نقطه علي حرف 

م. علي سعده يكتب: الجهاد المطلوب الآن .. جهاد النفس 

م. علي سعده
م. علي سعده

الأسابيع القليلة الماضية كشفت لنا كم القناعات الخاطئة المغروسة في نفوس مجتمعنا بفعل فاعل .. ظاهرها الايمان والطهارة ونصرة القيم والشرف والإسلام وباطنها فكر أسود وهابي سيطر على عقول البسطاء وغير البسطاء جاء لنا عبر الصحراء ليغير من هوية وسمات حضارتنا العريقة.
فتاه تتمسك بقيمها ومبادئها وترفض مصاحبه شاب .. فيستغل صورتها ويضعها علي بروجرام فوتوشوب ويوزع صورها البورنو علي الحي كله .. وبدلا من ان تتوافر النخوه والرجوله في شباب الحي للتأكد والدفاع عنها تناقلوا الصور وطاردوها حتي دفعوها للانتحار .
سيده اخري مدرسه خرجت في رحله نيليه ترفيهيه .. لم تكن في شقه مفروشه خاصه ولم تعاقر الخمر ولم ترتدي ملابس الرقص بل علي العكس تماما ترتدي زيا محتشما وحجابا للرأس .. قامت بالرقص مع زملاءها بعفويه ومرح ولم تلمس يداها احدا من زملاءها في الرقص وقام شيطان بتصويرها واذاعه الفيديو علي وسائل التواصل الاجتماعي فماذا كانت النتيجه؟؟ 
طلقها زوجها وفصلت من وظيفتها وتدمرت حياتها تماما . وانبري المتشدقون بالاسلام يهاجمونها كأنها قامت بممارسه الفاحشه علنا .. واصحاب الفكر المتحجر تألقوا في مهاجمتها وتناسوا ان الرقص مظهر من مظاهر الفرح والبهجه والسعاده تقوم به السيدات منذ عصر الفراعنه وحتي يومنا هذا 
هنا اتساءل .. هل قيام سيده بالرقص في رحله ترفيهيه مع اصدقاءها فعل فاضح ومجرم تستحق عليه الفصل من الوظيفه والطلاق؟ سيقول احد المتفزلكين انها هزت مؤخرتها بصوره غير لائقه .. اتمني ان يشرح لي مفهومه عن الرقص بدون هز او تحريك الوسط والمؤخره .
نفتقر بشدة لتصحيح الكثير من المفاهيم لتتواكب مع الإنسانية .. الدين يسر لا عسر والفكر يجب أن يتجاوز الجزء السفلي صعودا إلى عقل الانسان .. وهو جهاد النفس الذي امرنا الله به .. لو نجحنا في جهاد النفس سيمنحنا الله الستر وما احوجنا اليه .. رأينا رجل أعمال محترما يشار إليه بالبنان ينكشف عنه غطاء الستر ونراه متهما في قضيه تحرش جنسي ..
من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.