الجمهورية الجديدة.. وأسلحة «الإعلام الحديث» 

محمد فاروق
محمد فاروق

أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي من كاتدرائية العاصمة الإدارية: «الجمهورية الجديدة» تتسع للمصريين جميعا دون تفريق أو تمييز ، هى ترسيخ لقيم المواطنة وتعزيز بيئة شاملة ومتسامحة للمواطنين من جميع الأديان ، «الجمهورية الجديدة التي نبنيها هي القادرة وليست الغاشمة .. المسالمة وليست المستسلمة ، قائمة على الربط بين تاريخ مصر العريق والحاضرها وبناء المستقبلها بالعمل والمشروعات والإنجازات ، تحت شعار اسواء الظروف أقل الامكانيات أفضل النتائج .

الجمهورية الجديدة جاءت لمواكبة تحديات العصر الحديث ، ومواجهة اسلحة حروب الجيل الرابع والخامس، وأخطر اسلحتها  «الاعلام والميديا» واحتلال العقول بدلًا من الأوطان، وهو ما يتطلب التصدى لهذه الحروب ، فهي  ليست رد فعل لأحداث تدور من حولها، مع انطلاق «الجمهورية الجديدة» يجب علينا اطلاق وتطوير منظومة « الإعلام الحديث »  بوجوه جديدة  ترسم ملامح شخصية «الجمهورية الجديدة » ، وتأثيرها على الواقع الاجتماعي والسياسي والأمني والثقافي ،التي يعيشها العالم في الوقت الراهن أحد أهم مراحل التطور التاريخي الكبرى في تاريخ الإنسانية ،ليصبح بديلاً عن الإعلام التقليدي الذى اصبح ارثاً ثقيلاً من الجمهورية القديمة دون تأثير واضح .. ومجرد أكل عيش .

تطورت وسائل الاتصال بعد الثورة الصناعية خلال القرن الثامن عشر وظهرت الصحف والإذاعة والتليفزيون واستمر الحال لعقود طويلة حتى اختراع الشبكة العنكبوتية « الإنترنت »  الذي غير مسار التاريخ  وجعل العالم قرية صغيرة ضيقة الأطراف وصولًا لما يعرف بالإعلام الجديد أو الإعلام البديل واستخدام المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الشيطانية في نقل مجريات الأحداث وظهور مجموعة من المؤثرات الإلكترونية التي تنقل أفكار مختلفة للأفراد وتؤثر بالسلب على قيم ومبادىء ومستقبل الشعوب ، ملفات عديدة تعتبر الشغل الشاغل للعالم في الفترة الأخيرة منها التحول الرقمي والتكنولوجيا الحديثة  وستكون على رأس الملفات التي سيتناولها منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة .


أصبح مصدر المعلومة في وضع خطر فلا ندري ما مصدر المعلومة الصحيح وكيف نتعامل معه ، أدى هذا التطور الكبير إلى انقسام القطاع الإعلامي إلى مجالين ،الإعلام التقليدي يضم الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون، والإعلام الجديد الذي يقوم على تدفق المعلومات عبر شبكة الانترنت والهاتف الجوال ، حتى اصبح الإعلام الجديد لم يعد فيه نخبة متحكمة أو قادة إعلاميين، بل أصبح متاحاً لجميع شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته.


نجح « الاعلام الحديث »  في تحويل عدة احداث هامة بعد تبنيها من قبل روّاده إلى قضايا رأي عام، لافتاً انتباه المجتمع والمسؤولين إليها، فلا يستطيع أحد اليوم أن يدعي بأنه مهتم بالشأن العام، أو قريب من نبض الشارع، ويشعر بهموم الشعب دون استخدام - مباشر أو غير مباشر - لقنوات الاعلام الجديد ، ولن تنجح أي جهه تخدم المواطنين في المستقبل القريب وهي لاتملك خطة واضحة للانخراط في حراك الاعلام الحديث .


ينبغي على وسائل «الإعلام الجديد»  اليوم بناء الثقة مع الجمهور، بحيث يكون المُحتوى مرتبِطاً بالتنمية الحقيقيّة بمختلف أشكالها؛ فالإعلام عنصر مُؤثِّر في الحرب، والسلم، والتعليم، والبطالة، ومَحو الأُمّية، والطبقيّة، ونَبذ العُنصريّة؛ ولذلك يجب على صُنّاع المضامين الإعلاميّة أن يكونوا مسؤولين ذاتيّاً، وأخلاقيّاً عن كلِّ ما يُقدِّمونه للمجتمع؛ وتثقيف شبابه، وتفعيل أدوارهم الناهضة بالمجتمع، والمُعلِية لرأيه، وقراراته، ومبادئه فى رحاب الجمهورية الجديدة .