تعرف على قصة الفلاحة المصرية.. كانت سبب نهضة الطب في مصر

صورة موضوعية
صورة موضوعية

التاريخ ملئ بالقصص الانسانية التي تقشعر لها الأبدان، ومن أبرز تلك القصص هي قصة الفلاحة المصرية مبروكة خفاجي، الذي طردها زوجها من المنول وهي في شهورها الأخيرة في الحمل، لتذهب بلا راجعة ولكنها قررت أن تجعل من ابنها أسطورة يتذكرها التاريخ.

وبرغم أن مبروكة كانت سيدة أمية ألا وأنها ساعدت على نهضة الطب في مصر، حيث جعلت من ابنها رجل يفتخر به العالم حتى وقتنا هذا وهو الجراح على باشا إبراهيم الذي يعد أول جراح في جمهورية مصر العربية، فاستطاعت مبروكة أن تقدم لنا طبيب وعالم، ووزير صحة ومؤسس نهضة قصر العينى وجامعة الإسكندرية ومؤسس نقابة الأطباء، وأثبتت أن السيدة المصرية قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات منذ القدم.

عاشت مبروكة الأم في الإسكندرية وحيدة، وبسبب فقرها اضطرت أن تعمل لكسب المال لترسله إلى ابنها ليكمل تعليمه، وكانت مبروكة تعمل أى شىء حتى لو بائعة فقد كانت تصنع الجنبة فى البيت وتبيعها فى الأسواق وعملت داية وبالفعل التحق الابن الوحيد لها على باشا بكلية الطب، وحفظ القرآن وكان يأخذ مكافأة من الكلية لتفوقه فأصبح يرسل المال لأمة تعويضًا لها عما فعلته من أجله، واستطاع أن يتخرج علي باشا إبراهيم من كلية الطب بتفوق وعين في القصر العيني.

وبسبب الفقر والظلم كان يحلم الابن أن يقوم ببناء مستشفى للفقراء، وبالفعل ساعدة القدر على ذلك وفي أحد الأيام أثناء علاج الملك فؤاد، طلب منه التبرع بالقطعة الفارغة المتواجدة بجانب مستشفى القصر العيني لبناء مستشفى لعلاج الفقراء والمساكين، وفي هذه اللحظة وافق الملك فؤاد على طلبة، ونال ما طلب، ووافق الملك، بشرط أن يضع هو حجر الأساس لتوسيع المستشفى.

وتوالت النجاحات حتى أصبح الدكتور على إبراهيم وزيراً للصحة ومديراً لجامعة القاهرة، وأسس بعد ذلك جامعة الإسكندرية والهلال الأحمر وجمعية القرش لتشييد المصانع المصرية، وأسس نقابة الأطباء والجمعيات الخيرية وجمعية إنقاذ الطفولة، وكان على باشا إبراهيم وراء إصدار أول قانون لممارسة الطب في مصر، واستطاع أن يحصل على تقدير دولي، حيث تم الاستشهاد بأبحاثه المهمة في العديد من الأمراض مثل الكوليرا والبلهارسيا على مستوى العالم، حصل على لقب «سير» من بريطانيا، والسبب وراء جميع هذه النجاحات هي الفلاحة المصرية مبروكة خفاجي التي ولدت في قرية مطوبس المتواجدة في محافظة كفر الشيخ.