والبصل يمنع تجلط الدم ويقلل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.

خبير زراعي: مصر من أفضل عشرة دول مصدرة للبصل على مستوى العالم | خاص

 عبد المجيد مبروك
عبد المجيد مبروك

قال الدكتور عبد المجيد مبروك ابودهب رئيس قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية فى تصريح خاص "لبوابة اخبار اليوم " ان محصول البصل يعد من أحد أهم المحاصيل الحقلية فى العالم، ويزرع فى العديد من الدول العربية مثل مصر و الجزائر و العراق و سوريا والسعودية والأردن و عمان و لبنان واليمن على نطاق واسع، اما الدول الأجنبية المتفوقة وتنافس مصر بشدة فهى الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية .

وتابع اما من الناحية الأقتصادية فالبصل من المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية في مصر وفي دول العالم سواء كان طازجا أو مجففا وكان البصل هو المحصول التقليدي التصديري الثالث لمصر بعد القطن والارز من حيث العائد النقدي فى الستينيات .

وتابع اما حاليا فياتى البصل بعد الموالح والبطاطس ثالث اكبر محصول تصديرى واحتلت مصر المركز الرابع بعد الهند والصين والولايات المتحدة الأمريكية فى جملة الأنتاج من البصل الجاف والمركز الخامس بعد هولندا والهند والصين والمكسيك فى جملة الصادرات من البصل الجاف ويصدر البصل الى اكثر من 30 دولة اوربية ومعظم الدول العربية واحتل البصل المركز الرابع بعد الموالح والبطاطس وبنجر العلف فى الموسم الزراعى 2020/2021 رغم حالة الركود الأقتصادى العالمى نتيجة جائحة كرونا والتغير المناخى .

اضاف الدكتور عبدالمجيد أن المساحة المنزرعة فى مصر من البصل سنوياً تتراوح مابين 190 ألفاً إلى 200 ألف فدان، ويقدر إنتاجها بنحو 2.8 إلى 3 ملايين طن سنوياً، ويتم تصدير 350 ألف إلى 450 ألف طن فى صورة بصل طازج، وتصدير من 16 ألفاً إلى 20 ألف طن بصل مجفف ينتج من 150 ألفاً إلى 200 ألف طن تقريباً، أى يتم تصدير ما بين 360 ألف طن إلى 470 ألف طن سنوياً، بنسبة 12.5 إلى 15.5% من جملة الإنتاج ويتبقى 87 إلى 84.5 % تكفى الاستهلاك المحلى لافتاً إلى أن من أهم الدول المستوردة للبصل المصري الطازج هي روسيا و السعودية والكويت وهولندا سوريا و الأردن و المملكة المتحدة وليبيا ولبنان و العراق والأمارات وايطاليا واسبانيا .

وأشار إلى أن البصل المجفف من أهم الدول المستوردة للبصل المصرى المجفف فهى هولندا و المانيا واليابان وامريكاو كرواتيا وهو من المحاصيل ذات العائد الأقتصادى الجيد للمزارع فيتراوح متوسط محصول الفدان من 15-16 طن حيث تتميز اصناف البصل المصرية بانها تتحمل التدول والشحن وتتحمل التخزين من 5-8 شهور مما يتيح امداد المستهلك المحلى او التصدير على مدار العام وذلك اذا اتبعت التوصيات الفنية والتى من ضمنها اختيار الصنف الجيد ومصر التقاوى المنتقاه والتى يوفر قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية تقاوى الأساس منها سنويا ويقوم بامداد الشركات المعتمدة والأدارة المركزية لأنتاج التقاوى باحتياجتها من تقاوى البصل للأصناف المسجلة ايضا اخيتار مكان الزراعة واتباع دورة زراعية تضمن خلو الأرض من الحشائش والمسببات المرضية لا سيما العفن الأبيض وعفن الجذر القرنفلى .

كما ان الزراعة فى الميعاد المناسب هام جدا لأن التبكير او التاخير فى ميعاد الزراعة يؤثر على المحصول الكلى والتسويقى والتصديرى وكذلك صفات الجودة ونسبة الأبصال النقضة وذات الشمراخ الزهرى لافتا الى ضرورو عدم الأسراف فى الرى او التسميد لأن من شان ذلك ان يؤدى الى زيادة التكلفة وتقليل العائد المجزى للمزارع كما يؤدى الى تلوث البيئة كما ان له تاثير سلبى على الصحة العامة وعلى جودة الأبصال وقدرتها التخزينية .

واوضح ان الأسراف فى استخدام المبيدات او الرش بالمبيدات غير الموصى بها من قبل لجنة تسجيل الأصناف بوزارة الزراعة وعدم الألتزام بمواعيد الرش وكمياته وفترة الأمان قبل الحصاد من العاومل التى تؤدى الى انخفاض المحصول وجودته وضرورة اتباع التوصيات الفنية وتعليمات الزراعة واستخدام طرق الرى الحديثة الموفرة للمياه والطاقة وتكلفة الأنتاج والذى ايضا ينعكس على كمية الأنتاج وجودته .

