«اخسر بصرك بـ 15 جنيه».. شراء نظارت طبية من الرصيف يؤدي للعمى

أرشيفية
أرشيفية

◄ رئيس شعبة البصريات: لا يصرح بمزاولة مهنة النظارات الطبية سوى لخريجى معاهد البصريات
◄ أسعار الرصيف تبدأ من 15 جنيها إلى 100 

 

مصطلح «متنتجات الرصيف»، لم يعد قاصرا على العبوات زهيدة الثمن من الأغذية والمنظفات وأدوات التجميل، لكن بات يشمل أيضا بعد المنتجات التي قد تتاسبب في كارثة مباشرة للمواطنين ومنها النظارات. 
 
بعد أن كانت النظارات تتواجد فى أسواق بعينها، أصبحت تباع في كل مكان دون أدنى رقابة، وأصبحت فروشات الرصيف للنظارات ملجأ الكثير من المواطنين، خاصة مع ارتفاع أسعار مثيلاتها في المحال المعروفة، ورغم التحذيرات المشددة من مخاطرها وأضرارها البالغة على العين والتي قد تصل إلى الإصابة بالعمى، إلا أن الإقبال عليها لايتوقف، وأسواقها تزداد وتنتشر، سواء طبية أو شمسية.

 

لا يخلو رصيف أو نفق أو كوبري مشاة وأمام محطات المترو من بائعي النظارات المختلفة الألوان والأشكال والمواصفات وحتى الأسعار، وتبدأ أسعارها من 15 وحتى 100 جنيه في بعض الأحيان والمناطق، ويلجأ لها كثيرون طمعا في الحصول على نظارة ليست بمئات الجنيهات من النظارات الأصلية أو حتى الـ«First Copy»  الألاف، غير مهتمين بكونها مناسبة أم لا، وماذا ستسببه لهم من أضرار لكونها مصنوعة من خامات غير معتمدة ومواد بلاستيكية معاد تدويرها في بعض الأحيان.

 

تقول «أم محمود» ربة منزل، أنها اعتادت منذ سنوات على شراء نظارة للقراءة من أحد الباعة الموجودين بالعتبة، تستخدمها بنظام ثم تقوم بتغييرها عندما تخدش عدساتها، مضيفة: «أسعار النظارات في المحلات غالية، وعشان أمشي ورا الدكاترة وأغيرها كل شوية، مع كشف ومتابعة عند الدكتور مش هنخلص، وهيكون باب مصاريف يتفتح علينا».

 

وأكدت «أم محمود» أن النظارة التي تستعملها كان يشتريها لها زوجها بـ 8 جنيهات، واليوم وصلت 25 جنيها، «دي بتكبر الكلام شوية ودا اللي أنا عايزاه، مش أكتر، ولما عيني بتلتهب بحط أي قطرة موجودة في البيت».

 

اقرأ أيضا| أستاذ طب وجراحة العين: لماذا نقبل الفرز الثالث من «القرنية»؟ 

 

50 جنيها بدلا من 1500
وأشار الحاج محمود أن عينيه أصيبتا بالتهابات، وبعد أن ذهب للطبيب قال له أنه بحاجة إلى نظارتين واحدة للقراءة وأخرى للمشي، وذهب إلى إحدى المحال المحيطة به، وجد أن تكلفتهما تتجاوز الـ 1500 جنيه.

 

وتابع: «الأسعار عالية أوي، أنا دافع كشف ومصاريف علاج، وهتكمل كمان بالنظارات، فقررت أني أشتري من الناس اللى واقفة في الشارع دي، وهي حقيقي مش موضحة الرؤية بشكل كامل ، بس مش وحشة، وسعرها ماكملش الـ 50 جنيه».

 

شاهد أيضا| 

 

توغل الباعة
وأوضح محمد عبدالظاهر رئيس شعبة البصريات بالغرف التجارية أن هؤلاء الباعة أصبحوا متوغلين في كل محافظة، بعد أن كانوا يتمركزون في وسط القاهرة وأسواق العتبة والموسكى، وأرجع هذا بسبب ضعف الرقابة والتفتيش من قبل مديريات الشئون الصحية.

 

وعلق على أن المشكلة في أن التفتيش يكون عادة على المحال التجارية المسجلة، أما الباعة الجائلين فليس لهم حتى محلات، وبالتالي لا يوجد رقابة عليهم من وزارة الصحة، منوها أن يكون التفتيش على كل من يعمل في هذا المجال حفاظا على صحة الناس، متسائلا: «فكيف أن تباع نظارة علاج للعين على الرصيف وفي الشارع».

 

وأوضح رئيس شعبة البصريات أن لكل نظارة مقاييس مختلفة، ولكل حالة تشخيص مختلف، ولا يوجد مقياس موحد كما هو موجود على الرصيف بأرقام ثابتة، لافتا إلى أن بعض الباعة قد لا يجيدون حتى القراءة ولا الكتابة ليعرف العيوب البصرية للزجاج وأنواع العدسات والشنابر، قائلا «بلغ الأمر أن بعض الباعة يأخذ الروشتة من الزبون ويقوم بعمل النظارة في أي مكان مجهول الهوية».

 

وأشار إلى أن كل هذا مستورد من الخارج من عدسات وشنابر ونظارات شمسية وأغلبها صيني، ويتم تدوين أي بيانات عليها لإيهام المشتري أنها جيدة، أو أنها من دول معينة. 

 

وناشد عبد الظاهر وزير الصحة ومديريات الشئون الصحية على مستوى الجمهورية بتشديد الرقابة على بيع النظارات الطبية والشمسية المباعة على الأرصفة، وكل من يزاول مهنة العمل في النظارات بدون تصريح يتم ضبطه وفق القانون رقم 193 لسنة 95، والذي تنص المادة 23 منه على أن " كل من زاول مهنة تجهيز النظارات الطبية أو بيعها أو فتح محلا بدون ترخيص يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز ثلاث أشهر وبغرامة لا تزيد علي عشرين جنيها مصريا أو مائتي ليرة سورية أو بإحدى هاتين العقوبتين وفي جميع الأحوال يحكم القاضي بإغلاق المحل ونزع لوحاته ومصادرة الأشياء المتعلقة بالمهنة».

 

لافتا إلى أن من يعمل في النظارات لابد أن يكون معه دبلوم بصريات عالي أو متوسط أو فوق متوسط، ولا يصرح لأي شخص بمزاولة مهنة النظارات لطبية إلا إذا كان خريج أحد هذه المؤهلات.

 

وأكد أن لهذه النظارات سواء نظر أو شمس أضرارها البالغة على العين، لما يتم استخدامه فيها من خامات وزجاج غير مطابق للمواصفات، بعضها قد يسبب العمي، وتبدأ في بعض الأحيان بارتفاع في ضغط العين يؤدي إلى العمي، وتدمير للشبكية.

 

شاهد أيضا|