»ان الاخوان كانت ام التنظيمات الاسلامية في العالم»‬ »‬وهي التي فرخت بقية التنظيمات بعد ذلك»، »‬وبداية الانحرافات جاءت من داخل الاخوان انفسهم» المرحلة المصيرية التي تعيشها مصر والمنطقة العربية تشهد تحولات كثيرة تفوق الخيال.. فلقد ازداد الخلط فيها حتي ان التقارير اشارت الي اختلاط الحابل بالنابل.. وعتمت فيها الرؤي وتشابكت الطرق وضاع الشباب وسط هذا الضجيج العالي من التيارات الفكرية ـ خاصة الدينية منها ـ وزاد في غبش الرؤية ضيق الحياة  الاقتصادية الذي دفع بالشباب الي اليأس، وتلمس اي طريق يغيبون فيه عن واقعهم الاليم والساحة مليئة بالتيارات المختلفة التي خرج الكثير منها من عباءة الاخوان المسلمين وان كان في كل واد بعيد ـ فكريا وتنظيميا ـ وزاد الخلاف بين الجماعات وفي نفس الوقت زادت زاوية الانحراف عن الهدف.. وهو الدين الحنيف ونسوا وتناسوا حديث رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم.. »‬تختلف امتي الي بضع وسبعين شعبة كلهم في النار إلا شعبة واحدة: من استمسك بكتاب الله وسنتي» واعتقد كل انه علي حق.. واتهم الاخرين بالبطلان. ووقف الاخوان المسلمون يرفعون شعارهم الشهير بين الجماعات والهيئات  الاسلامية »‬دعونا نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه» وهو شعار يحاولون  به الامساك بموقع الريادة وتوجيه دفة الامور لصالحهم دون محاولة الوقوف لتصحيح المسار او تلافي السلبيات او تقويم الانحراف الذي استفحل امره في مجال الحركة الاسلامية حتي اصبحت توصم بالعنف والارهاب في كل بلاد الدنيا.. وكان سبب هذا كله وقوع الكثيرين إما في افراط شديد واما في تفريط مخل ..  لهذا كله فانني اري انه ان الاوان لأوقف محذرا وفاتحا المنافذ للشمس والهواء النقي ان يدخل الي سراديب هذه الجماعة التي عفن هواؤها وتعطنت رائحتها وحتي تكون تجربتي معهم نذيرا للشباب ان يتلمس خطاه.. وان يري مواقع اقدامه قبل ان يخطو وألا يلغي عقله ولا كيانه ليعطي السمع والطاعة لأحد أياً كان . وبداية فانني اعتبر ان الاخوان كانت ام التنظيمات الاسلامية في العالم العربي لانها اقدمها وهي التي فرخت بقية التنظيمات بعدذلك وبداية الانحرافات جاءت من داخل الاخوان انفسهم.. ان مشواري مع الاخوان بدأته منذ عام 1951 حتي خرجت من السجن ـ اي ثلاثة وعشرين عاما ـ لأنفي عن نفسي اية مسئولية تجاه ما حدث ولكني اقدمه ـ كما قلت ـ لشبابنا الذي بات تتقاذفه تيارات متعددة ترتدي ثوب الاخوان ولا يعرفون عن أهدافها شيئاً   ويلقون بأنفسهم في خضم اهوال لا ينبغي لهم ان يتورطوا فيها. السطور السابقة هي من مقدمة مذكرات علي عشماوي احد قادة التنظيم الخاص بتنظيم الاخوان الارهابي الاجرامي الدموي الصادرة عن مؤسسة دار الهلال الطبعة الثانية لهذا العام.. وهي سطور جاءت في الوقت المناسب علي حد تعبيره هو في هذه المقدمة  .. والتنظيم الخاص للاخوان  هو بمثابة الجناح العسكري علي شاكلة  كتائب عز الدين القسام التي تعتبر الجناح العسكري لحركة حماس.. واود ان اضع تحت مسمع وبصر اصدقائي القراء الافاضل ـ خاصة الشباب منهم ـ  التعبيرات التي وردت علي لسان صاحب هذه المذكرات التي كشفت المستور عن هذه الجماعة مثل »‬عباءة الاخوان المسلمين»، »‬سراديب الجماعة التي عفن هواؤها وتعطنت رائحتها»، »‬السمع والطاعة»، وبذلك يكون قد شهد شاهد من اهلها، وتحقق في شأن هذا التنظيم المثل القائل »‬اهل مكة أدري بشعابها».