أموال الدم فى البيت الأبيض.. دولارات شركات الأدوية لسياسيى أمريكا

احتجاجات أمريكية ضد تفويض اللقاحات الحكومى
احتجاجات أمريكية ضد تفويض اللقاحات الحكومى

دينا توفيق

يوما بعد يوم تتكشف الحقائق وتتساقط الأقنعة لتتضح الصورة وربما سيظل جزء حبيس الأدراج، يظهر فى هيئة وثائق مسربة واحدة تلو الأخرى، ما كان شكا سيؤكد وما كان لغزاً ستحل طلاسمه.. ما حدث فى العالم منذ ديسمبر 2019، بتفشى فيروس كوفيد-19؛ صدمة ارتطمت برأسه ما تسبب فى حالة من الارتباك والفزع، جعلته بين الحياة والموت.. طوق النجاة الوحيد الوصول إلى لقاحات سريعًا تقلل من حدة أعراض هذا الوباء المستجد الشرس.. ومن هنا بدأ السيناريو للتغيير إلى نظام عالمى تسيطر عليه حفنة من النخبة تقود وتتحكم فى كل شيء حولنا حتى فى أجسادنا.

وسط كل هذا، بين حين وآخر تظهر صراعات هؤلاء فى تصريحات معلنة يصفها إعلامهم بالمزحة أو أخبار مدعومة بالوثائق والأدلة، يحاولون حذفها مثلما حدث فى نوفمبر 2020، عندما تم حذف دراسة جامعة اجونز هوبكنزب الأمريكية التى توضح أن جائحة كوفيد-19 ليس لها تأثير على معدلات الوفيات فى كبار السن عقب تفشى الوباء داخل الولايات المتحدة كما هى من قبله، وإن كانت هناك زيادة طفيفة، وأرجعت الدراسة هذه الزيادة الطفيفة إلى إجراءات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) التى أدت إلى امتلاء المستشفيات بحالات كورونا وعدم توفير الرعاية الصحية اللازمة والكشف الدورى لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والجهاز التنفسى والإنفلونزا الموسمية والالتهاب الرئوى، والتى تم تسجيلها على أنها وفيات نتيجة الإصابة بكوفيد-19. ونُشرت الدراسة فى 22 نوفمبر واعتمدت على مستندات من المدير المساعد لبرنامج الماجستير فى الاقتصاد التطبيقى بجامعة جونز هوبكنز اجينيفيف برياند”. 

والآن، مع تحور الفيروس وظهور سلالة اأوميكرونب أوصت منظمة الصحة العالمية بجرعة معززة، فيما خرج الرئيس التنفيذى لشركة فايزر ألبرت بورلا، بالإعلان عن ضرورة تلقى جرعة رابعة فى أقرب وقت ممكن دون الانتظار لمرور عام على تلقى الجرعة الثالثة.. ولن ينتهى الأمر عند هذا الحد، فمع تحور الفيروس من سلالة إلى أخرى سيحتاج الأمر إلى جرعة تنشيطية إجبارية، ظاهريًا يبدو الأمر الواقع يفرضها على الجميع ولكن توغل المال الأسود من قبل منظمة ابتكار التكنولوجيا الحيوية إلى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020 وما أعقبها فى البيت الأبيض وسياسته. حيث تم الكشف بالتفاصيل فى أحدث الإقرارات الضريبية لمنظمة ابتكار التكنولوجيا الحيوية، التى تمارس ضغوطًا نيابة عن افايزرب واموديرناب واجونسونب وغيرها من شركات التكنولوجيا الحيوية الرائدة المشاركة فى أعمال علاج فيروس كوفيد-19 على الإدارة الأمريكية وصانعى القرار. لطالما عملت المنظمة كصوت مؤثر فى صناعة التكنولوجيا الحيوية فى الكابيتول هيل وأصبحت مؤخرًا الوجه العام لإنتاج اللقاحات وسط أزمة الجائحة.

