في عيد ميلاده الـ٧٦.. الإمام الطيب مسيرة سلام ومحبة وتعايش

الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الشريف
الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الشريف

غد الخميس ٦ يناير عيد ميلاد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف .. إمام السلام والوسطية والسماحة الذي شهد الازهر فى عهده انفتاحا غير مسبوق على العالم وعلو لكلمة الأزهر ودوره فى كافة المحافل.. تمكن من جمع القادة الدينيين للعالم فى مؤتمرات دولية للأزهر وتوجت وثيقة الأخوة الإنسانية بقرار أممى كيوم عالمى للأخوة.. حارب التطرف والتشدد بالفكر الإسلامى الوسطى الصحيح.. استحدث ١٢ مركز بالأزهر لنشر صحيح الدين وإصدار الفتوى لمسلمى العالم.. وفى عيد ميلاده الـ ٧٦ تحية تقدير وإجلال ومحبة لإمام أهل السنة والجماعة.. إمامنا الأكبر الطيب. 

اقرأ أيضا| شيخ الأزهر يلتقي السفير المصري الجديد لدى صربيا

الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب مواليد 6 يناير 1946 محافظة الأقصر بصعيد مصر، الإمام الثامن والأربعون
للأزهر الشريف منذ 19 مارس 2010، والرئيس السابق لجامعة الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وهو أستاذ
في العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية
وعمل محاضرا جامعيا لمدة في فرنسا. ولديه مؤلفات عديدة في الفقه والشريعة وفي التصوف الاسلامى


ولد فضيلة الإمام أحمد الطيب، فى 6 يناير 1946، فى قرية القرنة، غرب محافظة الأقصر، ثم ألحقه والده بالتعليم الأزهرى، فتربى منذ نعومة أظافره على منهج الوسطية والاعتدال والتعدد.

واشتهر آل الطيب، بالزهد والتصوف، فحفظ الإمام الأكبر القرآنَ منذ الصغر، وقرأ المتون العلميةَ على الطريقة الأزهرية الأصيلة، حتى التحق بجامعة الأزهر وحصل على الليسانس فى العقيدة والفلسفة عام 1969، والماجستير فى العقيدة والفلسفة عام 1971، ثم الدكتوراة فى العقيدة و الفلسفة عام ١٩٧٧

وعقب تخرجه بجامعة الأزهر، عمل الإمام الطيب معيدا بقسم العقيدة والفلسفة من 2 سبتمبر 1969، ثم مدرسا مساعدا للعقيدة والفلسفة من 5 أكتوبر 1972، ثم مدرسا للعقيدة والفلسفة من 24 أغسطس 1977، ثم عمل أستاذا مساعدا من 1 سبتمبر 1982، ثم أستاذا من 6 يناير 1988. 

بعد ذلك انتدب الدكتور أحمد الطيب ليكون عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، اعتبارا من 27 أكتوبر 1990 حتى 31 أغسطس 1991، ثم انتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بأسوان فى الفترة من 15 نوفمبر 1995، وتجدد انتدابه عميدا للكلية نفسها من 9 نوفمبر 1997 حتى 3 أكتوبر 1999، بعدها عين عميدا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان فى العام الدراسى 1999 - 2000.

فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك، تقلد الطيب منصب مفتى جمهورية مصر العربية من 10 مارس 2002 حتى 27 سبتمبر 2003.

وفى 28 سبتمبر 2000، عين رئيسا لجامعة الأزهر، واستمر فى هذا المنصب حتى صدر القرار الجمهورى فى 19 مارس 2010، بتعيينه شيخا للأزهر، خلفا لفضيلة الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى.

وتولى الشيخ أحمد الطيب عددا من المهام الأزهرية الأخرى، منها رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضو الجمعية الفلسفية المصرية.

اشتهر فضيلة الإمام الأكبر بعلمه الغزير فى مجال العقيدة والفلسفة، حيث أصدر عددا من المؤلفات منها:

- الجانب النقدى فى فلسفة أبى البركات البغدادى.

- مباحث الوجود والماهيَّة من كتاب المواقف- عرض ودراسة، "القاهرة 1402هـ 1982".

- مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والماركسية "بحث" القاهرة سنة 1982م.

- مدخل لدراسة المنطق القديم -القاهرة- 1407هـ1987م.

- مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف - عرض ودراسة "القاهرة 1407 هـ 1982".

- بحوث فى الفلسفة الإسلامية بالاشتراك مع آخَرين، جامعة قطر، "الدوحة 1414 هـ 1993".

- تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازانى -القاهرة- سنة 1997.

كما أن للشيخ أحمد الطيب بعض الأبحاث المنشورة فى مجلات علمية محكمة، مثل:

- أسس علم الجدل عند الأشعرى "بحث منشور فى حولية كلية أصول الدين - القاهرة - العدد الرابع - 1987م"، التراث والتجديد - مناقشات وردود "بحث منشور فى حولية كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بجامعة قطر العدد الحادى عشر 1414هـ 1993 - أصول نظرية العلم عند الأشعرى "بحث" القاهرة 1407 هـ1982.

مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية .. تحقيق رسالة "صحيح أدلة النقل فى ماهية العقل" لأبى البركات البغدادى، مع مقدمة باللغة الفرنسية، نشر بمجلة المعهد العلمى الفرنسى بالقاهرة، الترجمـة، ترجمة المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوى، نشر بمجلة مركز بحوث السيرة والسنة، جامعة قطر، العدد الأول 1414 هـ1998م.

- ترجمة كتاب: Osman Yahya، Histoire et classification de l'oeuvre d'Ibn Arabi من الفرنسية إلى العربية بعنوان: مؤلفات ابن عربى تاريخها وتصنيفها، القاهرة 1413هـ 1992م. - ترجمة كتاب: Ptophetie et saintete dans la doctrine d'Ibn Arabi،Chodkiewiez من الفرنسية إلى العربية بعنوان: الولاية والنبوة عند الشيخ محيى الدين بن عربى، دار القبة الزرقاء للنشر، مراكش- المغرب، 1419هـ1998.

كان للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب العديد من المواقف، التى أكدت وسطتيه واعتداله، ومحاربته للأفكار التكفيرية. و تأتى وثيقة الاخوة الانسانية تأكيدا لدور الازهر فى نشر السلام بالعالم وفى مطلع عام 2019 كان لعودة العلاقات بين الأزهر الشريف والفاتيكان بعد غياب ست سنوات، تاريخًا جديدًا من خلال توقيع الإمام الأكبر والبابا فرنسيس الثانى وثيقة الأخوة الإنسانية بأبو ظبى، والتى توجت بعد عامين من تدشينها بقرار أممى نهاية العام الماضى باعتبار 4 فبراير ذكرى توقيعها كـ"يوم دولى للأخوة".

وقف الازهر فى عهد الامام الطيب موقف واضح تجاه  الإساءة للنبى الخاتم ورسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم بزعم حرية الرأى والتعبير، مؤكدًا  رفضه للاساءة للنبى الكريم و أن لولاه ولولا ما أرسل به من عند الله لبقيت الإنسانية فى ظلام وضلال إلى يوم القيامة، رافضا أن تكون رموز الدين الإسلامى ومقدساته "ضحية مضاربة رخيصة"، داعيا فى الوقت نفسه دول العالم لمراجعة قوانينها الخاصة بهذا الأمر و اكد  إن "الإساءة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم مرفوضة تمامًا، 

و على صعيد  مواجهته للداعين إلى تحريم تهنئة المسيحيين: قال  شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، إن هناك "خطابات لا يعرفها الإسلام تريد أن تختطف عقول الناس وتحرم عليهم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وغير ذلك مما أسميه كهنوت لا يمت للإسلام بصلة".و قال الإمام إنه "من الغريب أن نجد الآن من يسأل عن موقف القرآن والسنة النبوية من مسألة التعامل مع إخوتنا المسيحيين، لأن هذه مسألة محسومة وكل ادعاء يُحرم أصحابه تهنئة المسيحيين فى أعيادهم، وينهى عن أكل طعامهم ومصافحتهم ومواساتهم، وغير ذلك، هى أقوال متطرفة لا يعرفها الإسلام". و اعلن الطيب وقفه من النقاب مؤكدا  أن النقاب ليس فرض ولكنه مباح والفريضة هى الحجاب

 مؤسسات ازهرية ضد التطرف و فوضى الافتاء

استحدث الازهر الشريف فى عهد الطيب مؤسسات عصرية متطورة ساهمت فى تواصل الازهر بالعالم شرقه و غربه و ربط مسلمى الارض كافة بالازهر  و فض منازعات كادت ان تهدر ارواحا و تشعل ازمات فى الصعيد و باقى ربوع مصر و مساندة فقراء و معدمين و توفير حياة كريمة لهم تمشيا مع سياسة الدولة فى دعم الفقراء و من هذه المؤسسات

1. المنظمة العالمية لخريجي الأزهر.
2. بيت العائلة المصرية.
3. بيت الزكاة والصدقات المصري.
4. مجلس حكماء المسلمين
5. مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية والترجمة.
6. شعبة العلوم الإسلامية.
7. لجنة المصالحات العليا.
8. مركز الأزهر لتعليم اللغات الأجنبية.
9. مركز الحوار العالمي.
10. أكاديمية الأزهر الشريف لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى.
11. اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
12. مركز الأزهر للتراث والتجديد.

