أمينة خليل التى شاهدناها فى الأعمال الدرامية، كانت مصدراً للبهجة بقدرتها على التمثل وأداء شخصية جذبت المشاهد العربى، فوجئنا بها بدون ماكياج تقريباً، بملامح تبدو طبيعية، تقدم شخصية انفعالية شاقة، تدعى زينة، وبلسان الجميع، زيزي، نفحة الكوميديا لا تلغى القضية الحساسة، العلاقات الثنائية حين يهتز الحب، ويخضع يوميات بطلته للتشريح، فتخرج منها أشكال الصراعات النفسية وألوانها، مسلسل «خلى بالك من زيزى» الذى أخرجه كريم الشناوى، فهو عمل لا يشبه سواه، له خصوصية، ورسالة، وقد تبدو شخصية زيزى غارقة فى الهستيريا وفقدان الأعصاب، إلا أن لها دوافعها، ويمكن مع الوقت تبرير سلوكها، يناقش مسلسل خلى بالك من زيزى، قضية يعيشها معظم البيوت المصرية وهى فتاة تعانى من مشاكل زوجية وتقع فى عدد من المشكلات مع زوجها وتحاول الخروج منها وذلك خلال 15 حلقة فقط فى سياق درامى مشوق.
تصف أمينة طبيعة دورها بالمسلسل قائلة «تفقد زيزى أعصابها بلحظة انفعال فتضرب زوجها، ولكنها ليست بالزوجة (المفترية)، إذ لا يجوز الحكم عليها من خلال موقف واحد.
خلى بالك من زيزى هو عمل يشبه الحياة، فيها أيام لطيفة ومبهجة، وبنفس الوقت نواجه فيها أياما صعبة وقاسية، هو باختصار عمل درامى بنكهة كوميدية خفيفة، كما تصف أمينة شخصية زيزى التى تقدمها، قائلة: (زيزى مجنونة خالص) قد تبدو زيزى للوهلة الأولى مندفعة وعصبية وحادة الطباع، ولكن سيتضح لاحقاً أن ثمة أسبابا ومبررات لتصرفاتها الغريبة، فهى من الداخل حنونة وطيبة للغاية، ولكنها تحاول حماية نفسها من خلال اندفاعها وتصرفاتها الانفعالية، لديها مبادئ واضحة، لذا نجد أن ردود أفعالها تنسجم تماماً مع ما تحس به كونها لا تحاول أن تضبط نفسها على الإطلاق، فإذا ما أحست بالأذى تندفع فى الدفاع عن نفسها بأى طريقة.
المسلسل لا يعتمد على نجوم كوميديا تقليديين وحسنا فعل، لكنه يعتمد على ممثلين محترفين مشهود لهم بالموهبة والقدرة على التلون، والكوميديا هنا تنبع من تصاعد المواقف ومن سوء الفهم، والأداء جاد جدا بدون أى محاولة لـ«الاستظراف» وهذا ما يمنحه قيمته وتميزه بين هذا الكم الكبير من مسلسلات رمضان.
ولكن ربما يعيدنا مسلسل «خلى بالك من زيزي» إلى المعنى الحقيقى للكوميديا الاجتماعية التى شاهدناها فى أفلام العصر الذهبى مثل «مراتى مدير عام» لشادية وصلاح ذو الفقار، و«الزوجة 13» لشادية ورشدى أباظة و«الأيدى الناعمة» لأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وصباح، و«إشاعة حب» لسعاد حسنى وعمر الشريف يوسف وهبي، وغيرها الكثير من تلك الأفلام التى لا تزال تمتعنا كلما شاهدناها رغم مرور ما يزيد عن نصف قرن على إنتاجها.
