رٌكن الحواديت

المتشددون الجدد

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

صادفت منشورًا عبر فيسبوك لمتشددٍ لا أعرفه، يُحرّم التهنئة بعيد الميلاد وعيد الحب وعيد الأم والاحتفال بشم النسيم بما لا يخالف ضابطًا شرعيًا، وحين ناقشته فى أدلته عمل لى «بلوك»!.

المتشددون الجُدد يستندون على آراءٍ فقهية غريبة، وكأن الأزهر وشيخه الإمام الفاضل والفقه بأئمته الأربعة نضب معينهم، فاستورد المتطرفون علوم الدين من شيوخ بلاد وارد أن يفتى الفقيه فيها بالريموت حسب مزاج سيده وصدروا أسوأ صورة لديننا الحنيف.

المتشددون -فى كل عقيدة- يستخفون بغيرهم ويعتبرونهم جهلة، ويصفونهم بأنهم من الضالين! ووارد جدا أن يحرموا علينا طيبات أحلها الله بحجة أنها بدعة!
كان الأولى بهؤلاء أن يُرغبوا العباد فى الطاعة، والتوبة بدلا من تخويف الناس من رب غفور رحيم.

كنت أنتظر اشتعال منصات التواصل الاجتماعى بفكر ينبت سماحة حثنا عليها الدين، أو نشر ثقافة عمل نافع، يظهر أثره على أحوال العباد، وترتقى به البلاد، بدلا من تنطع البعض باسم الدين، بجدل يستهلك الوقت والجهد والمال، وهى ضمن أهم ما أمرتنا الشرائع السماوية بالحفاظ عليه لو كانوا يفقهون.

أتمنى أن تلعب كل الجهات المعنية -بما فيها الشركات القائمة على إنتاج الأعمال الدرامية- دورًا فى تصحيح المفاهيم، بعيدًا عن مغالاة هؤلاء ونخرهم فى عقول شبابٍ انجرف لهم حتى أيقن أن الدين مجرد لحية وجلبابٍ وسواكٍ واستهلال الحديث بـــ «يا شيخ»!