كلمة الحق التى صدح بها الازهر 

كان للازهر و مازال دورا و كلمة حق اطلقها فى كافة الاحداث محلية و عربية و دولية و منها دعم هيئة كبار العلماء الموقف المصرى للحفاظ على أمن مصر وسلامة ليبيا، وأمن المنطقة بأكملها، وتحليه بأقصى درجات الدبلوماسية، مؤكدا أن هذا الموقف ليس بجديد على دولتنا المصرية التى كانت ولا تزال سدا منيعا محافظا على أمن وسلامة الشعوب العربية والإسلامية، وبخاصة دول الجوار وأكد أن أى تدخل خارجى على الأراضى الليبية هو فساد فى الأرض ومفسدة لن تؤدى إلا إلى مزيد من تعقيد الأوضاع فى ليبيا وإراقة المزيد من الدماء وإزهاق الأرواح البريئة، مشدد على أنه يجب على العالم أجمع وفى مقدمته الدول الإسلامية والمؤسسات الدولية المعنية بحفظ السلم والأمن الدولى منع هذا التدخل قبل حدوثه؛ ورفض سطوة الحروب التى تقود المنطقة والعالم نحو حرب شاملة.

كما اعلن فضيلة الإمام الأكبر رفضه للفعل المشين الذي قام به رئيس حزب يميني في الدنمارك برميه للقرآن الكريم خلال فعالية نظمها متطرفون يمينيون في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وهو ما أدى إلى استفزاز عدد كبير من المسلمين الذين يقطنون المدينة.

وقال فضيلته على موقعى التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك: "أتعجب من هذه القلة المتطرفة التي تعكر صفو السلام العالمي وتعمل على خلق الاحتقانات بين أصحاب العقائد المختلفة".

وعلى خلفية القرار الأمريكي بنقل سفارتها للقدس ، دعا شيخ الأزهر لعقد مؤتمر عالمي عاجل حول القدس بمشاركة كبار العلماء في العالم الإسلامي ورجال الدين المسيحي والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، لبحث اتخاذ خطوات عملية تبطل شرعية هذا القرار المرفوض.

وأعلن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رفضه القاطع لطلب رسمي من نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، 

كما  صرح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لوكالة أنباء الشرق الأوسط فى أغسطس 2010، أن زيارة المسلمين والعرب إلى القدس في الوقت الراهن لا تحقق مصلحة، لأنها تتم في ظل احتلال إسرائيلي وبإذن من سلطات الاحتلال، بمعنى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هي المتحكمة في من يزور القدس ومن لا يزرها، وفي عدد من يزورونها، مشيرا إلى أنه يرفض زيارة القدس تحت الاحتلال.

قاد الإمام الأكبر "تحركا دوليا" ضد المجازر التي تعرض لها مسلمو "الروهينجا" في "ميانمار".

وقال "الطيب" في بيان له إن "الأزهر انطلاقا من التزامه برسالته العالمية، لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدى أمام هذه الانتهاكات بحق مسلمى الروهينجا"، مشددا على أن الأزهر سيقود تحركات إنسانية على المستوى العربي والإسلامي والدولي، لوقف المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار.

امام السلام 

وحرص الشيخ أحمد الطيب على تنظيم مؤتمر للسلام العالمي، برعاية ودعم الأزهر، من أجل نبذ التطرف، ونشر السلام والعمل على التخفيف من معاناة الضعفاء والفقراء والمحتاجين.

وتمكن من أن يجمع القادة الدينيين من كافة أنحاء العالم، وممثلي الطوائف الدينية في العالم، تحت سقف واحد، وبحضور البابا فرانسيس بابا الفاتيكان.

-موقف الأزهر ومصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية والدفاع عنها بالغالي والنفيس على أرض الواقع وفي المحافل الدولية. و كان الامام الطيب قد طالب جميع الفصائل الفلسطينية بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية، لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية في الوقت الراهن. و ناشد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الدول المحبة للسلام إلى الوقوف إلى حوار الحل العادل للقضية الفلسطينية، وحماية المسجد الأقصى من الاعتداءات المتكررة، 

و فى ظل التوجُّهات التي تدعي أنه يمكن أن يكون هناك    دين واحد يسمي  -بـ«الإبراهيمية»- أو الدين الإبراهيمي وما تطمحُ إليه هذه الدعوات –فيما يبدو– من مزج اليهوديةعدد والمسيحية والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس، ويُخلصهم من بوائق النزاعات، والصراعات التي تُؤدي إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والحروب المسلحة بين الناس، بل بين أبناء الدِّين الواحد، والمؤمنين بعقيدةٍ واحدة.

قال شيخ الأزهر إن هذه الدعوى، مِثلُها مثل دعوى العولمة، ونهاية التاريخ، و«الأخلاق العالمية» وغيرها – وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها دعوى إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته.. إلَّا أنها، هي نفسَها، دعوةٌ إلى مُصادرة أغلى ما يمتلكُه بنو الإنسانِ وهو: «حرية الاعتقاد» وحرية الإيمان، وحرية الاختيار، وكلُّ ذلك مِمَّا ضمنته الأديان، وأكَّدت عليه في نصوص صريحة واضحة، ثم هي دعوةٌ فيها من أضغاث الأحلام أضعافَ أضعافِ ما فيها من الإدراك الصحيح لحقائق الأمور وطبائعها.