ملفات صعبة وأزمات متجددة

2022 | عام استمرار التوترات والصراعات ومتحورات كورونا.. تقرير

عام استمرار التوترات والصراعات ومتحورات كورونا
عام استمرار التوترات والصراعات ومتحورات كورونا

 بعد عام شهد هجوماً على مبنى «الكابيتول» الأمريكي، وإراقة دماء مروعة فى إثيوبيا، وانتصار حركة طالبان فى أفغانستان، ووقوع توترات  فعلية  بين القوى العُظمى بخصوص أوكرانيا وتايوان.. ووسط تضاؤل النفوذ الأمريكى على الساحة الدولية، ونشوء أزمة صحية عالمية بسبب جائحة كوفيد-19، وتسارع التحديات التى يفرضها الاحتباس الحرارى الى اخره،  يمكن القول إن العالم يميل وبطريقة غير انضباطية بعيداً عن مساراته الطبيعية  وان عام 2022 ورث  عن عام 2021 ملفاتٍ صعبة وشائكة وخطرة.

قائمة التوقعات التى تنتظرنا هذا العام تبدو صارخة للغاية، ومن الممكن أن تزداد سوءا فى ظل عدد من الصراعات التى بدأت العام الماضى والتى يتوقع أن تزيد حدتها إيران والولايات المتحدة.


يتوقع المحللون بأن يُرخى الملف النووى الإيرانى بظلاله القاتمة على أمن الشرق الأوسط والخليج العربى والمنطقة عموما، حيث إن تعنُّت إيران -فى ظل تباعد مواقفها عن مواقف الأطراف المعنية بهذا الملف- يضع الخيار العسكرى على الطاولة، خاصة أن إسرائيل باتت تتحدث علنا عن هذا الخيار، وتستعد له على قدمٍ وساق.

ربما فى انتظار لحظة انهيار مفاوضات فيينا على وقع تمسك إيران بتخصيب اليورانيوم بدرجات عالية، ووصولها إلى عتبة «الدولة النووية»، وهو ما لا يترك المجال لنهايات وردية فى الجولة القادمة من محادثات فيينا.


حرب بين روسيا وأوكرانيا
شهد النزاع الأطلسي-الروسى على أوكرانيا فصلا ساخنا يوحى بإمكانية اندلاع حرب بين الجانبين، خاصة إذا صدقت التوقعات الغربية بغزو روسى لأوكرانيا بعد أن حشدت موسكو عشرات الآلاف من جنودها على حدود أوكرانيا .. ترى روسيا أن صواريخ حلف الأطلنطى باتت على حدودها، وترفض تماما السماح لأوكرانيا بالانضمام لعضوية الحلف الأطلسى.

إذ تعتقد أن هذا الانضمام سيشكل إيذانا بدخول «الحلف» لحدودها، وعليه ربما ترى أن تكلفة الحرب من أجل منع ذلك باتت أقل كلفة من عضوية أوكرانيا فى الحلف .وتتوقع المخابرات الأمريكية أن تُشن روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا نهاية يناير.


استمرار الصراعات فى أفريقيا
تدخل قارة أفريقيا عام 2022 محمَّلة بأوجاع العام الماضي وتبدا عاماً جديداً من الأزمات السياسية والأمنية، وسط توقعات بتمدد الجماعات الإرهابية، وزيادة نشاطها وخاصة فى كل من الصومال وإثيوبيا و ليبيا ، وجنوب السودان ، وجمهورية أفريقيا الوسطى ، وشمال موزمبيق ، ، ومنطقة شمال غرب وجنوب غرب الكاميرون.


ففى الصومال يتوقع المحللون تنامى قوة حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، وعودتها للساحة بقوة واستعادة السيطرة على البلاد، خاصة بعد الانسحاب الأمريكى.

ورغم أن مجلس الأمن الدولى وافق هذا الشهر على تمديد بقاء قوة الاتحاد الإفريقى (20ألف جندي) لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية مارس فإن الاتحاد أعرب عن مخاوفه بشأن قدرة الحكومة على - الاحتفاظ بفعالية بالأراضى المحررة من حركة الشباب وتتزايد أزمة الصومال لعدم وجود سلطة وطنية شرعية منذ فبراير الماضى والخلاف بين الرئيس محمد عبد الله (فرماجو)، ورئيس وزرائه محمد حسين روبل؛ منذ الإطاحة بالديكتاتور محمد سياد برى عام 1991.

 

وتقدر القيادة الأمريكية فى أفريقيا أن حركة الشباب لديها ما بين 5000 و 10 آلاف مقاتل فى جميع أنحاء البلاد وتسيطر على مساحات شاسعة من جنوب ووسط الصومال.


