الحاضر الغائب .. أسامة أنور عكاشة

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة

رضوى خليل

أثر بأعماله في وجدان الجمهور المصري والعربي رغم رحيله منذ أكثر من 11 عاما.. إنه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذي ترك بصمة في تاريخ الدراما المصرية، ففي فترة الثمانينيات والتسعينيات، لم يخل وقتها موسم رمضاني إلا ونجد عملاً تليفزيونيًا من تأليفه، وأصبحت أعماله متواجدة بقوة في كلاسيكيات الدراما العربية..   

ولد أسامة أنور عكاشة، أو كما كان يلقب «زعيم دولة الدراما المصرية والعربية»، في 27 يوليو لعام 1941، وحصل على ليسانس الآداب من قسم الدراسات النفسية والإجتماعية عام 1962، وعمل بعد تخرجه أخصائيًا إجتماعيًا في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم مدرسا في أحد المدارس، ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ، ثم للعمل كأخصائي إجتماعي في رعاية الشباب بجامعة الأزهر، ثم قدم إستقالته ليتفرغ للكتابة والتأليف، وكان له مقالًا أسبوعيًا بجريدة «الأهرام»، وكانت لدراسته أثر كبير في كتابته، حيث كان يحلل الشخصيات ويستعرض مستقبل الشخصيات وتحولاتها وماضيها، فتكون محبوكة كأنها سرد لقصة حقيقية.

طفولة منعزلة

قال أسامة أنور عكاشة في لقاء تلفزيوني نادر له، أنه كان يستمتع بالقراءة قبل أي شيء آخر وهو في سن صغيرة، لذا قضى معظم وقته منعزلا عن الآخرين مفسرا ذلك بأن الإنسان يجب أن يكون لديه إستعداد فطري، وموهبة تساعد مع مكتسبات الحياة والخبرة على الإبداع.

أعمال لا تنسى

بدأ كاتب قصة من أوائل الستينيات، وتحول في أواخر السبعينيات إلى الكتابة للتلفزيون، ومن أشهر أعماله الدرامية، «رحلة أبو العلا البشرى, ضمير أبلة حكمت, ليالي الحلمية، النوة، الشهد والدموع, الراية البيضا، أنا وأنت وبابا في المشمش، زيزينيا, أرابيسك, عفاريت السيالة, مازال النيل يجري.. والمصراوية وغيرها من الأعمال التي أثرت في تاريخ الدراما، ومن أعماله الروائية «خارج الدنيا، أحلام في برج بابل، منخفض الهند الموسمي»، ومن أعماله السينمائية «كتيبة الإعدام، تحت الصفر، الهجامة, الطعم والسنارة، الإسكندراني»، ومن أعماله المسرحية «القانون وسيادته، البحر بيضحك ليه، الناس اللي في التالت».

نهاية الرحلة

بعد مسيرة طويلة من النجاح، رحل «شيخ كتاب الدراما المصرية والعربية» عام 2010، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، وبعد رصده عدد كبير من القضايا الإجتماعية والوطنية، مثل الهوية في «أرابيسك»، وتأثير قوة رأس المال الناتج للانفتاح الإقتصادي في مواجهة القيمة الثقافية في «الراية البيضا»، والحب والفوارق الإجتماعية بين الطبقات في «الحب وأشياء أخرى»، ومكونات الشخصية المصرية والتغيرات التي طرأت عليها عبر تغير الأنظمة والظروف السياسية والإجتماعية في «ليالي الحلمية».

الحاضر الغائب

بعد 11 عاما على وفاته، أعلنت نسرين إبنة الكاتب الراحل، تعاقد المخرج رؤوف عبد العزيز على تقديم فيلم «الباب الأخضر»، إحدى مؤلفات والدها  التي لم تخرج إلى النور، وعن هذا العمل قالت: «(الباب الأخضر) من الأعمال الفنية المحببة لدى والدي، ومن أقدمها وأهمها في نفس الوقت، حيث يعود تاريخ كتابة الفيلم إلى نهاية الثمانينات، وعلى الرغم من ذلك يحتوي على رؤية عصرية في تقديم أفكاره، حيث يعد فيلما لكل زمان، لكونه يحتوي على مفاهيم وإسقاطات مستقبلية رغم مرور الزمن لا تزال موجودة في وقتنا الحاضر».