فى أواخر عام ٢٠٢١ أربك متحور أوميكرون حسابات العالم فى مواجهة فيروس كورونا، فبعد تقدم عملية التلقيح، وظهور نتائج مبشرة لنجاعة اللقاحات فى التعامل مع الفيروس عاد القلق ليسود من جديد بسبب التغييرات الكثيرة التى حملها هذا المتحور فى البروتين الشوكى والتى قد تحتاج للقاحات جديدة أو جرعة جديدة فى أفضل الأحوال.. وفى الوقت الذى لا تزال التحليلات والدراسات تتوقع استمرار حالة الطوارئ الصحية فى بلدان العالم وظهور متحوّرات جديدة قد تشكل خطراً على حياة البشر وإن تفاوتت النسب، تتفاءل أخرى بأن يكون عام 2022 نهاية الجائحة.
ورغم أن توزيع اللقاحات لنحو 60 % من سكان العالم يبعث بصيص أمل، فإن بعض الدول الفقيرة لم تحصل على ما يكفيها من اللقاحات وأن جزءاً من الشعوب لا يزال مناهضاً للقاحات.
لم يكن طرح اللقاح العالمى جيدًا كما كان مأمولًا، أو لم يكن جيدًا بالقدر المطلوب لمنع ظهور متغيرات جديدة، ولكن بالمقارنة مع ما كان العالم قادرًا عليه حتى قبل بضعة عقود، كان الأمر مثيرًا للإعجاب، فبعد عام من إطلاق اللقاحات الأولى، أعطيت حوالى 8.5 مليار جرعة على مستوى العالم.
وإذا استمر هذا المعدل فسيصل العالم بسهولة إلى 12 مليار جرعة بحلول نوفمبر 2022، أو ما يكفى لكل شخص يزيد عمره على 20 عامًا للحصول على جرعتين.. لكن التفاوتات الصارخة فى توزيع اللقاحات تعنى أنه فيما تقدّم العديد من الدول الغنية جرعات إضافية للأشخاص الذين تلقوا اللقاح أصلا، فإن الأشخاص المعرضين للخطر والعاملين الصحيين فى العديد من الدول الفقيرة، ما زالوا ينتظرون الحصول على جرعتهم الأولى.
ويشير الانتشار اللاحق فى الحالات الجديدة وظهور متغير اوميكرون إلى الانتقال من الجائحة إلى المتوطنة. ومع استمرار انتشار كوفيد ١٩ فى جميع أنحاء العالم، سيؤدى المتحور الجديد إلى استجابات حكومية ستركز مرة أخرى بشكل أساسى على تجنب الإجهاد فى النظام الصحى وتشجيع التطعيم. بينما سيتم تجنب عمليات الإغلاق العامة.
وستظل أنشطة الخدمة مقيدة حتى تتوافر علاجات فعالة وبأسعار معقولة وتجعل المزيد من القيود غير ضرورية، فلن يخرج الاقتصاد عن مساره فى عام 2022، لكن وتيرة النمو ستتباطأ..
وينشغل صانعو اللقاحات باختبار سلامة وفعالية لقاحاتهم لدى الأطفال دون سن الخامسة وسوف يحصل ٢٠% من الأطفال الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 5 سنوات على لقاح واحد على الأقل من لقاح كوفيد بحلول نهاية العام.
الخبر السار هو وصول العلاجات المضادة للفيروسات التى تقلل بشكل كبير من خطر دخول المستشفى أو الوفاة، ورغم ذلك، فإن هذا الوباء العالمي، وعواقبه العديدة، لن ينتهى فى الوقت القريب.
اقرأ ايضا | بعد تشكيكه في اللقاحات.. وفاة عضو في البرلمان الفرنسي بكورونا
