الغريب فى قضية التأمين الصحى، أنه فى الوقت الذى لم تنجح فيه الحكومة، إلى الآن، فى تطبيقه، لدينا شركات خاصة محلية وعالمية وهيئات ونقابات تطبق النظام بنجاح باهر .
ويدفع المشترك فيها آلاف الجنيهات ليحصل على خدمة طبية علاجية مميزة . والتأمين الصحى ليس بدعة انما تطبقه الدول الاخرى بنجاح كبير . وليس غريبا أن يخرج الدكتور أحمد السبكى رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية ليحدثنا عن أن تكلفة مشروع التأمين الصحى الشامل الجديد بمحافظتى الأقصر وأسوان فقط بلغت 21.925 مليار جنيه ، بعد تسجيل 2.127 مليون مواطن وفتح 530 ألف ملف عائلى بالمحافظتين . كيف تكون التكلفة إذن لجميع محافظات مصر مع 110 ملايين نسمة !. أعتقد أنها لن تقل اذن عن 2 تريليون جنيه . وهو ما يثبط أى همة فى الإصلاح . فمن اين للدولة تدبير هذه المبالغ ؟!.
صحيح أن إصلاح النظام الحالى للتأمين الصحى يحتاج إلى بنية تحتية للمنشآت الصحية وتجهيزات طبية وأطقم طبية وتمريضية وفنية وإدارية مؤهلة . وهو ما يحتاج مبالغ ضخمة ، لكنك تحتاج إلى النظر فى أحوال المستشفيات الحكومية ومواجهة الفساد المستشرى فيها . تحتاج إلى إعادة نظر فى المنظومة الطبية بالكامل . تحتاج الى بحث ومقارنة علمية بين نجاح المبادرات الرئاسية فى علاج المرضى مجانا من خلال منظومة مثالية ، بينما تفشل المستشفيات الحكومية عن علاج مريض واحد ؟!.
لقد اهتم الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير منظومة الصحة ، ولا يترك مناسبة إلا ويوجه بتطويرها . وتبنى الرئيس برنامجًا طموحًا لتطبيق التغطية الصحية الشاملة لجميع المصريين فى مدة أقل من 10 سنوات بأعلى معايير الجودة العالمية . لكن من الواضح وجود خلل ما فى استيعاب المسئولين بالوزارة لعملية التطوير . حتى انه وبعد مرور 4 سنوات لم يتم التنفيذ إلا فى عدد قليل من المحافظات لا يتعدى أصابع اليد الواحدة . وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية بإذن الله .
دعاء : ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
