«أب» يدفع حياته ثمنا لإنقاذ «ابنه» من الاتجار في المخدرات

فداك يا ولدى
فداك يا ولدى

فاطمة عبد الوهاب

انتقلت الاسرة المتوسطة الحال للسكن بأحد الأحياء الشعبية مؤخرا وبعد فترة وجيزة تعرف رب الاسرة بحكم الجيرة على بعض أهالى المنطقة وكان من ضمنهم أحد الأشخاص ذوى الشعبية الكبيرة بين السكان ..كان له كلمة مسموعة ويفرض كلمته على الجميع تقريبا لكن الاب لم يع وقتها سبب ذلك.


الا أن الأيام أظهرت له فيما بعد ما وراء الأمر حيث تأكد من بعض همسات الجيران من سوء خلق هذا الشخص وأنه يفرض سيطرته بالبلطجة والعنف على الجميع دون أن يستطيع أحد التصدى له ..اكتشف الاب هذه الحقائق بعد عدة شهور من تعارفه عليه فقرر الابتعاد عنه وعن أسرته لكنه فوجئ بأن ابنه الكبير على علاقة صداقة مع ابن هذا البلطجى ..حذر الاب ولده من التعامل مع ابن هذا الشخص وقام بتعنيفه بشدة واطلعه على ما اكتشفه من معلومات تخص والده واتجاره وتوزيعه للمواد المخدرة..اصطنع الابن الامتثال لأوامر والده إلا أنه لم يقطع علاقته بهذا الشخص الخطير..
اطمأن الاب لاستجابة ابنه له ظنا منه أنه اقتنع وترك صديق السوء إلا أن الأخير لم يترك الابن يمضى فى طريقه بل بدأ فى جذبه الى طريق الشيطان وبدأ يعلمه توزيع المخدرات لتحقيق الثراء السريع ..ولحسن حظ الابن الذى لم تنزلق قدمه بعد فى الطريق المشئوم قام أحد الأهالى بتحذير الاب من أن ولده مازال على علاقة بهذا الشاب المشبوه بل وان الاخير بدأ تعليم ولده طريق المخدرات.. جن جنون الاب وقرر أن ينقذ ابنه من براثن هذه العائلة .
توجه الاب الى الشرطة وأبلغهم بالمعلومات التى يعرفها وطلب منهم إنقاذ ابنه تم ترتيب الأمر بين الشرطة والاب من خلال التعرف على موعد لقاء نجله مع المشتبه به وبالفعل فى الموعد المحدد داهمت الشرطة اللقاء ووجدوا المتهم وبحوزته حقيبة صغيرة بها مواد مخدرة من الحشيش والهيروين فتم إلقاء القبض عليه وعوقب بالسجن ٦ سنوات.. لم يتقبل والد المتهم ما جرى ولم يروقه أن يعاقب ابنه على ما فعله من جرم فقد كان يريده أن يكون مثله حرا طليقا يمارس أعماله المشبوهة كيف يشاء.. وعزم على الانتقام من الاب.


تربص البلطجى بالأب المسالم العائد الى بيته وعندما عاد واجهه قال الاب المسكين إن كل ما فعله كان لحماية ولده وانه لم يستطع الوقوف مكتوف الأيدى أمام ضياع ولده فى هذا الطريق فقام والد المتهم بصفع الاب على وجهه ودار الشجار ولم يستطع أحد الوقوف أمامه خاصة بعد أن اشهر سلاحه الابيض فى وجه الجميع ثم طعن الاب المسكين فى رقبته فأصابت الطعنة شرياناً رئيسيا وسقط فى الأرض ولم يكتف الجانى بذلك بل انهال عليه بطعنة فى الظهر واخرى فى القلب فأرداه قتيلا مدرجا فى دمائه.


استطاع المتهم الهرب وأبلغ الأهالى الشرطة وبدأت التحريات حول الجانى والذى ثبت أنه هارب من قضية هتك عرض ماتزال متداولة بالاضافة الى اربع قضايا معاقب فيها بحكم السجن المؤبد .. وبعد فترة وجيزة استطاعت الشرطة الوصول إليه فى مخبئه، وأحالته النيابة بتهمة القتل مع سبق الاصرار والترصد.. قضت محكمة جنايات الجيزة بمعاقبة المتهم بالاعدام شنقا.. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد الجنزورى وبعضوية المستشارين محمد انور ابو سحلى وشريف حافظ.