واكد الدكتور عبدالمجيد أن مصر من افضل عشرة دول على مستوى العالم فى جملة الإنتاج والتصدير الى صفات الجودة والقدرة التخزينية وتحمل التداول والشحن وذلك نتيجة استنباط قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية لأربعة اصناف تصلح للأستهلاك الطازج والتصدير والتجفيف وتلبى رغبات السوق المحلى والأسواق الخارجية والأحتياجات التصنيعية وهى الصنف جيزة 6 محسن وجيزة 20 وجيزة ابيض وجيزة احمر وجارى اسنباط ثلاث اصناف جديدة هى تركيبى ابيض لأغراض التجفيف والتى تعطى قيمة مضافة وتستهلك عمالة وتضمن التصدير طوال السنة وجيزة مطاول والذى يصلح لأغراض التجفيف وانتاج البصل الأخضر وجيزة سبعينى والذى يتميز بالتبكير فى النضج.

اقرا ايضا :ارتفاع أسعار الحاصلات الزراعية والدواجن بسبب البرد القارص

بالإضافة الى ان برنامج قسم بحوث البصل من ضمن اهدافه التربية لإنتاج أصناف عالية الإنتاجية ومنخفضة فى نسبة النقضة ومرتفعة فى نسبة المحصول الصالح للتصدير، وفى صفات الجودة وتتحمل التخزين والتداول، وأصناف تتحمل الإصابة بالأمراض والآفات، وأصناف تصلح للزراعة بالأراضى الملحية وتتحمل الجفاف، وتواجه الأجهادات البيئية والتغير المناخى وأصناف أخرى تصلح للتجفيف، وأخرى لإنتاج البصل من البصيلات، وأيضاً أصناف تصلح لإنتاج البصل الأخضر، بخلاف التربية لإنتاج أصناف تتميز باللون الأحمر الغامق وأصناف بيضاء وصفراء، فضلاً عن التربية لإنتاج البصل الهجين وتسجيل السلالة العقيمة والسلالة المحافظة على العقم تمهيداً لإنتاج البصل الهجين.

وتابع كما يعتبر البصل من المحاصيل التى لها قيمة غذائية وطبية عالية حيث يستخدم فى التغذية، والأغراض الطبية منذ العصور المبكرة، وقد وجد مرسوماً على معابد قدماء المصريين منذ أكثر من 4 آلاف سنة قبل الميلاد، ويعود منشأ البصل إلى غرب آسيا من فلسطين إلى الهند، وقد استخدمه الفراعنة المصريون فى التغذية والطب واعتقدوا أن له قيمة روحانية كبيرة، لدرجة أنهم وضعوه فى مقابر الملوك مثل قبر الملك توت عنخ آمون، كهدية ذات أهمية روحانية يستطيع حملها معه للآخرة.

و قال رئيس قسم بحوث البصل ان القيمة الغذائية للبصل كبيرة، حيث تستخدم النباتات الكاملة فى التغذية «البصل الأخضر»، ويتغذى الإنسان على قواعد الأوراق التى تختزن المواد الغذائية بعد تمام النضج وتسمى الأبصال ، ويؤكل البصل نيئاً، أو مطبوخاً، أو مخللاً، أو يستعمل على نطاق واسع لإكساب الطعام النكهة الجيدة، كما تحتوى قشور الأبصال الملونة على صبغات البروتوكاتيكوك والفلوروجلوسينول والبيروكاتيكول، والمركبات الكبريتية العضوية التى تعمل كمضادات للأكسدة وتخلص الكبد من السموم.

واشار الى أن الدراسات الحديثة أظهرت أن البصل يُعتبر مصدراً قوياً لمضادات الأكسدة، حيثُ يساعد على منع انقسام الخلايا السرطانية، كما يحتوى على حمض الفوليك الذى يساعد مرضى الاكتئاب عن طريق عملية التمثيل الغذائى، والحفاظ على مستويات الأحماض الأمينية؛ لأن البصل غنى بالأحماض الأمينية، التى لها دور كبير فى إنتاج الهرمونات المسببة للسعادة وهى (السيروتونين، الدوبامين، والنورأدرينالين) ويحتوى على فيتامين C الذى يساعد فى مقاومة نزلات البرد، وكذلك بناء الكولاجين الذى له دور كبير فى علاج آلام المفاصل ونضارة البشرة وبناء الشعر.

كما يساعد البصل الجسم فى التخلص من الكولسترول الضار، ويمنع تجلط الدم ويقلل من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين، والنوبات القلبية، ويساعد فى تنظيم مستويات السكر فى الدم لدى مرضى السكر، بالإضافة إلى أن مادة الكيرسيتين الغذائية الموجودة فى البصل تعالج التهابات المفاصل، كما ان مركبات الفلافونويد المضادة للأكسدة والموجودة فى البصل تعمل على توفير المضادات الحيوية فى الجسم، وله دور فى تحسين عملية الهضم وتسهيل حركة الأمعاء لافتا إلى إنه لايمكن الاعتماد كلياً على تناول البصل أو اعتباره بديلاً لعلاج هذه الأمراض، خصوصاً للمرضى ذوى مشاكل القولون، ولكن الاستمرار فى استهلاك البصل الطازج من خلال طبق السلطة، أو فى الطهى باستمرار يساعد فى الوقاية من هذه الأمراض.