عاجل

خواطر

ماذا عن تناقض توقعات مفاوضات النووى الإيرانى؟

جلال دويدار
جلال دويدار

مع تباشير العام الجديد.. كل الأمانى والتمنيات بأن تتواصل مسيرة نهضة مصر المحروسة.. الحافلة بإنجازات تحقيق الآمال والتطلعات. اتصالا فإن هذه الآمال تشمل خلاصنا من الكورونا وإيجاد حلول سلمية لقضايا الصراع والتوتر التى تسود العالم. حول هذا الشان تبرز أزمة الملف النووى الايرانى وما يرتبط به من تهديد لأمن واستقرار الشرق الاوسط وهى القضية التى على ضوء خطورتها أتناولها بالتعليق اليوم.
 إنه ورغم التصريحات الأخيرة التى تتسم بالتفاؤل الصادرة عن الجانب الإيرانى فى هذه المفاوضات.. يمكن القول إنها وفى ظل غياب اليقين فيما يتعلق بما يدور.. مازالت تواجه أخطار المجهول. لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما يمكن أن تصل إليه المفاوضات حول هذه الأزمة فى ضوء حالة التناقض والتوقعات السائدة.
ليس غائبا أن هذه المفاوضات الدائرة منذ شهور والتى تدور فى حلقة مفرغة.. بين أمريكا ومن ورائها الدول الغربية الكبرى كطرف أول وبين إيران الملالى كطرف ثان وبمشاركة كل من دولتى روسيا والصين كقوى نووية عظمى. كل هذه الأطراف المشاركة لا تتمنى فشل هذه المفاوضات تجنبا للتورط فى مواجهة عسكرية مدمرة.
وفقا للتحليلات والتعليقات وما يتم تداوله عن سير هذه المفاوضات فإنها تعانى من تعمد إيران تضييع الوقت لاتاحة الفرصة امامها لانتاج السلاح النووى ووضع العالم أمام الأمر الواقع. إن ما يؤكد ذلك تلك التقارير التى تتحدث عن ارتفاع معدلات تخصيب اليورانيوم وصولا إلى متطلبات تحقيق هذا الهدف.
معارضة ومناهضة أمريكا والغرب لبرنامج إيران النووى تستند إلى تطرف النظام الحاكم فى طهران وما يمارسه من تهديد للأمن والاستقرار خاصة بمنطقة الخليج ذات الاهمية الاقتصادية الاستراتيجية. يضاف الى ذلك الضغوط الشديدة التى تمارسها إسرائيل مستهدفة توجيه ضربة عسكرية من واقع العداء المتبادل بينها وبين النظام الإيرانى.
تل أبيب تمارس نفوذها القوى وكل أنواع الضغوط المتاحة على امريكا للوقوف الى جانب نيتها ورغبتها فى توجيه هذه الضربة العسكرية الى النظام الايرانى لاجهاض مخطط انتاج السلاح النووى.  
بالطبع فإن ما يثير الخشية من الحرب.. ما يمكن أن تؤدى إليه من أخطار مدمرة تطول دول المنطقة واسرائيل نفسها. ليس هذا فحسب وإنما يضاف اليه ما قد تتعرض له حركة الملاحة ببحر العرب الذى يعد شريانا بحريا لنقل النفط الى دول العالم الغربى وحلفائه.
من هنا فإن حل أزمة القنبلة النووية الايرانية مازال حائرا بين الضغوط السياسية والأمنية ومحظورات النتائج التى يمكن ان تترتب على أى عمل عسكرى. ارتباطا فإن جميع الأطراف يأملون انهاء هذ الكابوس بالتوصل الى تعديل الاتفافية. كما هو معروف فإن هذه الاتفاقية تعرضت للإلغاء من جانب الرئيس الأمريكى السابق ترامب إرضاء واستجابة لإسرائيل وإحساسا بعدم الالتزام ببنودها.. سعيا لحيازة النظام الإيرانى للسلاح النووى.