لو البنات بتلبس كويس محدش هيتحرش بيها؛ وقتها كتبت بوست على الأكونت بتاعي بقول ان اللبس ملوش علاقة وطلبت من البنات تشارك باللي اتعرضوله، في خلال نصف ساعة كان أتى لي أكثر من ٢٠٠٠ رسالة هذا غير الكومنتات.. بعد البوست ده بيومين ومع وجود حالات كثيرة محتاجه محامين ودكاترة نفسيين، وقتها قررت اعمل البيدج على الفيس بوك أي أنشئ صفحة اعجاب يكون لها متابعين بشكل منظم ويستمر.

 ما هي أبرز القضايا اللي تم كشفها من خلال صفحتكم؟وماذا حدث في تلك القضايا؟ 

 قضية الطبيب مايكل فهمي، حيث أوهم الطبيب مايكل الفتيات الـ 6 بتطبيق طريقة حديثة للعلاج النفسي تسهم في القضاء على معاناة المرضى من الاكتئاب وتتمثل في العلاج بالأحضان والحقن الشرجية، حيث تم استدراج الضحايا لعيادته والقيام بهتك عرضهن.

 كيف تمكنتم من توجيه هذه القضية حتى وصولها لجهات التحقيق؟

 الموضوع استمر لأكثر من سنة، نحن نقوم بجمع الضحايا وتوصيلهم ببعض وبمحامي عشان يقدروا يبلغوا ويصل صوتهم للمسئولين.

ما هي النتائج التي ظهرت بعدها؟ 

النائب العام المستشار حماده الصاوي- وهو بالمناسبة لديه وحدة رصد تتابع كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي- استجاب وأصدر بيانا وقتها يطلب من الناس تبلغ حينها تقدم حوالي ثلاث ضحايا ببلاغات غير اول اتنين، واتهمن إياه بالتحرش بهن، وتم تداول القضية أمام محكمة الجنايات حتى فصلت في الواقعة بمعاقبة الطبيب مايكل فهمي بالسجن المؤبد وبراءة زوجته، في اتهامهما بهتك عرض 6 فتيات قاصرات، داخل عيادته الخاصة.

 أول قضية اتكلمتوا عنها ما هي؟ 

 أول فترة كنا مركزين جداً على قضايا التحرش، بعدها كانت قضية مايكل وزجته.

ما هي أكثر قضية تعاطفتم معها؟ 

كل القضايا هي مهمة ومؤثرة مهما كان حجمها لأنها بتسيب اثر سلبي على الضحايا بشكل رهيب.

أجهزة الدولة بتقف ازاي معكم؟ 

بتساعدنا جدا طبعاً والسرعة اللي بيتقبض بيها على المتحرشين وتعامل الضباط مع البنات اللي بتروح تبلغ وتشجيعهم ليهم فارق جداً وده بيكون واضح في كل القضايا.

الفكرة جديدة ومرتبطة بالتكنولوجيا، فهل معكم متخصصين في المجال الرقمي؟ 

 الحقيقة لا احنا شغالين لوحدنا.

هل تعرضتم لمضايقات أو تهديدات في إحدى القضايا؟ 

 أكيد وكتير جداً بس كل اللي كان يهمنا اننا نقف ونجيب حق الضحايا دون خوف من أحد.

لو واحدة تعرضت لأي موقف وارسلت تستغيث بكم كيف تساعدوها؟

في البداية بنوصلها بمحامي عشان يقولها ايه الإجراءات اللي ممكن تاخدها سواء بلاغ أو غيره وعشان يكون معاها، وبتكون الأولوية دايما للإجراء القانوني.

 كم عدد الوقائع التي ساعدتوا فيها بنات؟ 

في الحقيقة خلال السنة ونص الماضية فيه اكتر من ٢٠٠٠ فتاة تقريبًا تم توصيلهم بمحامين بشكل مجاني، واكتر من ألف فتاة وصلناهم بأخصائيين ودكاترة نفسيين، وباقي الناس اللي بنرد على رسايلهم مش عاملين حصر ليهم لان عددهم كبير.

ايه السر وراء عدم ظهوركم أو الكشف عن شخصيتكم؟ 

معظم الناس على الجروب والبيدج عارفينا لأننا كنا بنطلع لايف كل فترة، لكن فضلنا تكون بشكل مجهول على البيدج عشان ما يبقاش فيه استفادة شخصية لحد وأن ده أفضل لكل الأطراف.