اسمحوا لي ان اشارككم انطباعاتي حول رحلة السبعة ايام التي قمت خلالها بزيارة اربع دول تقع في اسيا الوسطي  وشرق و جنوب شرق اسيا وهي كازاخستان، تيمور الشرقية، ميانمار و كوريا الشمالية.  ان زيارتي لهذا العدد من الدول في أسبوع واحد جعلتني اشعر بأني مزيج من ابن بطوطة و المرحوم أنيس منصور وهو يلف العالم في  ..٢ يوم.  ها أنا قد رجعت سالما الي بلدي ولكني ما زلت  لا أفرق بين الصباح والمساء ومازالت مواعيد نومي مضطربة و لكنها علي الرغم من ذلك  كانت في الحقيقة سفرة مثيرة ، شيقة و ممتعة من كل النواحي وخاصة الانسانية والتنوع الحضاري . ولعل مقابلة أون سان سو تشي زعيمة المعارضة في ميانمار كانت من أبرز أحداث هذه الرحلة رغم أن الهدف الرئيسي من الرحلة كان استكشاف فرص الاستثمار في هذه الدول في المجالات التي اعمل بها.  قد يري البعض ان سبعة أيام غير كافية ولكن دقة وحسن التنظيم قد اتاحا لي خلال رحلتي القصيرة نسبيا التعرف علي اشخاص كثيرين والاطلاع علي أمور كثيرة. وبمـا أني قد مـررت بـ 4 دول فاسمـحوا لي بان يكون مقالي هذا من عدة اجزاء حتي اتمكن من سرد  الانطباعات التي كونتها  حول المناخ السياسي والاقتصادي  والاجتماعي لكل دولة  منها ولنبدأ بكازاخستان .  بدأت زيارتي لكزاخستان صباح يوم السابع من  اكتوبر من مدينة أكتاو المطلة علي بحر قزوين والتي تقع في غرب كازاخستان  حيث قابلنا السيد اليك حيدربايف محافظ اقليم مانجستاو وبعض رؤساء الشركات والمؤسسات المحلية الذين قدموا لنا شرحا وافيا حول آفاق وفرص التنمية والاستثمار في الاقليم  . ثم انتقلنا  بعد ذلك في مساء نفس اليوم الي أستانا و هي العاصمة الجديدة للبلاد والتي تقع في وسط كازاخستان وبها مقر الحكومة . وقد استقبلنا السيد رئيس الوزراء كريم مازيموف في صباح اليوم التالي و هو شخصية غاية في الذكاء و اللطف . وقد رحب بنا سيادته وابدي اهتماما كبيرا  بالاوضاع في مصر وترحيبا كبيرا بأي استثمارات مصرية .  ثم تلي ذلك مقابلتنا لاهم القائمين علي الاقتصاد والاستثمار في كازاخستان مثل السيد رئيس السامروك كازينا او صندوق الثروة السيادية  حيث الدولة هي المساهم الوحيد في هذا الصندوق . وهو شركة مساهمة مشتركة في كازاخستان تملك إما كليا أو جزئيا، العديد من الشركات الهامة في البلاد  بما في ذلك السكك الحديدية الوطنية والبريد، وشركة النفط  والغاز الحكومية ،شركة  اليورانيوم و  الخطوط الجوية أستانا  ومجموعات مالية عديدة.  وفي هذا السياق قد قابلنا ايضا سيادة وزير الطاقة والسيد محافظ البنك المركزي  و السيد محافظ اقليم كيزيلوردا و ممثلو ورؤساء الغرف التجارية  و جمعيات رجال الاعمال . كل تلك المقابلات تمت خلال نهار الثامن من اكتوبر لنطير بعدها مباشرة عصر نفس اليوم متجهين الي تيمور الشرقية.  واهم انطباعاتي عن زيارتي لكازاخستان هي التطور الايجابي السريع والملموس الذي طرأ علي هذه الدولة منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي  واصرار الدولة علي اللحاق بمصاف الدول المتقدمة  من خلال تطبيق برامج الاصلاح الاقتصادي والتنمية التي من شأنها توفير المناخ الملائم للاستثمار وتوسيع حزمة الحوافز الاستثمارية لجذب الاستثمارات الاجنبية وخلق فرص العمل ورفع مستوي معيشة الفرد .  وقد وضح ذلك جليا من ناحية سهولة الاستثمار فالقطاع الحكومي الخاص بالاستثمار جاهز بالمشاريع و بكل التفاصيل والقوانين والقائمين عليه  علي اعلي مستوي من الكفاءة. وقد  عرضت علينا خلال هذه الزيارة القصيرة نسبيا كل المشاريع المتاحة حاليا.  الشعب سعيد بالتطورات التي حدثت...  والرئيس محبوب جدا من شعبه... وهناك حركة عمرانية عالية ... وواضح ان مستوي المعيشة في ارتفاع مستمر ...  والي لقاء اخر في الاسبوع المقبل حيث احدثكم عن زيارتي لتيمور الشرقية وكوريا الشمالية وميانمار وعن مقابلتي لسيدة رانغون السيدة  أون سان سو تشي زعيمة المعارضة في ميانمار الحائزة علي جائزة نوبل للسلام عام 199١.