مظاهر القلق تسربت إلي قلوب الكثير من الأمهات في دائرة معارفي بعد انتهاء فصل الصيف دون الاعلان عن خطوبة أو عقد قران أو حتي قراءة الفاتحة بين أسرتين لأحد بنات هذه الأسر خاصة من لديهم بنات تخرجن من الجامعة وفي انتظار العريس. علقت أم الثلاث فتيات من خريجات كليات القمة بمرارة قائلة »كنا نطلق علي الإجازةالصيفية موسم الزواج ولكنه اليوم أصبح موسم تقديم التنازلات للحصول علي عريس»‬ . وأوضحت أنها قدمت تنازلات من شكل الشبكة إلي حجم المهر حتي إلغاء حفل الزفاف وكافة الكماليات واعربت عن استعدادها للف العروسة في ورق سلوفان لتقديمها للعريس المناسب في السن والمكانة الاجتماعية ولم يتقدم أحد وأشارت كيف كنا نضحك وننظر في الماضي في أعقاب ظهور نتيجة الثانوية العامة وتعليق المدارس الضعيفة علي بابها لم ينجح أحد ونحن أمهات اليوم نقول لم يتزوج أحد!! أيدت مجموعة الصديقات كلام هذه الأم وان الشباب أصبح يحجم عن الزواج وأن معدلات العنوسة قفزت بشكل مرعب خاصة بعد ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو وما ترتب عليهما من ظروف معيشية وتغييرات اقتصادية، إذ يوجد في مصر أكثر من ١٣ مليون شاب وشابة لم يتزوجوا رغم كونهم في شريحة عمرية تؤهلهم لذلك، والطريف أن الذكور يمثلون مليوني ونصف مليون بينما تشكل الإناث عشرة ونصف في المائة، ويصل متوسط سن زواج البنات في المدن ما بين ٣٠ و٣٥ سنة بينما يتراجع في الريف ما بين ١٨ و٢٥ سنة. والرجل في بعض الاحيان يحجم عن الارتباط بالفتاة المتعلمة والمثقفة ذات الشخصية الاستقلالية وهذه الشريحة من البنات أصبحت تبذل جهودا مضنية لاصطياد زوج.. تخلي عن العديد من متطلبات الزواج وعندما لا يتقدم أحد يداهم البعض اليأس والاحباط مما يدفع البعض للاهتمام المرضي بالمظهر واللجوء لطبيب التجميل أو بالبحث عن عريس عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو اللجوء للخاطبة. وفي محاولة للخروج من مأزق العنوسة علينا البحث عن حلول عملية قالت سيدة تونسية إن الحل هو العودة لبيت العائلة الكبير الذي يضم الآباء والابناء حديثي الزواج كما هو الحال في تونس واستطردت في شرح التجربة التونسية التي نجحت في تحسين وضع البنت حيث أصبحت تعيش في البيت الكبير مع أهل الزوج لفترة حتي يدبر الزوج الشاب نفقات الانتقال لبيت المستقبل.