حكايات| ذبح وخلع للأضلع.. «التشيمو» وراء أبشع تضحية بالأطفال في التاريخ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

من بين آلاف القبائل حول العالم، ظهرت قبيلة «التشيمو» في المنطقة الساحلية الشمالية في بيرو، لتشتهر بواحدة من أغرب الطقوس على مدار التاريخ البشري.

 

ربما لم يعرف كثيرون أمورًا عن تلك القبيلة حتى عثر العلماء في عام 2018 على بقايا 270 طفلا، قدموا للآلهة في مقبرة جماعية قديمة مروعة حتى باتت «التشيمو» تشتهر بقبيلة التحضية.
 

وبعد اكتشاف المقابر الجماعية في أرض التشيمو القديمة، تبين أن مئات الأطفال قدموا قرابين للآلهة؛ إذ كان يتم التركيز على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما، وذلك عندما تم ذبحهم في الوقت نفسه في المنطقة الساحلية الشمالية في بيرو.

 

 

كانت واقعة اكتشاف المقابر صادمة للغاية، خاصة أن الخلفية التاريخية لـ«التشيمو» ترتبط بأنها أقوى وأهم حضارة في قارة أمريكا الجنوبية، منذ عام 900 وحتى عام 1470 قبل أن يتم غزوهم من قبل شعب «الإنكا» وتسقط دولتهم على أيديهم.

 

وقد برع «التشيمو» بشدة في العديد من المجالات وبالأخص الهندسة والفن والحرف اليدوية وعاصمتهم «تشامتشام»؛ حيث كانت من أهم المدن في زمانها وتفيض بالشواهد العظيمة والتحف الفنية.

 

اقرأ أيضًا| دم الأخوين.. شجرة عمرها 50 مليون عام لا يتوقف نزيفها

 

ومع مزيد من الدراسات تبين أن بقايا الأطفال الممزقة تحتوي على جروح في عظام الصدر، والتي يعتقد أنها أجريت بواسطة سكاكين في احتفالية، فضلا عن وجود خلع للأضلع بالقفص الصدري، بحسب تقرير سابق لـ«ناشيونال جيوجرافيك».

 

 

ويوحي خلع أضلاع القفص الصدري بأن كل من نفذ هذه التضحيات الدموية حاول تمزيق قلب كل ضحية، ويعتقد أن الأطفال قُدموا كتضحيات للآلهة لمنع المزيد من الفيضانات الناجمة عن عواصف النينو التي اجتاحت سواحل بيرو في هذا الزمان.

 

واكتشفت المقبرة الجماعية لأول مرة في أبريل عام 2018، عندما عثر العلماء على مشهد مروع ومفزع يضم هياكل 137 طفلا، ومنذ ذلك الحين، كشف الفريق عن رفات أكثر من 132 طفلا آخر، ليصل عددهم الإجمالي إلى 269 ضحية.

 

غير أنه قبل اكتشاف المقبرة، كانت أكبر طقوس تضحية معروفة في العالم في معبد بالقرب من مكسيكو سيتي، حيث قتل 42 طفلا قبل 600 عام، وعثر العلماء أيضا على 260 لاما صغيرة، في مقبرة قريبة من منطقة تروخيو في العصر الحديث، والتي يعتقد أنها كانت جزءا من التضحية المقدمة في المقبرة الجماعية للأطفال في بيرو.

 

 

وكانت القبيلة تقوم بتقديم القرابين بأمر من الكهنة والقادة السياسيين كتضحيات لآلهة المطر، كما كانوا يعتقدون في محاولة يائسة لإرضائها وإنقاذ القبيلة.

 

أما عن سر اختيار حيوان اللاما فيعود إلى عدم وجود حيوانات أخرى يمكنها تحمل العبء، حيث كانت اللاما جزءا أساسيا في اقتصاد المنطقة، ما دفع السكان إلى التضحية بها، أي أنهم «ربما قدموا للآلهة أهم ما لديهم كمجتمع».