حديث وشجون

كان ضوءا فى الدائرة

إيمان راشد
إيمان راشد

إنسان... محترم... خلوق.. كريم... شهم... ذكى.. صادق.. يتقى الله ونافع لمن حوله.. صحفى حرفى ونقابى كما قال الكتاب... كان صرحا من الضوء فى دائرة الحياة... عن الراحل المرحوم إبراهيم حجازى رئيس تحرير الأهرام الرياضى الأسبق وصاحب برنامج دائرة الضوء اتحدث.. جاء الاسبوع الماضى ليضيف حزنا جديدا يسكن فؤادى وكأن العام الجديد أبى أن يغير شيئا مما يجيش بصدرى. قرأت الخبر الحزين فى الصباح ورفضت ان اصدقه واصبحت كالفأر داخل المصيدة لا املك الا صراخا وبكاءً.. نعم فقدت واحدا من احب واقرب الناس الى قلبى مرت سنوات عمرى كشريط سينمائى امامى وكيف كان له دور كبير فيها...

تخيلته امامى بابتسامته المعهودة يربت على كتفى كى لا احزن ولكن كيف وانا اتذكر يوم ان زارنى بمكتبى طالبا ان اقف بجواره فى حملته الانتخابية مدعيا ان لى احبابا فى كل الصحف وان هذه الرغبة يعززها المرحوم الاستاذ ابراهيم نافع.. وبضحكته الجميلة اضاف: بعدها تنضمى لأسرة الاهرام... وضحكت مرددة: سأقف معكم بكل ما املك من اعزاز وتقدير ودون مقابل فأنا عاشقة لجريدتى الأخبار ولا استطيع ان ارى نفسى فى مكان آخر وأكملت مازحة: لا يا عم عين اختى فى الاهرام.... ومرت الايام وفاز الاثنان وكنت فى غاية السعادة لانى اعلم اننى وقفت مع من سيقدر الصحفيين ويبذل جهده لخدماتهم.. المواقف كثيرة ولا يمكن حصرها لى ولزملائى.. ماذا اتذكر واتذكر كنت فى العناية المركزة وحدث حادث لابنى فما كان منه الا ان سبق أهلى وحمله الى المستشفى وتولى كل شيء هو والمرحومان على حسنين ومجدى مهنا... ام اتذكر له تحمل قيمة شقة كاملة لأحد الزملاء اوعلاج آخر على نفقته الخاصة... او الوقوف مع اى زميل او زميلة فى كل مشكلة تقابله حتى لو كانت شخصية...

اعذرونى افكارى غير مرتبة ودموعى تسبق حروف ما اكتب، فحزنى وتوترى فاق الحدود.. نعم اشعر بالفقد وان الاحباب يتلاشون واحدا بعد الآخر.. ولا املك الا ان أدعو له بالرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة وان يحتسب آلامه فى ميزان حسناته... رحم الله ابن الاصول وألهمنا وذويه الصبر والسلوان وإلى لقاء عندما يحين اللقاء.