ويبلغ الفُجر والفُحش ذروتهما عندما يخرج »أيتام»‬ وبلطجية مبارك في مظاهرات غير مصرح بها لتهتف باسم كبير العصابة وتطالب ببراءته!! في فيلم »‬العار» يصطدم أبناء تاجر العطارة المتوفي بالحقيقة الصاعقة، ويغمرهم شعور مروع بالخجل والعار لدي اكتشافهم أن والدهم التقي الورع لم يكن سوي مهرب مخدرات...وتنتهي حياتهم بالانتحار!!..وكنتُ أظن أن نهاية مثل هذه تليق بمَن يسمون أنفسهم »‬ أبناء مبارك»..وإذا لم ينتحروا فَحَريٌ بهم، علي الأقل، أن يشعروا بالخزي والعار ويتواروا عن الأنظار لأن أباهم الذي وراء القضبان مُدان بحكم قضائي في تهمة مخلة بالشرف والأمانة، كأي لص وضيع هو ونجلاه !!..ولأنه أسس دولة للفساد لم يسبق لها مثيل في تاريخنا!!..فعندما ينتهي الانحطاط برئيس جلس  في غفلة من الزمن، علي عرش أحمس ورمسيس الثاني وعبد الناصر، الي رئيس عصابة يستبيح هو وأصفياؤه كل أصول ومقدرات وآثار مصر وينهبون منها ما شاءوا متي شاءوا ويبيعون القطاع العام للمحاسيب بثمن بخس، يُصبح من العبث والسخف الحديث عن أي إنجازات له في الحياة المدنية، إن وُجدت، أو عن بطولات مزعومة في القوات المسلحة !!..فلا شرف عسكرياً لبطل كرمته بلاده ووضعته في المنصب الأرفع، إذا قرر أن يتحول الي سمسار يبيع الوطن ويتقاضي عن ذلك عمولة ورشوة..وقد اعترف كبيرهم بنفسه لممثل مغمور يداوم علي زيارته بمحبسه بأنه »‬لم يسرق لأنه لم يكن في حاجة لذلك إذ كان يتقاضي عمولات عن صفقات الاسلحة وعن كل برميل بترول يتم تصديره»!!..هذا ما نقله عنه ذلك الممثل الذي لم يُدرك أنه أدان سيده من حيث يريد إبراء ذمته مكررا حكاية الدبة التي قتلت صاحبها!!..فهو لم يمتنع عن سرقة المال العام لأن ذلك حرام، أو لأنه جريمة مخلة بالشرف، وترقي الي الخيانة العظمي إذا كان اللص عسكريا سابقاً بدرجة رئيس..ولكنه امتنع لأن هناك مصدرا آخر للتهليب والاسترزاق!!.. وهناك أسباب أخري عديدة للشعور بالعار والخجل منها مثلاً تورط رئيس العصابة وحاشيته في قبول هدايا بعشرات الملايين من مؤسسات صحفية »‬متعثرة» هي الاخبار والاهرام والجمهورية، منحها إياهم، علي سبيل الرشوة والزُلفي، رؤساء مجالس إدارة سابقون لا يقلون فساداً عن كبيرهم ويتعين محاكمتهم بتهمة إهدار المال العام، وعدم الاكتفاء برد الهدايا!!..فقد أكدت تحقيقات النيابة أن »‬القرارات التي خصص بها مسئولو المؤسسات الصحفية الأموال الطائلة لشراء هدايا لكبار المسئولين تأتي تحت اتهامات تسهيل الاستيلاء علي المال العام والتربح للغير دون حق فضلا عن تهمة الإضرار العمدي بأموال المؤسسات»!!.. وفضلاً عما سبق، هناك فئة أخري يتعين أن تشعر بالخجل والعار، وتضم كل الذين تبوأوا مناصب عليا في الحزب الوطني المنحل أو حكومات هذا الحزب الفاسد حتي لو لم تتلوث أيديهم بالفساد مباشرة، وذلك لأنهم تورطوا بالصمت، والساكت عن الحق شيطان أخرس..ولكن الغريب والمُحزن في ذات الوقت أن الكثير من هؤلاء عادوا للظهور علي الساحة السياسية ،وفتحت لهم صحف وفضائيات تابعة لعصابات مبارك أبوابها لغسيل سمعتهم ومحاولة ركوب موجة 30 يونيو، مع السعي الحثيث للفصل المُتعسِف بين ثورة 25 يناير وموجتها الثانية، ناهيك عن محاولة إهالة التراب علي الثورة الأم وتشويه الشباب الذين فجروها، فضلاً عن الزعم بأن الثورة الأعظم في تاريخنا لم تكن سوي مؤامرة خارجية!!.. ويبلغ الفُجر والفُحش ذروتهما عندما يخرج »‬أيتام» وبلطجية مبارك في مظاهرات غير مصرح بها، وتحت سمع وبصر الشرطة، لتهتف باسم كبير العصابة وتطالب ببراءته!!..بل تصل المهزلة غايتها عندما يعتدون علي أهالي شهداء ثورة يناير الذين  مازالوا يطالبون بالقصاص العادل لفلذات أكبادهم دون مجيب!!..ولا نملك إلا القول »‬قليلاً من الخجل يا أبناء مبارك فأبوكم لص عتيد ولن يغسل عاركم إلا الانزواء أو الانتحار»!!..