مع احترامىفرج أبو العز

لدغة بسنت

فرج  أبو العز
فرج أبو العز

ماذا دهانا ولماذا انهارت أخلاقنا لهذا الحد الرهيب لدرجة تدفع فتاة فى عمر الزهور تضحى بحياتها هربا من نظرات احتقار زائفة وتنمر مدجج بالطعنات من معلم المفترض أنه أب قبل أن يكون معلما وبعد ذلك نكتشف أن كل ما حدث فبركات شباب.


الفتاة أخطأت بوضع صورها على الداهية المنيلة «الفيس» لكن ذلك ليس عذرا أو جريرة لشابين معتوهين طائشى العقل لعمل فيديوهات مفبركة وبثها لإجبار الفتاة على سلوك مشين.. تلك الصورة البشعة تتكرر بشكل يكاد يكون يوميا لكنها لا تظهر على السطح وانتحار الفتاة هربا من نظرات الآخرين هى التى حولت القضية لرأى عام.. وما أدرانا لعل كثيرين تعرضوا لذلك الموقف المشين لكن تحفظوا على إبلاغ السلطات المختصة هربا من الفضيحة.


كلنا مخطئون أفرادا ومؤسسات لأننا ببساطة لم نعط لأبنائنا -فتيات وصبيانا- التربية الواجبة والقدوة الصالحة وكلنا أيضا مسئولون عن خلل معايير القيم فى المجتمع مع مواقع التواصل الاجتماعى التى حولت العالم أجمع ليس لقرية صغيرة بل مجرد ضغطة زر.. دائما وأبدا يظل تحرك المجتمع وتطوراته أسرع من التشريعات والقوانين بل وأسرع من وسائل المواجهة.
لا شك أننا قد نواجه برد من مراكز البحوث خاصة الاجتماعية منها بأنها تعمل وترصد لكن لا أحد يلتفت لتوصياتها أو حتى يعلم عنها شيئا وتلك مصيبة أعظم فلماذا أنفقنا الملايين بل المليارات فى مراكز البحوث ونحن لا نعلم عن أنشطتها شيئا بينما تلعب المراكز المناظرة فى دول العالم المتقدم دورا كبيرا فى رصد التطورات الاجتماعية أولا بأول واقتراح تصورات لمواجهتها حال حدوثها.
ما أحوجنا لإحياء دور مراكز البحوث الاجتماعية لرصد تطورات المجتمع سواء بإمدادها بالإمكانيات المادية والبشرية لرفع كفاءتها أو بالاهتمام بالإعلام عن نشاطاتها وتقاريرها التى رصدتها ميدانيا من المجتمع وليس مجرد أعمال مكتبية لا تجدي.


ماذا دهانا حتى لا نستطيع أن نفرق بين من يعرف الدين روحا قبل النص حقيقة وليس تمثيلا على الناس ليظهر لدينا رجل أعمال صاحب منصة إعلامية مهمة يتظاهر بإنشاء دار للفتيات اليتيمات حتى يظهر للمجتمع رجل البر والإحسان بينما هو فى الواقع يباشر الموبقات وأفعالا غير إنسانية مع فتيات صغيرات لا يستطعن منع الأذى عن أنفسهن.. لا خلاف بين الأديان السماوية جميعها على أهمية القيم والأخلاق فجميع الأديان السماوية ترفض تلك الموبقات بل وتنهى للبعد عنها وعدم الاقتراب منها ولكن هناك تقصيرا لا شك فى أمور الدعوة وعلينا أن نزيد من جرعة التوعية الدينية بخطورة مثل تلك الأعمال على المجتمع ككل والتنبيه لخطورة من يتظاهر بالدين والدين منه براء.. وعلينا ألا نفرح كثيرا بمن يتقدم بعمل خير قبل أن نعرف وندقق فى نواياه وأن تخضع تلك الدور بغض النظر عن بانيها لرقابة مستمرة وصارمة.. معايير القيم لدينا كما هى فى سائر المجتمعات تعرضت لخلل رهيب بفعل التطور التقنى والمعلوماتى المذهل الذى لم يتخيله الإنسان وعلينا إعادة النظر فى نظامنا القيمى وإعادة ترتيب أولوياته فالأديان السماوية لم تنه عن الأعمال المشينة من فراغ بل لإدراك الخالق المصور لخطورتها الكبيرة على الأسرة وبالتالى على المجتمع بأسره باعتبار الأسرة نواة للمجتمع.

فرج  أبو العز
علينا أن نعمل بمختلف الطرق لإعادة السلوك الطبيعى للمجتمع حتى يصبح هو السائد وليس الاستثناء فعندما يصبح ما كان طبيعيا وعاديا يفعله الجميع أو قل الأغلبية استثناء فلابد أن نستشعر الخطر.. علينا أن ننتبه فمعظم النار من مستصغر الشرر.