نحن والعالم

خدمات مجانية

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

عندما قام الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب فى يناير 2020، بضغوط اسرائيلية، بإغتيال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الايرانى، كان البادىء فى كسر بعض التابوهات غير المعلنة فى العلاقات الأمريكية - الإيرانية المتوترة. وذلك لأن لجوء واشنطن للإغتيالات المباشرة شجع طهران، لأول مرة، على استهداف قاعدة جوية تسيطر عليها امريكا فى العراق. ورغم ان الهجوم لم يسقط قتلى الاّ انه غيّر قواعد اللعبة تماماً كونه اول هجوم مباشر من «دولة» على مصالح امريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ومنذ هذا الوقت استهدفت عشرات الهجمات مصالح أمريكية فى العراق وسوريا بصواريخ وطائرات مسيرة، بينها محيط السفارة الأمريكية بالعراق، وقواعد عسكرية تضمّ قوات امريكية وأخرى من التحالف الدولي.

اخر هذه الهجمات كانت الأسبوع الماضى عندما تم إطلاق 8 مقذوفات صاروخية على قاعدة فيها قوات أمريكية شمال شرق سوريا، تلاها استهداف قاعدة «عين الأسد» العسكرية العراقية بـ5 صواريخ، فى هجوم هو الثالث من نوعه فى نفس الاسبوع، بعد استهداف «عين الأسد» ومركز دبلوماسى أمريكى بمطار بغداد الثلاثاء بمسيرات مزودة بمتفجرات.

الهجمات التى تزامنت مع الذكرى الثانية لاغتيال سليمانى، تضرب عصفورين بحجر واحد، حيث تأتى فى اطار الرد الانتقامى الإيرانى، وفى نفس الوقت تذكّر واشنطن بأيادى طهران الطويلة وقدرتها على ضرب المصالح الامريكية فى أى مكان. هذه الرسالة تخدم الموقف الإيرانى فى سجال المفاوضات التى تخوضه مع امريكا والغرب حول ملفها النووى.كذلك تخدم المليشيا المحسوبة على إيران بالعراق والتى تسعى لعرقلة تشكيل الحكومة والغلوشة على نتائج الانتخابات الاخيرة التى لم تكن فى صالحها.

لكن المؤسف ان تظل اراضينا العربية تدفع ثمن هذه السجالات والصراعات بعد ان صارت ساحات مجانية مفتوحة للحروب بالوكالة لأطراف دولية عدة. كثير من هذه الأطراف يرغب فى استمرار دولنا فى تقديم هذه الخدمة المجانية لانها تخدم مصالحهم الخاصة.