يُظهر الإفصاح الضريبى أن منظمة ابتكار التكنولوجيا الحيوية قدمت نصف مليون دولار إلى منظمة Majority Forward غير الربحية التى تعمل على انتخاب الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ. كما منحت المنظمة مبلغ 250 ألف دولار إلى American Bridge 21st Century ، وهو موقع إلكترونى لفحص الحقائق والبحث الديمقراطى والذى كان الراعى لإعلانات الحملة الرئاسية ودعماً لحملة المرشح الديمقراطى آنذاك اجو بايدنب وحزبه خاصة خلال انتخابات ولاية جورجيا. كما حصل Center Forward، على 35 ألف دولار من المنظمة الذى كان له دور فعال فى دعم الديمقراطيين المحافظين المعارضين لسياسات التفاوض الواسعة بشأن أسعار الأدوية المقترحة خلال العام الجارى كجزء من قانون اإعادة البناء بشكل أفضل”.

كان الإنفاق جزءًا من دفعات أموال الأدوية التى دخلت السياسة من خلال مجموعات الضغط التى دفعت حصتها بعد الانتخابات، وقف العديد من الديمقراطيين البارزين، بما فى ذلك النائبة استيفانى مورفىب من فلوريدا والنائب اريتشارد نيلب من ماساتشوستس، مع منظمة ابتكار التكنولوجيا الحيوية ضد مقترحات تقاسم حقوق ملكية اللقاحات مع البلدان منخفضة الدخل. وفى الآونة الأخيرة، احتوى قانون إعادة البناء بشكل أفضل الذى أقره مجلس النواب على نسخة مخففة من الاقتراح الديمقراطى الأصلى لمفاوضات أسعار أدوية ميديكير؛ حيث يسمح هذا الاقتراح بمفاوضات محدودة لعدد محدد من الأدوية. ومع ذلك، لا تتضمن الأحكام عقوبة ضريبية على شركات الأدوية التى لا تتمكن من خفض أسعار التأمين الخاص.

فيما تلقت منظمة One Nation، غير الربحية المرتبطة بالسناتور اميتش ماكونيلب، ولاية كنتاكى تمويلات فى صورة تبرعات ومنح بلغت 250 ألف دولار من منظمة ابتكار التكنولوجيا الحيوية أثناء الانتخابات. قامت المجموعة بتحويل الكثير من أموالها إلى الجان العمل السياسىب التى تدعم الجمهوريين فى مجلس الشيوخ المشاركين فى السباقات المتنازع عليها. ولم يتم الكشف عن أموال الحملة خلال انتخابات 2020، إلا فى نموذج 990 الضريبى بعد أكثر من عام من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع. ولا يزال المصدر الحقيقى للمال محجوبًا. ويتم تمويل المنظمة من خلال المساهمات السنوية من قبل شركات التكنولوجيا الحيوية، التى تأخذها ستارًا لإخفاء الهوية ومشاركتهم السياسية. جمعت منظمة ماكونيل أكثر من 77 مليون دولار العام الماضى. فيما جمعت المنظمة أكثر من 172 مليون دولار عام 2020، من خلال عدة مساهمات من ثمانية أرقام من مانحين مجهولين، بما فى ذلك واحد قدم 33 مليون دولار وواحد قدم 13,5 مليون دولار، وفقًا لإقرار ضريبى جديد حصلت عليه موقع CREW الأمريكي، الذى يستهدف باستخدام الإجراءات القانونية المسئولين الحكوميين الذين يضحون بالصالح العام من أجل مصالحهم الخاصة والمكاسب الشخصية. 

وكشفت شركة اجونسون آند جونسونب طواعية أنها قدمت ما لا يقل عن نصف مليون دولار العام الماضى إلى المنظمة؛ الذى ذهب ثلثه إلى الضغط أو الدعوة السياسية المباشرة. كما تكشف موديرنا أيضًا طواعية عن دعمها للمنظمة عن طريق كبير مسئولى الأعمال فى شركة فايزر اجون يونجب، وعضو فى مجلس إدارة المنظمة. سعى موقع اذى انترسبتب الأمريكى إلى التواصل مع منظمة ابتكار التكنولوجيا الحيوية للرد على التقارير إلا أنها لم تستجب لطلب التعليق.

