المخرج الكبير يوسف شاهين، قدم للسينما المصرية عديد من الأفلام التى تعيش فى وجدان كل متابعى الفن السابع، وتمكن من حصد مجموعة كبير من الجوائز والتكريمات العالمية، وترك بصمة لا يمحوها الزمن، وكانت له مواقف خالدة مع أصدقائه والمقربين منه، نتعرف عليها في التقرير التالي.
في البداية يقول الفنان حسين فهمى: «يوسف شاهين علاقتى به امتدت لسنوات طويلة للغاية بلا شك فهو كان صديقا مقربا على المستوى الشخصى بعيدا عن الفن بشكل عام» .
ويضيف فهمى: «بداية معرفتى بشاهين كانت أثناء دراستى للإخراج حيث ظل مدرس لى لمدة أربع سنوات كاملة بالاضافة الى انه قرر أن اعمل معه كمساعد مخرج فى فيلمه «فجر يوم جديد» للفنانة سناء جميل وحمدى غيث، وزوزو ماضى قبل ان اقرر السفر واستكمال دراستى للاخراج خارج مصر».
ويتابع فهمى: «استمرت العلاقة بيوسف اثناء تواجدى بالخارج حتى أنه كان سبب عودتى الى مصر مرة أخرى بعد ان تحدث عنى مع أحد المسئولين في وزارة الثقافة واقنعه بقدراتي فى مجال الإخراج، حيث عدت الى مصر وكان اول ما قمت به هو عملى مع يوسف شاهين من خلال فيلم « الاختيار » حيث طلب منى اخراج الفيلم، يوسف شاهين كان سيقوم بالتمثيل الا ان جهة الانتاج رفضت ان يقوم شاهين ببطولة العمل، وأنا اختلفت معه وتركت الاخراج وقدمت فيلمى الاول « دلال المصرية» وابتعدت تماما عن الاخراج وظلت العلاقة مع شاهين مستمرة بالتأكيد فهو احد اكبر مخرجى مصر فى تاريخها الفنى ».
ويقول المنتج جابى خورى: «يوسف شاهين هو معلمى الأول فى مجال السينما فهو السبب الحقيقى فى أننى اعمل فى مجال الفن بعد فترة من الزمن التى عملت خلالها كمهندس».
ويتابع خورى: «شاهين لم يكن فقط مخرج بل كان يعلم الكثير عن صناعة السينما حيث أنه بعيدا عن الإخراج قادر على متابعة التوزيع والايرادات، وكل شئ فى مجال صناعة السينما، فهو كان شخصا مميزا للغاية فى كل شئ فى تلك الصناعة وهو قدوة ونسير على منهجه، حتى الآن ونسعى إلى ذلك دائما مع إحياء تاريخه من خلال ترميم افلامه».
ويضيف خورى: «شاهين كان يهتم دائما بأن تكون اعماله بها جانب فنى كبير وانتاج فنى مميز وايضا كان يسعى الى نجاح افلامه تجاريا، ايضا وليس فنيا فقط وهى معادلة صعبة ان تتحقق، ولكنه استطاع تحقيق ذلك فى العديد من أعماله السينمائية خلال مسيرته الطويلة والمميزة، وبالنسبة لي فيلم اسكندرية ليه الاقرب الي قلبي لانه يتحدث عن العائلة، وكان من خلال وقائع حقيقية، ومواقف كان الفضل فيها جدتي والتي كانت تسهر مع شاهين لتبادل الحديث والحكايات التي حدثت في حياتها».
أما الفنان محسن محى الدين يقول: «فترة يوسف شاهين، الفترة المهمة فى حياتى الفنية والعمل معه أضاف لى الكثير، حيث كان مخرج عبقرى بما تعنى الكلمة وقدمت معه ٤ افلام كانت البداية بفيلم « اسكندرية ليه »، « وداعا بونابارت» و « اليوم السادس » و ايضا « حدوتة مصرية».، ويتابع محسن: «شاهين هو مدرسة تتعلم فيها كل شيئ يخص الفن من حيث الأداء وتجسيد الشخصية وغيرها من الاشياء التى تبنى شخصية الفنان، والتى تظهر أمام الكاميرا كان مخرج قدير والدليل حجم انجازاته».
ويتابع: «منذ فترة حضرت فيلم ليوسف شاهين بعد الترميم، وكانت المفاجأة ان عدد الجماهير التى تريد دخول الفيلم اكبر من مساحة السينما برغم عرض تلك الافلام عشرات المرات فى التليفزيون، وهو دليل على ان السينما الصادقة الجادة هى التى تعيش فى وجدان الشعوب وما قدمه شاهين هو فن راقى يحترمه الجمهور جيل وراء جيل».