«روجينا» تروي حكاية «سناء جميل»

«روجينا» تروى «حكاية سناء»
«روجينا» تروى «حكاية سناء»

لم تكن يومًا نجمة شباك، ولكنها حفرت بصمتها فى وجدان الناس من خلال أدوارها المختلفة فى أعمالها الفنية؛ مثل: «بداية ونهاية»، و«فجر يوم جديد»، و«شيطان الخريف» ومسلسلى :«عيون» و«ساكن قصادى».

وما زال عشاق الفن الجميل يتذكرون أشهر مقولاتها مثل «يخربيتك يا حفيظة» فى فيلم «الزوجة الثانية»، و«احنا صغيرين قوى يا سيد» فى فيلم «إضحك الصورة...تطلع حلوة»، و»حمو التمساحة يلا» فى مسلسل «الراية البيضا».

إنها الفنانة القديرة الراحلة سناء جميل التى جعلت المخرجة روجينا بسالى تعمل على إعداد كتاب شامل عنها، خاصة أن أحدًا لم يهتم بكتابة سيرتها، وقد مر على وفاتها عشرون عاماً، وسناء إحدى أيقونات المسرح المصرى التى قال عنها عميد الأدب العربى د.طه حسين: حضرت مسرحية «زواج فيجارو» فى باريس، وحضرتها فى مصر، ولست أدرى إن كانت تمثل دور «سوزان» سيدة أم آنسة، لكنها تفوقت على نظيرتها الفرنسية، وكانت عظيمة لدرجة جعلتنى كأننى أشاهد المسرحية من خلال إحساسها،  فليس لأحد على تمثيلها سبيل.

تحكى روجينا فى كتابها «حكاية سناء» - الصادر عن بيت الياسمين- عن ميلاد سناء، حين  كان اسمها ثريا يوسف عطا الله يوسف، واختفاء والديها الغامض ودراستها فى مدرسة المير دى ديو» للراهبات، وطردها من منزل شقيقها بسبب دخولها معهد التمثيل، وكيف أن الفنان الراحل سعيد أبو بكر وزوجته تكفلا بها حتى تجد مسكنًا مناسبًا لها، وكيف استطاعت أن تعتمد على نفسها، وتعمل فى وظيفة إضافية إلى جانب التمثيل، حيث عملت فى «أتيليه» للأزياء وتعلمت تصميم الملابس وتنفيذها.

ويكشف الكتاب عن بداية دخولها عالم الفن السحرى بعد أن اكتشفها الفنان الكبير الراحل زكى طليمات الذى منحها اسم «سناء جميل».

وتروى «روجينا» كيف جاءت الفرصة لتحصل على دور «نفيسة» فى فيلم «بداية ونهاية» عن رواية الأديب العالمى نجيب محفوظ، وقد كان الدور سيذهب إلى الفنانة فاتن حمامة، لكنها اعتذرت عن عدم تمثيله للمخرج صلاح أبوسيف، لأنها وصفت الشخصية بأنها دميمة، إنما السبب الحقيقى أن «نفيسة» شخصية معدمة، وتعيش وأسرتها فى ذيل الطبقة الفقيرة المهمشة، وتجبرها الظروف وقسوة الأيام على العمل بالدعارة. بينما المغامرة كانت جزءًا مهمًا من موهبة أبو سيف وواحدة من أهم أسباب نجاحه.

فعلى الفور جاء بوجه نسائى جديد رأى فيه الموهبة والقبول والالتزام، وليست «نجمة أفيش»، ولم تكن معروفة لدى قطاع عريض من الجمهور خاصة جمهور السينما، وتتذكر «روجينا» حين شاهدت لقطات من جنازة سناء فى نشرة الأخبار، ولم يمح الزمن من ذاكرتها ذلك المشهد الذى وقف فيه الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس -زوجها- متمسكًا بالنعش رافضًا نزوله المقبرة وسط صياحه المؤلم «سيبوها ما تنزلوهاش». وتحكى المؤلفة كيف نشأت قصة حبهما؟

وتقول الكاتبة والمخرجة روجينا بسالى مؤلفة كتاب «حكاية سناء» للأخبار: يتحدث الكتاب عن أبرز المحطات فى حياتها الفنية، وعدد من المواقف الإنسانية والعملية التى جمعتها بأهل الفن، بالإضافة إلى أسرار جديدة عن حياتها الشخصية.

وتضيف: أنها قامت بإعداد فيلم تسجيلى عن سناء جميل قبل الكتاب الذى يختلف تماما عن الفيلم، وفقد أتاح لها فرصة لتقديم مادة جديدة وثرية عن الفنانة سناء جميل، حيث استغرقت شهورا من البحث وجمع المادة  لتقدمها فى هذا الكتاب الذى يضم عددًا من الصور النادرة، وأسرارًا عن حياتها المهنية والشخصية تكشف للمرة الأولى.

اقرأ ايضا | لماذا هتف الروس لسناء جميل؟!.. «نفيسا نفيسا»