فيما يأتى التحول الكبير فى تبرعات الحملة مع انتقال المنظمة للقيادة والتحكم فى توزيع اللقاحات حول العالم. وفى الصيف الماضى، وفقًا لما ذكره موقع اذى هيلب الأمريكى، تقاعد النائب الجمهورى السابق اجيم جرينوودب، من ولاية بنسلفانيا، من منصبه كرئيس جماعات الضغط فى المنظمة بعد أن شغله لفترة طويلة وحقق ما يقرب من 2,5 مليون دولار سنويًا. وخلفته فى إدارة المنظمة الآن الدكتورة اميشيل ماكمورى هيثب وهى مديرة تنفيذية سابقة فى شركة جونسون آند جونسون. وعلى مدى العامين الماضيين، قادت منظمة ابتكار التكنولوجيا الحيوية مسئولية تشكيل سياسات اللقاحات للشركات والدفاع عنها. تدير المنظمة مؤسسة COVIDVaccineFacts.org  وقد عارضت بشدة مقترحات السياسة التى قد تحد من إمكانية تحقيق أرباح من مبيعات اللقاحات، مثل تحديد سقف لأسعار الأدوية. وهاجمت بشدة اقتراح صانعى اللقاحات لمشاركة تركبيات اللقاحات وأسرار الملكية الفكرية اللازمة لإنتاجها عامة بتكلفة أقل للبلدان منخفضة الدخل. وسخرت رئيسة المنظمة الجديدة من الاقتراح المقدم من نشطاء الصحة العامة باعتباره من بين الإيماءات الفارغة التى لن تحل جائحة كوفيد وقد تم الاستشهاد بها بشأن الدفع الذى يركز على الصناعة للحفاظ على قواعد منظمة التجارة العالمية، التى تقيد الاستخدام المفتوح للقاح بسبب الملكية الفكرية؛ فى حين أن دولا غنية مثل اليابان والولايات المتحدة، قد اشترت بسهولة لقاحات أكثر من حاجاتها، فيما كافحت البلدان منخفضة الدخل للحصول على تكلفة أقل. وأفادت منظمة الصحة العالمية أن أقل من 6% من سكان القارة الأفريقية تم تطعيمهم ضد كوفيد. وفى وقت سابق من هذا العام، شجع أعضاء جماعات الضغط فى المنظمة إدارة بايدن على فرض عقوبات تجارية على البلدان التى فرضت قيودًا على الأسعار أو تشارك فى إنتاج لقاحات عامة دون موافقة شركات الأدوية الأمريكية. وبعد سلسلة من الاجتماعات مع إدارة بايدن والكونجرس ومسئولى التجارة الدولية، قالت ميشيل هيث إن أى محاولات لمشاركة الملكية الفكرية للقاحات الن يغتفرب. . ووفقًا للموقع الأمريكي، تُظهر الإفصاحات أنه فى الأشهر الأولى من انتشار الفيروس فى الولايات المتحدة، تحركت جماعات ضغط للمنظمة لتشكيل مجموعة واسعة من القضايا حول تطوير اللقاح وتسعيره والمسئولية القانونية والشفافية.. وعلى الرغم من الدعم الضخم من دافعى الضرائب للعلوم الأساسية وموظفى البحث وصناديق التنمية وأموال التصنيع المستخدمة لإنتاج لقاحات كوفيد، فقد ضمنت الصناعة بيئة سياسية تجعل الشركات الخاصة هى المالك الوحيد لتكنولوجيا اللقاحات، مع التحكم فى السعر ومستوى الإنتاج.

وحقق نجاح اللقاحات مكاسب مالية غير مسبوقة لصانعيه حيث وجد تقرير حديث من تحالف لقاح الشعب، أن شركة فايزر وبايوتنك وموديرنا، تحقق أرباحًا مجمعة بلغت 65 ألف دولار كل دقيقة. بينما من المتوقع أن يصل حجم أرباح فايزر وحدها 33,5 مليار دولار من لقاحها هذا العام، مما يجعلها المسيطر الأول على العالم.