أسامة الأزهري يحسم الجدل حول حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد

الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإسلامية
الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإسلامية

تحدث الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإسلامية، عن حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد،  مشيرا الى أنة لا يليق أبدًا بنا وبمصر وببلد الأزهر أن نتطرق إلى هذا الكلام، ومجرد التطرق ليه كل عام مظهر سيئ وخارج عن المألوف وخارج عن  الصواب.

اقرأ أيضا | بالتفاصيل.. المفتي يوضح حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية وتهنئة المسيحيين؟

وأضاف "الأزهري"، خلال حواره مع الإعلامي رامي رضوان، ببرنامج "مساء DMC"، المذاع على فضائية "DMC": "كتب في هذا عشرات من الدراسات والفتاوى والمقالات".

وأوضح "مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإسلامية" ،  أن المذهب الحنبلي يوجد به 3 أقوال؛ قول بالنهي عن تهنئة عن أهل الكتاب، وقول بالإكراه، وقول بالإباحة إذا ترتبت عن ذلك مصلحة راجحة، معلقًا: "وأي مصلحة أفضل من لم شمل هذا البلد".

تلقت دار الإفتاء سؤال يقول فيه صاحبه : هل الاحتفال برأس السنة الميلادية، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال كتعليق الزينة حرام شرعًا أم حلال؟ وما حكم تهنئة المسيحيين فيه؟ وكيف نرد على من يدَّعي أن ذلك حرام؛ لأن فيه مشاركةً لغير المسلمين في أعيادهم وشعائرهم؟ أو بدعوى أن يوم الميلاد لم يأت إلا مرة واحدة؛ فهو يختلف عن نظيره في كل عام؟ أو بدعوى أن مولد المسيح عليه السلام لم يكن في رأس السنة الشمسية؟ 

وأجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والتهنئة به: جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا؛ من تذكر نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام، وقد أقرت الشريعة الناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم، ونص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية، وأن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صالح العباد، ما لم يلزم من ذلك الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام، فضلًا عن موافقة ذلك للمولد المعجز لسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي خلّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله .

وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أَوْلَى الناس بسيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك، مع ما في ذلك من تعظيم المشترك بين أهل الأديان السماوية، فضلًا عن عقد المواطنة الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات، وكلما ازدادت الروابط الإنسانية تأكدت الحقوق الشرعية؛ فالمسلمون مأمورون أن يتعايشوا بحسن الخلق وطيب المعشر وسلامة القصد مع إخوانهم في الدين والوطن والقرابة والجوار والإنسانية ليُشعِروا مَن حولهم بالسلام والأمان، وأن يشاركوا مواطنيهم في أفراحهم ويهنئوهم في احتفالاتهم، ما دام أن ذلك لا يُلزِمهم بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات عبادية تخالف عقائد الإسلام.