«الرقبية».. مهنة تواجه شبح الانقراض بسبب «التروسيكلات»   

«الرقبية».. مهنة تواجه شبح الانقراض بسبب «التروسيكلات»
«الرقبية».. مهنة تواجه شبح الانقراض بسبب «التروسيكلات»

مهنة مختلفة اشتهر بها حى الساحة بمدينة الفيوم فى سبعينيات القرن الماضى، كان يتهافت عليها جميع من يعملون فى السيارات الكارو أو آلات الجر التى يتم استخدام الحصان والحمار فيها، فهى كانت بمثابة "الفرامل" التى يستخدمها "العربجى" لإيقاف الحصان، إنها مهنة "السروجى البلدى" والذى يقوم بتصنيع "الرقبية" التى توضع فى رقبة الحصان أو الحمار وهناك من يسميها آلة الجر، أصبحت فى عداد المهن التى شارفت على الانقراض فى محافظة الفيوم، بسبب اتجاه معظم أصحاب العربات الكارو إلى شراء التريسكلات للعمل عليها بدلا من استخدام العربات القديمة.

اقرأ أيضا |  استعدادات الفيوم لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية الفيوم

 

يقول محمود حنفى محمود 51 سنة "سروجى بلدى" يقوم بتنصيع "الرقبية" أن هذه المهنة يعمل بها منذ الصغر حيث كان شقيقه الأكبر يعمل بها أيضًا وأخذها عنه، مشيرًا إلى أن الإقبال عليها فى السبعينيات والثمانينيات كان كبيرًا وكنا لا نتمكن من تنفيذ الطلبيات بسبب كثافة الإقبال، ومع مرور الوقت وظهور "التروسيكلات" التى أصبحت بديلا عن العربة الكارو، ضعف الإقبال وأصبحت أعمل بالطلب بعد أن كنت ملك هذه المهنة أنا وشقيقى.

ويشير إلى أن مهنة "السروجى البلدى" تعتمد على صناعة "الرقبية" والتى يتم وضعها فى رقبة الحصان أو الحمار وتسمى آلة الجر وتستخدم من خامات الجلد وقش الأرز "العفش" والشعر والخيط، وتباع الواحدة حسب الخامة وتبدأ الأسعار من 60 جنيها إلى 150 جنيها، والواحدة تستغرق يومًا كاملا لصناعتها وتسليمها للزبون، لافتا إلى أنه يقوم بشراء الخامات من منطقة المدابغ بالفيوم كالجلود وقش الأرز، ويقوم بتفصيل "الرقبية" على قالب مخصص لها يوجد فى ورشته، ويسلمها للزبون حسب خامتها.

ويتابع "محمود" أن لديه من الأبناء 4 توفى منهم 2 محمد وياسمين فى حادث احتراق منزل بسبب أسطوانة غاز، ولديه الآن بنتين آية 23 سنة، ونجلاء 13 سنة، لافتا إلى أنه من الممكن أن يجلس لمدة أسبوع كامل بدون عمل بسبب ضعف الإقبال على شراء "الرقبية" حتى تحول إلى القيام بالبيع بنظام الطلب ترشيدًا للنفقات وتكون مصنعيته فى الواحدة من 40 إلى 50 جنيها وتستغرق يومًا كاملا فى تصنيعها.

ويتمنى "محمود" أن تعود مهنته التى لا يعرف غيرها إلى سابق عهدها، خاصة وأنه يعلم أنها في طريقها للانقراض قائلا: "المهنة فى النازل والشغل بيعتمد على الرزق وربنا بيرزق رغم ضعف الإقبال علشان ده رزق أولاد".