وفى اثيوبيا اذا لم تتسارع الخطى لتوقيع اتفاق سلام ،فمن المتوقع أن يستمر الصراع فى أثيوبيا طوال هذا العام وتستمر معه انتهاكات حقوق الإنسان فى تيجراى وغيرها من الولايات ، ومزيد من أعمال العنف والاغتصاب الجماعي، واستمرار معاناة الأطفال من سوء التغذية لقلة الطعام ومنع دخول الدواء. وسيحتاج ما لا يقل عن 22 مليون إثيوبى لمساعدات إنسانية هذا العام.


فى ليبيا يتباعد للغاية إجراء الانتخابات ، وإذا حدث ذلك فإن وجود حكومة منتخبة بشكل سيئ فى بلد منقسم بشدة مثل ليبيا يجعل إعادة بناء البلاد أمرًا بالغ الصعوبة.


وستظل جمهورية إفريقيا الوسطى عالقة فى دائرة مستعصية من العنف طالما بقيت الظروف التى أدت إليه بدون حل.
- كما ستستمر معاناة جنوب السودان فرغم دخوله العام الأخير من تنفيذ اتفاقية 2018 المُعاد تنشيطها بشأن حل النزاع. فإن هناك الكثير الذى يتعين القيام به لإنهاء السنوات الطويلة من المعاناة.


ومن المتوقع تزايد تهديد التطرف العنيف والإرهاب فى منطقتى الساحل وحوض بحيرة تشاد وشرق إفريقيا والقرن الأفريقى ومقاطعة كابو ديلجادو شمال موزمبيق.


قد يستمر التركيز فى مالى وتشاد على استكمال «التحولات» السياسية وعدم التركيز على الحرب ضد الإرهاب. كما تعانى كوت ديفوار الآن من هجمات متكررة ، ويخشى أن يؤثر التطرف العنيف على أجزاء أخرى من البلاد والدول المجاورة مثل غانا وبنين وتوجو.


أفغانستان وكارثة إنسانية 
إذا كان عام 2021 قد أنهى فصلًا واحدًا من مأساة أفغانستان التى استمرت عقودًا، فقد بدأ فصلًا جديدًا منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة ، حيث تلوح كارثة إنسانية فى الأفق، وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن ملايين الأطفال الأفغان قد يموتون جوعًا ، ويقع الكثير من اللوم على القادة الغربيين الذين قاموا بتجميد أصول أفغانستان، ووقف المساعدات ردا على سيطرة طالبان على السلطة هناك.. وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من نصف السكان، سيعانون من الجوع هذا الشتاء.


حرب باردة بين واشنطن وبكين
وصل التنافس بين الولايات المتحدة والصين إلى مستويات غير مسبوقة من العداء والشك العام الماضى. ومن المرجح أن تستمر خلال العام الجديد، خاصة أن هناك اتفاقا ضمنيا بين زعماء الحزبين الديمقراطى والجمهورى على عدم المهادنة مع الصين أما فى الصين، فسيواصل الرئيس شى جين بينج إحكام قبضته على السلطة وإظهار قوته خلال مؤتمر الحزب الشيوعى فى أكتوبر المقبل، فى ظل دعم الحزب الكامل لسياسات شى المتشددة. رغم التوقعات الاقتصادية التى تقول أن الاقتصاد الصينى سيشهد تباطؤا خلال العام.


وتشمل قائمة أزمات العلاقات بين البلدين قضايا كثيرة، منها ما يتعلق بتايوان وبحر الصين الجنوبى وأيضا هونج كونج، حيث لا تزال الصين تضغط على الحريات المدنية فى الجزيرة ومن المتوقع أن يستمر ذلك خلال العام المقبل، خاصة فى مجالات حقوق الإنسان والقضايا الجيوسياسية والأمنية.

الوضع فى تايوان يعتبر أحد مصادر القلق والتوتر بين الصين والولايات المتحدة فى ضوء التحركات الصينية الاخيرة قرب تايوان ومع استمرار التوتر فى مضيق تايوان، يُنظر إلى احتمال إقدام الصين على شن غزو عسكرى على أنه سيمثل التحول الأخطر فى التوتر بين الصين والولايات المتحدة، خاصة أنه قد يُنذر بمواجهات عسكرية بين البلدين.

وفى بحر الصين الجنوبى ،ستستمر الولايات المتحدة والدول الحليفة لها فى تنفيذ مناورات تقول إنها لضمان حرية الملاحة فى المياه الدولية تثير قلق بكين.

فى المقابل، ستواصل الصين تعزيز وتطوير أسطولها البحرى للدفاع عن مصالحها . التنافس بين العملاقين سيلقى بظلاله أيضا على الشئون العالمية ويزيد من الأخطار شرق آسيا، ويخفض التعاون بينهما فى قضايا أخرى مثل تغير المناخ.

اقرأ ايضا | الجاليات المصرية بالخارج: مصر دخلت الجمهورية الجديدة التي تتسع للجميع