نشر متحف المركبات الملكية نبذة تاريخية عن قصر رأس التين الذي شهد على انتقال مصر من حقبة الملكية إلى الجمهورية.
قصر رأس التين يعد من أقدم القصور التاريخية الموجودة في مصر من عصر أسرة محمد على، ويطل هذا القصر على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية ويرجع سبب التسمية بهذا الاسم إلى وجود أشجار التين في الأرض التي بني عليها القصر ولذلك سمي بقصر رأس التين.
كان محمد علي قد أمر أن يُشيَّد هذا القصر على هيئة حصن ليكون كمقر حكمه في قلعة صلاح الدين بالقاهرة، ووضع تصميم القصر المهندس الفرنسي "سير يزي بيك" وتم بناء القصر في الفترة ما بين (١٨٣٤ – ١٨٤٧م) أي استغرق البناء ١٣ عامًا – ولم يتبقَّ من قصر محمد علي القديم سوى البوابة التي تحمل اسم "محمد علي" وبعض الأعمدة الجرانيتية.
وفي عهد "الخديوي اسماعيل" صار قصر رأس التين المقر الصيفي لحكام أسرة "محمد علي"، وأعيد بناء قصر رأس التين في عهد الملك فؤاد بعدما تعرض لحريق هائل في عام 1909، وذلك على طراز يتماشى مع روح العصر الحديث على يد المهندس الايطالى "فيروتشى" والمهندس "حسن باشا العدوي" (هو أيضاً الذي بنى قصر الحرملك بالمنتزه)، وتكلف وقتها 400 ألف جنيه مصري وأصبح مشابهًا لقصر عابدين ولكنه أصغر منه.
وقد أنشأ الخديوي إسماعيل محطة للسكة الحديد داخل القصر لينتقل وأسرته منه إلى القاهرة، وقد قام الملك فؤاد بتجديدها عام ١٩٢٠.
ترجع الأهمية التاريخية لهذا القصر إلى أنه القصر الوحيد الذي شهد وعاصر قيام أسرة محمد علي باشا في مصر والتي استمرت نحو 150 عامًا، ويعد أكبر قصور الإسكندرية وفيه أدخل التليفون عام 1879 أي في أواخر فترة حكم "الخديوي اسماعيل" قبل أن يتم عزله عن الحكم.
وهو نفس القصر الذي شهد نهاية حكم الأسرة العلوية في مصر عندما شهد رحيل الملك فاروق منه لمنفاه بإيطاليا على ظهر اليخت الملكي المحروسة من ميناء رأس التين.
وبذلك يكون هذا القصر شاهد على حكم أسرة محمد علي في أزهى قوتها وفي أحلك اوقات ضعفها .
اقرأ ايضا قصور لها تاريخ| «رأس التين» تحفة آثرية على الطراز الأوروبي
