«رقصة الهوسييت» تشعل أفراح حلايب وشلاتين

«رقصة الهوسييت»
«رقصة الهوسييت»

عمر يوسف

تعالت أصوات الطنبورة والدلوكة رويدًا رويدًا حتى بلغت عنان السماء، وارتفعت معها مشاعر القوة والإقبال فى قلوب الشباب الذين التفوا فى حلقة نصف دائرية، تتراقص خلالها الأيدى وتدب الأقدام فى الأرض بشكل متوازٍ، ليغمر غُبار الأرض ملابسهم البيضاء.
وفجأة يقفز من بينهم عثمان الذى لم يتعد العشرين من عمره وفى يده الدرقة ليعلن أنه الطرف الأول فى المبارزة، وبعدها بثوانٍ قليلة يقفز أمامه حميد، وشهيق صدره يعلو ويهبط فى قوة، معلنًا أنه المبارز المضاد، والأحق بالفوز، لتبدأ على الفور رقصة الهوسييت فى وادى ايديب بمثلث جبال حلايب وشلاتين، إحدى أهم الرقصات الشعبية فى ذلك الوادى البعيد من مصر، فى مشهد التقطته عدسة المصور أحمد صلاح الدين.
 يحكى حميد أن هذه الرقصة يتقنها الجميع بداية من الأطفال الذين يكادون يعدون سنواتهم الأولى فى الحياة، حتى الجد الأكبر فى الوادى.. كما أن الهوسييت دائمًا ما تكون حاضرة فى الأفراح والأعياد والموالد، ويتسابق إليها الشباب تعبيرًا عن القوة والشجاعة والإقدام.. ويعتمد الشباب خلال آدائهم الرقصة على المبارزة بالعصى، والدرقة المصنوع من الجلود والسيوف والكرابيج، كما أن إيقاعات الرقصة تحدث على آلات موسيقية خاصة مثل البانسكوب والطنبورة والدلوكة، والطبلة وضربات الكفوف، لإشعال روح المتبارزين حتى يخرجوا ما عندهم من قوة.. وفى حالة الأفراح التى يحضرها جميع أهالى البلدة، يجب أن يثبت العريس استحقاقه للعروسة من خلال المبارزة فى رقصة الهوسييت، وتحقيق فوز على المبارز الذى يقرر خوض النزال، وغالبًا ما يكون أخ العريس أو أحد أصدقائه المقربين، فى جو عائلى يشع فرحة وسعادة.. ومن بعيد تصفق العروس بقوة لزوجها حتى يفوز فى النزال وينال اعجاب والديها واخوتها.