إنها مصر

استعادة الثقة

كرم جبر
كرم جبر

 ثروات مصر لكل المصريين، وتتعدد المشروعات الاقتصادية فى كل المحافظات، ليشعر الجميع أنهم تحت مظلة تحميهم وترعى مصالحهم، ورسخت زيارة الرئيس للصعيد مفهوم عدالة الدولة، وأنها تسعى إلى التنمية الإنسانية كأساس للتنمية الاقتصادية.


 وعن المشروعات الكبرى حدث ولا حرج، ولا يمر يوم إلا فيه إنجاز جديد، ولأول مرة فى تاريخ مصر تتدعم الثقة الكبيرة بين الدولة والمواطنين، لأن الدولة لا تقدم وعودا ولا أحلاما وردية، وإنما إنجازات على أرض الواقع.
 وعلى مدى أسبوع كامل افتتح الرئيس عشرات المشروعات فى الصعيد، ويشاهد الناس بأعينهم ما يحدث، وكانت الثقة قبل ذلك مفقودة نتيجة الإسراف فى الوعود التى لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ.
 أصبحت لمصر سمعة عالمية فى الشرق والغرب فى سرعة إنجاز المشروعات، واكتسبت تقدير واحترام مؤسسات التمويل الدولية، التى تشيد بمعدلات النمو المرتفعة رغم الظروف الصعبة التى يمر بها العالم.
 وفى الجولة الثالثة فى الصعيد أثناء افتتاح مشروعات الكهرباء والطاقة، كان الرئيس حريصا على تأكيد أن المستهدف هو وضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة، فيما يتعلق بإنتاج وتوزيع الكهرباء والطاقة المتجددة والربط مع دول الجوار، وهو نفس الأمر فى مختلف المشروعات، لتكون جودة التنفيذ بنسبة مئة فى المئة.
 قطاع الكهرباء نموذج لجدية الدولة فى علاج المشكلات بحلول جذرية وليست مسكنات، بعد أن عاشت البلاد ظروفا صعبة قبل مرحلة التطوير، ومجمع بنبان للطاقة الشمسية، على سبيل المثال، من أكبر المشروعات المماثلة على مستوى العالم، ويقوم بتشغيله القطاع الخاص بكوادر من أبناء الصعيد، وتوفير فرص عمال لشباب مقبلين على الحياة.
 الجمهورية الجديدة ليست فقط فى المشروعات والإنجازات، وإنما بناء الإنسان الذى يحمى ويصون الثروات القومية الكبرى، فالإنسان هو الذى يبنى ويعمّر ويصون ويحمى بلاده، والقضاء على البطالة هو المدخل السحرى لخلق الرضا والارتياح وتوفير فرص الحياة الكريمة.


 الإنجازات الاقتصادية تستهدف الإنسان المصرى، وشحنه بالأمل والتفاؤل والثقة، وتحويل الأرقام الضخمة التى يسمعها إلى لغة بسيطة تجعله فخورا بما يحدث فى بلده لأن الشعوب المحبطة لا تتقدم أبدا.
 بناء الإنسان مهمة أصعب من شق الطرق، خصوصاً بعد السنوات التى أعقبت 2011 وما قبلها، حيث تم تجريف المقومات الأساسية للشخصية المصرية، وإبراز كثير من المساوئ التى طفت على السطح، بسبب انهيار مقومات الحياة وتفاقم المشاكل والأزمات.


استعادة الثقة بين الدولة والمواطنين هى أقصر الطرق المؤدية إلى الجمهورية الجديدة التى يحلم بها المصريون.