عاجل

نبض السطور

خـالد مـيرى يكتب من شرم الشيخ | ما بين روعة الافتتاح وإبهار الختام..السلام والتعاون والمحبة رسالة منتدى شباب العالم

خالد ميرى
خالد ميرى

كلمات الرئيس السيسى فى أربعة أيام خارطة طريق للحياة الكريمة وحقوق الإنسان ومواجهة الفقر والنزاعات

الأمم المتحدة تجدد الاعتراف بأن المنتدى جسر تواصل ناجح بين الشباب

توصيات مهمة ومشاركة دولية واسعة للزعماء.. وشباب ١٩٦ دولة قالوا كلمتهم

أربعة أيام من العمل الشاق والإبهار الذى لا يتوقف، هذا هو العنوان الأبرز للنسخة الرابعة من منتدى شباب العالم الذى احتضنته شرم الشيخ مدينة السلام.
وما بين روعة الافتتاح وإبهار الختام عشنا الحلم الأجمل ونحن نشهد شباب ١٩٦ دولة يعبرون عن أحلامهم وطموحاتهم وهمومهم بكل حرية، وكانت رسالة المنتدى هى السلام والمحبة والتعاون، وكان زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى يشارك فى الجلسات وكلماته تتحول إلى خارطة طريق إلى عالم أفضل للجميع، كما كانت المشاركة الواسعة من زعماء العالم بالحضور أو عبر الفيديو كونفرانس دلالة مهمة على النجاح الكبير للمنتدى، والذى أصبح عنوانًا مهمًا للنجاح الكبير لمصر - السيسى والتى استعادت عافيتها داخليًا ومكانتها الكبرى دوليًا.


على مدار الأيام الأربعة كان الرئيس حاضراً ومشاركًا بكل قوة وفاعلية، يستمع للمناقشات ويشجع الشباب على الحديث بكل حرية.. يسجل كل الملاحظات ويرد على كل الأسئلة، وتحولت كلماته القوية المؤثرة الى خارطة طريق ترسم لنا وللعالم مسارًا أفضل من أجل مستقبل أفضل لكل شعوب العالم، مسارًا يضمن الحياة الكريمة للشعوب وحقها فى الحياة وحقوقها الإنسانية كاملة وأولها الحقوق الاجتماعية والاقتصادية ومعها الحقوق السياسية، كما يضمن التنمية المستدامة ومواجهة الفقر للجميع وإنهاء النزاعات والحروب التى استنزفت أعمار البشر وثروات الدول، كلمات تضع خارطة طريق من أجل أن تتحول جائحة كورونا من محنة أرجعتنا جميعا إلى منحة تفتح أبواب الأمل والتعاون والسلام.


الرئيس أكد أنه على العالم تجاوز تحديات البقاء وإنهاء الأزمات، وتحدث عن تجربة مصر الناجحة فى السنوات السبع وكيف نجحت المبادرات الرئاسية فى تقليص أعداد الإصابات والوفيات جراء جائحة كورونا، وكيف ساهم الإصلاح الاقتصادى فى مساعدة مصر على تحمل صدمات كورونا والتى أثرت سلبا على كل اقتصاديات العالم، فمصر نجحت فى الحفاظ على معدلات نمو إيجابية العامين الماضيين وهو ما فشلت فيه دول كبرى.. وإذا كانت جائحة كورونا إنذارًا للإنسانية إلا أنها تمثل أملًا جديدًا فى التعاون والتكاتف، وتحدث زعيم مصر كيف استمر شعب مصر فى العمل وأن المشروعات القومية الكبرى لم تتوقف رغم تحديات كورونا.. حدث ذلك مع مراعاة كاملة للحفاظ على حياة البشر وحمايتهم.


وشرح الرئيس للجميع كيف نجت مصر من الخراب الذى حل بدول المنطقة، وكيف نجحت الدولة التى كانت على وشك الانهيار عام ٢٠١١ فى أن تستعيد قوتها وعافيتها كاملة فى سبع سنوات، وتنفذ مشروع حياة كريمة المشروع التنموى الأضخم عالميا باعتراف الأمم المتحدة لتحسين حياة ٦٠ مليون مواطن يعيشون فى القرى والنجوع، وقال الرئيس خلال لقائه بممثلى شركاء التنمية أن صندوق النقد الدولى لم يفرض شيئاً على مصر وأكد السيسى أن مصر تحترم عدم التمييز وتفعل ذلك بإرادة كاملة دون حاجة لضغوط من أحد، ومصر لا تتدخل فى شئون أية دولة ولا تسمح لأحد بأن يتدخل فى شئونها، مؤكدا أن الله خلق الإنسان من أجل البناء والتعمير وأن النزاعات والحروب يجب أن تتوقف، وعن التغيرات المناخية أكد أن مصر من أقل دول العالم تسببًا فيها وأن السنوات الثمانى القادمة ستكون لمواجهة خطر هذه التغييرات، مشيرا إلى استعداد مصر لتكون مركزاً لإمداد أوروبا والشرق الأوسط بالطاقة.


