..لماذا يصر البعض على تقمص شخصية شرطي الفضيلة وحامي الأخلاق؟
لماذا لا ينشغل كل انسان بحاله تاركًا ما لا يخصه ، ومترفعًُا عما لا يعنيه؟
هذه الكلمات بمناسبة الضجة الكبرى التي أثارها نشر فيديو لمعلمة من المنصورة ترقص في رحلة نيلية مع عدد من زملائها.
في رأيي الشخصي المجرم الحقيقي في هذه الواقعة هو الندل الذي خان صداقة زملائه وغدر بهم واستحل لنفسه أن يحول لحظات خاصة لمجموعة من الزملاء والأصدقاء في نزهة خلوية ليس فيها طلاب ولا تخضع لأي نشاط رسمي لجهة عملهم ، وسمح لنفسه بنشرها بلا ضمير على صفحات السوشيال ميديا دون أن يعبأ بخراب البيوت والمشاكل المهنية والاسرية التي سيتعرض لها هؤلاء المعلمون بعد أن تحولت لحظاتهم الخاصة إلى مادة عامة يراها كل من هب ودب ويستحل لنفسه أن يجلدهم بسوط لسانه دون أن يراعي أن لهؤلاء السيدات والرجال أزواج وزوجات وابناء وأهل سيتحولون إلى مادة للتنمر والسخرية بدون جريمة حقيقية.
لن أسمح لنفسي بأن أقيم سلوك المعلمة وزملائها في وصلة الرقص التي انخرطوا فيها وتسببت في تحويل خمسة منهم للتحقيق وطلاق السادسة من زوجها .. لانني ببساطة لو فعلت هذا سأكون قد ارتكبت نفس الخطأ الذي ارتكبه ضعاف العقول والنفوس الذين نصبوا من انفسهم حماة للفضيلة رغم أن كل شخص منهم ربنا أعلم بتفاصيل حياته وهفواته وزلاته ولكن كل ماهنالك ان ستائر الستر الالهي مازالت تتلطف به ولم ينكشف غطاؤه بعد.
لن أدافع عن معلمة المنصورة ولن أهاجمها أيضا فهذا ليس من شأني كما إنه ليس من شأن الخائن الذي تواجد معهم في الرحلة النيلية وقام بتصويرهم، وأيضا ليس من شأن من أباح لنفسه الخوض في أعراض الناس وتتبع عوراتهم.
كان من الواجب أن نتعلم شيئا من واقعة السيدة الاوكرانية التي خرجت في بلكونة شقتها بالتجمع الخامس لإحضار بعض الملابس وهي ترتدي مايوه بكيني ، فقامت الدنيا ولم تقعد وسارع بعض المخبولين لتصويرها بموبايلاتهم واتسعت دائرة الخبل لتصل إلى درجة الاتصال بالشرطة والإبلاغ عن جريمة الاوكرانية المسكينة التي لم ترىفي سلوكها أي تجاوز، بالعكس اعتبرت سلوك جيرانها تجاوزا في حقها وتعديا على خصوصيتها وخاصة انها كانت في بلكونة شقتها ولم تكن تسير بالمايوه في الشارع.
الكارثة أن كل شخص يمتلك موبايل بكاميرا أصبح يمنح نفسه الحق في تصوير ما يحلو له ونشره على أوسع نطاق بدون أي معيار أخلاقي وكأنه بلا خطيئة ومنزه عن الهوى.
يا أخي حتى لو كنت معصوما من الخطيئة بجلالة قدرك ، وهفترض معاك ان كل الناس دي غرقانين في المعصية .. ألم يأمرك دينك بستر المذنبين .. ألم تطالبك الفطرة السوية بعدم تتبع عورات الناس؟
مرة تانية وعاشرة .. خليك في حالك .. كلنا مليانين ذنوب وأخطاء ربنا وحده الأعلم بيه ، واذا كانت صورتك جيدة أمام الناس فهذا من ستر ربك ولطفه عليك .. يعني مش شطاره منك ولا تقوى زائدة وزائفة.