الشنط القماش والورق.. الحل الأمثل للقضاء على الأكياس البلاستيكية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

- المستشار البيئي لجمعية "هيبكا": مصر تستهلك 14 مليار كيس بلاستيك سنوياً


سلسلة  من المخاطر تُشكلها  الأكياس البلاستيكية، وذلك لعدم تحللها ومساهمتها في خنق البيئة بالمواد الضارة على صحة البيئة في الحياة البحرية وصحة الإنسان التي تسبب له الكثير من الأمراض السرطانية والأورام، وتدهور وضع الحياة البحرية والمحيطات بسبب التلوث البلاستيكي، حيث يتم تسريب 13 مليون طن من مخلفات البلاستيك إلى المحيطات سنوياً، مما يتسبب في أضرار بيئية خطيرة للحياة المائية، وأخطرها قتل 100 ألف من الكائنات البحرية سنوياً.


خطر على حياة المواطنين 

ويقول شادي عبدالله مؤسس شركة تهتم بالصحة البيئية، إن البلاستيك خطر على حياة المواطنين خاصة ذات الإستخدام الواحد، لأنه يسبب أكبر قدر من المخلفات البلاستيكية بالإضافة إلي سلوك المواطنين من سوء تجميع تلك المخلفات وإلقائها في الشوارع دون طرق جمع صحية، والتي تتسبب بفعل العوامل الجوية إلى تطايرها حتى تستقر في البحار والمنابع المائية.


ويضيف عبدالله، أن رفع الوعي من خلال مؤسسات المجتمع المدني يعد من أهم العوامل في تقليل حجم البلاستيك المستخدم، ومعرفة المواطنين أضرار البلاستيك على صحتهم وبيئتهم.


ويؤكد عبدالله، أن سكان المناطق الشعبية والعشوائية هم الأقل استخداماً للبلاستيك، بسبب إعادة تدويره، من خلال استغلال كل ما هو بلاستيك في الاستعمال مرة أخرى في حياتهم اليومية قائلا: "عمال النظافة دائما يقولون إن قمامة العشوائيات معصورة من كل حاجة".


واستكمل أن هناك بدائل أخرى من البلاستيك كانت تستخدم قديماً مثل الشنط القماش، وزجاجة الرياضية، والورق، وهو الحل الأمثل للقضاء على البلاستيك الذي يعد مادة مستحدثة.

 

اقرأ أيضا : القطن العضوي والأكياس أحادية الاستخدام.. البدائل الآمنة للبلاستيك 


حملات تنظيف النيل

تقول مريم عمر مسؤولة العلاقات العامة لفريق إحدى المؤسسات الشبابية المهتمة بالعمل البيئي، إن فكرة تنظيف النيل جاءت عندما مرت هي وأصدقائها تحت كوبري عباس بالقاهرة، ورأوا كمًا هائلاً من القمامة ملقاة في النيل وعلى ضفافه، وكانت تغلب عليها أنواع مختلفة من البلاستيك و"كانزات"، حيث تم إزالة 5 طن من القمامة حينها.


وأضافت مريم، أن فريق تنظيف النيل بدأ بـ10 أفراد من المتطوعين، حيث بحثوا عن دعم من الأماكن المتخصصة بشئون البيئة والنيل، وكانت وزارة البيئة أول الداعمين للفريق من أجل بيئة نظيفة وقامت الوزارة بتوفير خريطة الأماكن المتاحة التي يمكن تنظيفها بالإضافة إلى التصاريح اللازمة والتواصل مع مسؤولين جمع القمامة في الأماكن التي يتم تنظيف النيل بها لتسهيل مهامهم في تجميع ونقل القمامة.


وأوضحت "مريم"، أن عملية التنظيف تخضع إلى عدة مقومات، أولها سعة المكان وعدد المتطوعين الذين يمكن أن يشاركوا، ومدى اتساخ المكان بالقمامة، بالإضافة إلى مخاطبة المكان، وهل لديه أستعداد في تنظيف النيل والحفاظ عليه نظيف.


ونوهت "مريم"، أن عمليات تنظيف النيل تكون تنظيمية فهناك من يقوم بجمع القمامة وتعبئتها في أكياس وهناك من ينزل إلى النيل لجمع القمامة بمساعدة أصحاب المراكب لتوفير بعض المتطلبات كالشباك والمقصات والمصفاة، بالإضافة إلى توفير "سترة النجاة" والجوانتي وإجراءات أمان للمتطوعين أثناء تنظيف النيل.


وأضافت "مريم"، أن فرق التنظيف تقوم بعقد دورات توعوية خلال عملية التنظيف لمخاطبة الجمهور وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على النيل نظيف قائلة " إحنا دورنا نعمل لفت أنتباه للمكان وللناس".


وتابعت، أن أكثر المناطق بها قمامة كانت تحت كوبري الجلاء وتحت كوبري عباس بسبب استسهال الجمهور في إلقاء القمامة من أكياس شيبسي وكانز وأورق وشنط بلاستيكية، مضيفة "شيلنا زباله عمرها لا يقل عن 10 سنين".


حظر البلاستيك في البحر الأحمر

الدكتور محمود حنفي، أستاذ علوم البحار والمستشار البيئي لجمعية "هيبكا"، يقول إن محافظة البحر الأحمر عملت في 2008 على منع  الأكياس البلاستيك لأول مرة بسبب أضرارها الجسيمة على صحة الإنسان والبيئة، موضحاً إن البلاستيك مشكلة عامة وليست مشكلة بيئية فقط، ولكن عدم الوعي المجتمعي والثقافة العامة تسببت في رجوع استخدام الأكياس مرة أخرى.


ويضيف حنفي، إن مصر بها مشكلة كبيرة بسبب البلاستيك الخفيف، الذي يقل سمكه من 25 ميكرو وأحادي الإستخدام، حيث تستهلك مصر 14 مليار كيس بلاستيك سنوياً.

 

اقرا ايضا : الأكياس البلاستيك لا تتحلل ومخاطر سرطانية على صحة الإنسان  


وأشار أستاذ علوم البحار، أنه تم صدور قرار آخر في عام 2019 بحظر استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام على المراكب السياحية وفي المراكز التسويقية الكبرى، وكانت تجربة رائعة، وتم طرح البدائل ك الأكياس البلاستيك متعددة الأستخدام والتي تتحلل، وأكياس القماش، ولكن بعد مرور عامين من هذا القرار، عاد استخدام الأكياس الأحادية الأستخدام من قبل فئات معينة كالمحلات الصغيرة والأسواق، وذلك بسبب ثقافة الإنسان وعدم التوعية المجتمعية بأضرار البلاستيك على صحة الإنسان قبل البيئة، ولكن مازالت المحلات الكبيرة تمنع استخدام البلاستيك.