وحول حقوق الانسان قال زعيم مصر إنها لا تقتصر على التعبير والممارسة السياسية، فالحقوق الاجتماعية والاقتصادية تسبقهما ومصر حريصة على كل هذه الحقوق، واشار الرئيس إلى أن الفساد قرين الإرهاب والدولة تحاربه بكل أجهزتها لإعطاء الفرصة للشرفاء وكانت المناقشات فرصة ليؤكد شباب ومسئولو مصر من جديد على الحقيقة الثابتة بأنه لا وجود فى مصر لما يسمى بالاختفاء القسرى أو الاعتقال التعسفى.


وشرح الرئيس نجاح مصر فى استيعاب اللاجئين وأنها لم تتحول أبدا إلى جسر لعبور اللاجئين إلى دول أخرى، وأكد أن الفقر سبب التخلف والجهل وأن مصر أنفقت ٤٠٠ مليار دولار للخروج من نفق الفقر، وأنها ستواصل العمل حتى تقضى على الفقر.. وقال إن البناء والتعمير يعطى الأمل والحلم وأن محاولات التغيير فى الدول بالقوة تؤدى إلى الخراب.


وجدد زعيم مصر شكره للشعب المصرى، الشعب الذى تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى الصعبة والذى واصل العمل ليل نهار لبناء دولته القوية التى يفاخر بها الأمم، وقال إننا ندعم أى شركة خاصة تريد إقامة مشروع لأن البلد يحتاج كل يد مخلصة وشريفة.


كلمات الرئيس كانت محل ترحاب من شباب العالم ومشاركاته كانت مصدر سعادتهم، وكلما تحرك فى طرقات مركز المؤتمرات العالمى كان الشباب يحرص على أن يصطف ويلتقط الصور التذكارية والسيلفى لتسجيل هذه اللحظات التاريخية.


كما كانت مشاركة زعماء وقادة العالم دليلًا مهمًا على النجاح الكبير وحيوية المناقشات وجديتها، سواء بالحضور كالرئيس الفلسطينى ورئيس وزراء لبنان وولى عهد الأردن وممثل الرئيس الصينى وممثل الأمم المتحدة ووزير الشباب البحرينى، أو بالمشاركات عبر الفيديو كونفرانس كرؤساء رومانيا ومالطا وزامبيا ورئيس وزراء تنزانيا وسكرتير عام الأمم المتحدة وسفيرته للشباب ورئيس البنك الدولى ورئيس منظمة الصحة العالمية وجون كيرى مبعوث الرئيس الامريكى للمناخ، وكانت كلماتهم جميعا اعترافًا جديدًا بأن المنتدى يخلق جسر تواصل بين شباب العالم، وأن الشباب دورهم فاعل وقوى ومؤثر وأن التوصيات يجب أن تعبر عن هذه المشاركات القوية والحضور غير المسبوق، والأمم المتحدة فى انتظار التوصيات من أجل مستقبل أفضل لكل شعوب العالم.


والحقيقة أن المناقشات الجادة المهمة فى كل الجلسات حول جائحة كورونا ومستقبل التعليم والتحول الرقمى ومستقبل أفريقيا والتنمية المستدامة وتحديات المناخ ، كانت تسير جنبًا الى جنب مع لقاءات مهمة للرئيس السيسى مع ممثلى الإعلام الأجنبى والمنظمات الدولية، وكانت الحوارات ثرية ومهمة والرئيس أجاب بصراحة على كل التساؤلات حول مختلف القضايا، كما شهدت قاعات المنتدى جلسة محاكاة مهمة للمجلس الدولى لحقوق الإنسان، وشهدت ردهات المنتدى معارض أبناء سيناء وتراثنا ومتحف حياة كريمة، كما كان العرض المسرحى - كلنا واحد - على مسرح شباب العالم وبمشاركة نجوم من دول متعددة محل إعجاب الجميع وهو العرض الأول الذى تناول تأثيرات جائحة كورونا.


الفعاليات كانت متعددة وكلها كانت تبحث عن الأمل والحلم، عن الغد الأفضل للجميع .. عما يجمع البشر ولا يفرقهم، فجائحة كورونا رغم قسوتها هى أيضا تفتح الباب للحلم بأن يتعاون الجميع وأن يحل البناء مكان الخراب والتعاون مكان الصراع والحروب، هذا هو مستقبل الإنسانية كما يجب أن يكون، وهذه هى رسالة منتدى شباب العالم من شرم الشيخ.


توصيات المنتدى كانت شاملة ومعبرة عن المناقشات الجادة على مدار الأيام الأربع، وهى توصيات أُعلنت لتُنفذ وفق خطط زمنية واضحة، توصيات هدفها جمع شباب العالم ومد يد المساعدة لهم لتتحول الأحلام إلى حقائق تفتح أبواب الغد الأفضل للجميع.


نجحت مصر من جديد، نجحت بجهد وعمل على مدار الساعة فى تنظيم الحدث الدولى الأكبر والأبرز عالميا منذ بدء جائحة كورونا، نجحت فى جمع شباب ١٩٦ دولة وفى مشاركتهم الحلم والأمل فى غد أفضل للجميع، ومن شرم الشيخ عادت شمس مصر الذهب لتشرق على العالم أجمع.